إذا كان هناك سبب بعد توفيق الله
لى لكى احقق نجاحات فى مجال التدريب والكتابة فى التسويق فى وقت قصير، فهى الكمية الكبيرة من الأخطاء التى حدثت فى كثير من المشروعات التى أردت انجازها، الحقيقة أن هذه التجارب التى ربما يراها الكثير
فشل، أراها السبب لكثير من نجاحاتى فيما بعد خصوصاً فى مجال التدريب فى التسويق
والعمل به.
سأبدأ معك اليوم هذه السلسلة بقصة
قديمة نوعا ما، حينها قررت ان ابدء التجربة والخوض فى بحر المشاريع الخاصة، وتسمية
بحر هنا ليست شاعرية، ولكنها واقعية، فالعمل الخاص يُشبه البحر فى عمقه، واذا دخلت
فيه يجب ان تكون قادر على السباحة فيه مهما كانت الصعوبات، وإلا لا تفكر فى دخوله!
تعود أول تجاربى مع المشاريع
الخاصة فى أعوام الجامعة النهائية، وفيها قررت ان اجرب حظى مع المشاريع الخاصة،
واتفقت مع صديق لى او شريك كما نسميه فى هذا المجال على بدء التجربة سوياً، لقد
كان تفكيرنا متقارب للغاية و اتفقنا على البدء.
قبل ان اسرد تفاصيل هذه القصة
تسويقياً، سأخبرك أمراً.. وهى ان التفكير فى دخول السوق وعالم ريادة الاعمال اثناء
الدراسة خصوصاً الجامعية له بريق خاص للغاية، سواء نجحت فيه او لم تنجح، وذلك
لأسباب كثيرة.
منها أولاً أنه يعطيك ثقة هائلة
للغاية، لأنك تكون فى سن صغير، والرائع فى الامر بجانب الثقة التى تكتسبها مبكراً
مع كسر لرهبة الاسواق، انك تكون تحت ضغط اقل كثيراً، من كونك خريج وتبحث عن عمل
بكل الطرق، فى هذه الاوقات تشعر انك تسابق الزمن، أولا لانك تحتاج اموال لتخرج من
عباءة الحصول على اموال من الغير، وفى نفس الوقت، تريد ان ترفع عن نفسك حرج
البطالة!
فى هذه الظروف يكون العمل الريادى
صعب للغاية، لانه يتطلب الصبر الشديد، و تحمل الخسارة تلو الاخرى بروح رياضية،
وهذا بصراحة لا يسمح به الضغط الذى نقع فيه بعد الدراسة والتخرج من الجامعة.
امر آخر، وهو اختيار الشريك
الصحيح، وانا ممتن كثيراً لصديقى الرائع، الذى اخذ هذه الخطوة معى، و
اجتهد لننجح سوياً. لا تتوقع ان يستجيب لك الكثير فى مرحلة الجامعة لبدء مشروع او
عمل خاص. يكون الاغلب فى حالة من السعادة بسنوات الجامعة، ولا تجدهم يفكرون فى مثل
هذه الخطوات المتعبة!
اختيار الشريك الصحيح يسهل الامر
كثيراً، يجب ان يكون قريب من طريقة تفكيرك، لا اقصد ان يكون نفس التفكير، فهذا غير
صحى فى كثير من الاحيان، لأن الشركاء بتفكير متطابق يخطئون اكثر وبنفس الطريقة!
لكن ما اعنيه هنا، هو السهولة فى التعامل، وتقارب الشخصيات والصفات، وهذا يقلل
الخلافات والمشاكل التى تعصف بفرق العمل.
قررنا إذاً أن نبدأ الطريق، وفكرت
فى فكرة مشروع تعليم طلاب الجامعة بعض من مهارات الحاسب الهامة، هذه المهارات كانت
تندرج تحت دورة تدريبية شهيرة فى مصر هى ICDL، وهى شهادة كانت على وشك ان تصبح ضرورة للحصول على الدورات
التدريبية المتقدمة وشهادات التخرج، وبدأ الكثير يشعر بالفعل بأهميتها.
كانت فكرة مشروعى ونجاحها ترتكز
على 3 أمور:
1- مكان: كنت احتاج
لمكان مجهز بأجهزة حاسوب – computers لكى تتم هذه
الدورة بنجاح، وبالفعل بدأنا البحث، ولم يكن الأمر صعباً لأننا كنا فى الجامعة وسط
كثير من مراكز الدروس الخصوصية، وهى مراكز مُجهزّة، ووجدنا واحد يملك هذه الاجهزة،
أول عقبة تم تجاوزها!
