ريادة الأعمال

عيب المبادرين القاتل | عندما كنت CEO !

في هذه المقالة سوف أخبرك عن عيب قاتل من عيوب المبادرين بمشاريعهم الناشئة، وهو الاستعجال على الألقاب والإدارة، وكأنهم دخلوا البيزنس لهذا السبب تحديداً! عيب المبادرين القاتل في البيزنس، هو استعجالهم على أن يكونوا مديرين، وأن يعطوا التوجيهات والارشادات من فوق. وذلك على الرغم من أن أكبر الرؤساء التنفيذيين ومديري أكبر الشركات في العالم يقومون بمهام تنفيذية ويشاركون الفرق والافراد تحتهم، حتى مع قدراتهم التفويضية، لأن القائد وظيفته هو أن يوجه بناء على رؤية، وهذه الرؤية غالبا ما تحتاج احتكاكه بالسوق والناس وأرض الواقع.

بعد تخرجي من قسم إدارة الأعمال عملت في نفس الجامعة كمعيد، هناك صادفني نموذج جامعى بحثوا له عن أحد المتخصصين لتدريس التسويق فلم يجدوا وعرفوا أني واحد من المعيدين المتخصصين بإدارة الأعمال، وقمت بمراجعة بعض مواد التسويق ثم وفقت لإعطاء كورس تدريبى مميز سمح لى بعد ذلك بالطمع قليلاً والتفكير في أي يكون لى كيان تجارى خاص، أو مشروع مبدع، وبالفعل فكّرت في فكرة  Nichers، وهو باختصار مشروع يعمل على تكوين فرق في تخصصات مختلفة ويقوم بسد الثغرات – niches  الموجودة في السوق.

إذاً أول من فكّرت فيه لمساعدتي في هذا المشروع كان الطلبة والمنظّمين للموديل الجامعى، وكانت هنا بداية المشكلة، فأنا وحتى وإن كنت حديث التخرج و لتوّى حصلت على أوراق تعيينى في الجامعة، لكني كنت (دكتور فلان)، لكثير من الذين تحمسوا للعمل معى على هذه الفكرة، ومع الوقت أصبح أي شخص يدخل إلى كياننا التجارى الناشئ يعلم أن حسام على رأس هذا المشروع، وهم يقومون بتنفيذ ما أخطط له.

مع الوقت وحتى لو فقدت لقب (دكتور) من أغلب من في الفريق نظراَ لقرب أعمارنا، إلا أنى مازالت المسئول عن وضع الخطط والاستراتيجيات للعمل، وهناك فريق بالكامل ينتظرني لكي ينفّذ.

هذه المرحلة كانت من أفضل مراحل البيزنس في حياتي لأنك لن تجد كل يوم فريق يعمل معك بكل الحماس، ولا ينتظر عائد سوى النجاح، فريق متنوع وملئ بالطاقة وعلى استعداد تام لتنفيذ الأوامر، وهذا كله رائع، ما عدا شيء واحد فقط، وهو أنى لم أستحق أو لم تكن لدّى القدرة فعلاً لأكون CEO ، أو المدير التنفيذي للمرحلة (لفظ CEO هو فقط كناية عن أنى كنت المدير المسئول ضمنياً، لكن كيان الفريق الصغير بالطبع لم يكن يحتمل هذا المسمّى الوظيفى أبداً).

أول سبب .. يجب أن أعترف أن الفارق بينى وبين من أرادوا العمل معى، سواء من حيث السن أو المرحلة المهنية حيث كان أغلبهم طلبة جامعة وأنا معيد في الجامعة قد أعطاني بعض الطمع الغير مقصود إطلاقاً.

في مرّة عرفت أن إحدى المتحمسات في الفريق وكان من أكثرهم عملاً .. قالت فيما معناه (هو حسام عمّال يدّى أوامر ومبيشتغلش ليه!)، وطبعاً كان علىّ أن أوضح لها أنى أعمل أيضاً وأضحّى وبصراحة لم يكن هذا هو الواقع.