2- مدرّب: بحثنا عن
مُدرّب مؤهل ليقوم بإعطاء الطلاب هذه الدورة التدريبية، لم يكن الامر سهلاً لان
هذه النوعية من المدربين لم تكن بنفس الخبرة والعدد الكثير الذى هم فيه الآن،
ولكننا وجدنا واحداً، واتفقنا على المقابل الذى سيحصل عليه.
3- الترويج: لم نكن نطمع
فى الحصول على عملاء كُثر هذه الفترة، كان اقصى طموحاتى على ما اتذكر فى البداية
ان احصل على عدد أكثر أو أقل قليلاً من 10 لكى نبدأ الدورة التدريبية بسلام، عندما
تنظر إلى أعداد الطلبة الهائلة فى الجامعة تشعر انك تستطيع الحصول علي هذا العدد
البسيط بكل سهولة ويسر، ربما (تتكعبل) فى هؤلاء العملاء فى الطريق! ان الامر يسير،
ولقد استهنت به كثيراً، ولم اعطه حقّه، جعلت الترويج هو العقبة الأخيرة لافتراضى
سهولتها.
حتى
الآن افخر بأنى نظمت هذا المشروع بهذه الطريقة البسيطة وهذه النوعية من المشروعات
عندما يتم إدارتها بشكل صحيح تحصل على اموال جيدة بدون إنفاق أى أموال!
وقت
الترويج اعتمدنا على طريقة اساسية وهى الحصول على العملاء المعارف من الزملاء
والاصدقاء، وكان علينا اقناعهم بالفكرة، ولم يكن الأمر صعباً، ولكن حصلنا على بعض
الزبائن (الغير جادين)، وهنا سأخبرك ببعض النقاط الهامة التى تعملتها.
-
أولاً كما قيل لى من قبل ان الجامعة هى سوق قوى جداً
ربما لن تجد مثله فى العالم، ما هذه الاعداد الكثيرة مختلفة الاحتياجات والرغبات
التى تتعطش لمنتجات وخدمات جديدة! على الرغم من هذه المعلومة الصحيحة كان الامر
صعب نوعاً ما مع شريحة تؤجل المهم لما بعد سنوات التخرج، هذا اراه طبع فى معظم
طلاب الجامعات، وهو تأجيلهم للتدريب بعد الدراسة. بالطبع الامر كان سيختلف مع تدريب
يساعدهم فى تخطى اختبارات الجامعة. يجب ان تفكر بنفس فكر شريحتك المُستهدفة.
-
توقيت الترويج كان خاطئ جداً، فهم كانوا على وشك الدخول
فى دوّامة امتحانات نهاية العام الدراسى، فى هذا الوقت لا يفكّر الطلاب بشكل طبيعى
كما يحدث فى ظروف اقل ضغط فى بداية او منتصف السنة الدراسية. الترويج الصحيح او
المبدع لا يكفى، يجب ان يتم دعمه بالتوقيت الصحيح.
-
أخيراً الترويج اقتصر على قنوات بعينها، هى المعارف
والزملاء، وهذه الفئة لا تعتمد عليها فى الترويج. ارجوك لاتفعل! هذا الفئة فى كثير
جداً من الاحيان لا تكون جادة وهى تشعرك بالحماس فى بداية الامر، ربما يكون حماس
مجاملة. كان يجب علينا الاعتماد على قنوات اخرى للترويج، تجلب لك أشخاص فى أمسّ
الحاجة لخدماتك.
هذه الحالة التسويقية تعلمت منها
الكثير جداً، اولا اعطتنى ثقة كبيرة، كونها اول مشروع خاص فى حياتى أضع فيه وقتى
وجهدى بهذه الصورة والحماس. هناك اسباب كثيرة لعدم نجاح المشروع من ضمنها مثلاً
عدم وجود قوة وخبرة وصبر رجال الاعمال لدىّ فى هذا الوقت، وأيضاً أتذكر ان المركز
التدريبى المجهز اعتذر صاحبه عن استضافة الدورة لأسباب، لكن كل هذه النقاط كان
يمكن التغلب عليها، ما أتذكره بقوة الآن ان الترويج كان هو العامل الاهم لعدم
اكتمال هذا المشروع.
تعلمت مع الوقت ومع التفكير فى
هذه الحالة ان الترويج هو الأهم، المنتج الرائع الذى يُشبع احتياجات العميل،
والتسعير المناسب والتوزيع، ومن قبلهم الاستراتيجية المحكمة، كلها عوامل فى غاية
الأهمية، لكن يجب دائماً ان تكون جاهز بخطة ترويجية مبدعة ومضمونة لجلب العملاء.
لا بالعكس انا عايز حضرتك تواصل تقديم هذه الحلقات الرائعه لانها بصراحه هتفيدنا جدا إلى الامام من تقدم لتقدم أسلوبك ونصائحك رائعه مستر حسام
ردحذفبس لى رجاء بلاش كلمه فشل دى لانها بصراحه قاسيه وشنيعه جدا ممكن تسميها تعلمت من اخطائى لأن "ليس هناك فشل أنما هناك تجارب وخبرات "
جميل جدا في انتظار الحلقه الثانيه
ردحذفشكراً وليد، وشكراً عمرو ونزولاً عند رغبتك فقد غيرتها فعلاً :) شكراً لك ولا تحرمنا من تعليقاتك وملاحظاتك.. انتظرها منك.
ردحذفشكرا لك إلى الأمام .you are the best
ردحذفخبرات الناس هي المكسب الحقيقي لتعلم الاخطاء التي لم تقع بها يجب ان تكمل حتي نتفادي جزء من اخطاءنا ويجب ان يتسع المجال بعد فتره لان تسرد تجارب اخرين عن طريق مثلا ارسال الخبرات لك على الميدج ومن ثم نقلها للجميع لتعم الاستفادة والله الموفق
ردحذفشىء رائع ريت تكمل جدا و ده اكيد هيخلينا ناخد بالنا من الأخطاء دى و نستفيد كمان فياريت تكمل!
ردحذفشكرا لمجهودك و تعبك
هههههههههههههه انا خايف تطلع انا فى الاخر ( نفس اللى حصل معايا تقريبا بس مع بعد الاختلاف )
ردحذففي انتظار الحلقة الثانيه
@حسين عادل شكراً حسين على تعليقك، وفعلاً فكرتك رائعة جداً سأحاول تنفيذها قريباً بشكل ما بإذن الله :)
ردحذف@menna baraka شكراً لتعليقك الكريم :)
ردحذف@احمد سعيد: كويس تابع الحلقات القادمة بقى عشان تعرف D:
ردحذفما شاء الله يا استاذ حسام ممتاز وبالتاكيد نستفيد من هذه التجارب ولولاها لم يكن هناك استفادة اسلوبك جميل جدا وربنا يبارك فيك والى الامام ومستنيين باقى الحلقات أحبك فى الله
ردحذفكان لتوماس أديسون قول مشهور هو أنه لم يفشل ألف مرة بل إكتشف ألف طريقة لاتعمل أحييك من كل قلبى و يوماً بعد يوم تزداد قيمتك فى عينى . أتابعك بإستمرار و إياك إياك أن تفكر فى التوقف لأى سبب كان أتمنى لك التوفيق تحياتى و إحترامى طارق شتا
ردحذف[email protected]
استاذد حسام أنا أدرس الان في الجامعة و ابحث باي طريقة ممكنة عن مشروع يمكنني من جتي بعض المال رغم اني لا املك اي مال أبدأ به لذا ساتابع هذه الحلقات لعلي استفيد من تجربتك و خبرتك الواسعة
ردحذفملاحظة : البارحة فقط كنت أقرأ في Harvard Business Review مقالة تحذر من بدء المشاريع مع زملاء الدراسة أقصد هنا دراسة ادارة الأعمال لاننا في الغالب سنكون نملك نفس نقاط القوة و تقريبا نفس نقاط الضعف مما يؤثر على المؤسسة في المدى المتوسط لذا أرجوا ان تخبرنا ان كنت بدأت مشاريع اخرى مع زملاء لك و ماذا كان مصيرها
رابط المقال http://blogs.hbr.org/2013/11/dont-start-a-company-with-your-business-school-pals/
استمر.
ردحذفممتاز كمل :]
ردحذفاستمر استمر
ردحذف:)