هذا يذكرني بثانى سبب وهو أنى كنت قليل الخبرة، وعندما تكن قليل الخبرة فمكانك ليس CEO ولكن مكانك الحقيقي هو العمل كثيراً جداً بجانب فريقك، لكى تكتسب الخبرة ولكى تتعلم وتتقن ما تعرفه عن مشروعك وتنمّيه، أما أن تتخيل أنك سوف تقف في مكان عالى وتعطي الأوامر بدون الدخول إلى أرض المعركة ودراسة البيئة فهذا وهم.
بدلاً من نزولى إلى السوق وبدلاً من عمل الأبحاث ودراسة الفكرة جيداً وتجربتها قبل أن أعطى الاستراتيجيات والأوامر، كنت ببساطة أرى نفسى أنى صاحب فكرة ولدى استراتيجية وكثير من العلم التسويقى الذى يسمح لى بأن أقود، ومع الوقت عرفت أن هذه النقطة بالذات جعلتنى في وضع أفقد فكرتى وأفقد الفريق.

رأيت الكثير من المشاريع الناشئة سواء الناجحة أو الفاشلة و أؤكد لك أنه في كل مرة كان المشروع الناشئ ينجح، كان من ضمن أسباب ذلك هو طبيعة علاقة الفريق ببعضه، وفهم رؤوس المشروع أنهم لا يتميزون طبقياً، ما يميزهم هو التخصص، وكل عضو في الفريق الناشئ يفعل كل ما بوسعه، وينفق كل إمكانياته وموارده و مجهوده ووقته من أجل الحصول على النجاح، وربما في وقت متقدّم يكون هناك شركة، ويكون هناك مدير تنفيذى – CEO للشركة.

القادة الحقيقيون لا يهتمون كثيراً بالألقاب ولا المسميّات، القادة الحقيقيون في المشاريع يعملون أكثر من التابعين، وعندما يكتسبون الخبرة اللازمة يرسمون الطريق للمتابعين لكى يكملوا هم الطريق على وعى وفهم، ويكون دور القائد في المشروع حينها هو أن يساعد الفريق للنجاح، ويعمل بدلاً منه إذا لزم الأمر حتى تتضّح للأمور للجميع، ويستطيعوا السير بنجاح كما فعل هو.

تعاملت مع الكثير من أصحاب الشركات وأعرف كيف يبدو صاحب الشركة الناجح من الفاشل، من أبرز سمات صاحب الشركة الفاشلة أنه يبدو مدمن للألقاب والسلطة، و ينتظر أي فرصة لإخراج كارت شخصى يخبرك بأن هذا الشخص هو مؤسس شركة كذا أو المدير التنفيذي لها، في حين أن أصحاب الشركات الناجحين يملئهم الشغف للعمل والعمل فقط، ولا تجد هناك فارق جوهري في العمل ما بين القائد والتابع من ناحية التضحية، بالعكس ..

فمؤسس المشروع يكون لديه من الحماس والشغف ما يجعله يتقن كل شيء يفعله، ويتحمس له، وهذا الحماس ينتقل كالعدوى إلى باقى الفريق.

بعد هذا المشروع وغيره عرفت أن قوة الفريق ليس في عدده بل في تنظيمه وقوة تماسكه، إذا كان لديك 5 متماسكين، كل فرد في الفريق متحمس ويعرف دوره جيداً ويؤديه بشغف وحماس وإتقان أفضل من 10 لديهم وقت فارغ كبير ولا يعملون بكفاءة..

هذا ربما يستلزم بأن يقوم مؤسس المشروع بكثير من الأدوار في وقت واحد، حتى لو كان هذا في البداية، لكن هذا الأمر سوف يساعد الفريق ككل بعد ذلك، وسوف ينمو مشروعك مع الوقت بشكل منظّم وصحيح.

يُمكنك مراجعة هذا الجزء من مقالة 10 أشياء أعرفها قبل أن تبدأ البيزنس.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى