3 أسرار في التسويق والبيزنس من السير ريتشارد برانسون
هناك بعض الأسرار التى صنعت العملاق البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس فيرجن – Virgin، وهو على عكس ستيف جوبز الذي حاول الناس اخراج الاسرار من حياته الحافلة، أما ريتشارد برانسون فقد أخرج أسراره فى كتب معروفة حول العالم، من ضمن هذه الكتب كتاب رائع و شيق هو Richard Branson – Like a virgin. سأختار في هذه المقالة 3 أسرار في التسويق والبيزنس ذكرهم برانسون في كتابه الشيق.
أسرار البيزنس والتسويق من برانسون
هل تذكر في مقالة كيف فعلها ستيف جوبز عندما تحدثنا عن بعض الاسرار التى جعلته من أفضل التسويقيين في العالم، وظلت طرقه فى التسويق وإدارة الأعمال تُدرس ويكتب عنها الكتب؟ لقد اخبرتك ان اول ما يبهرك فى ستيف جوبز هو البساطة.
اليوم سأخبرك إن ايضاً ما صنع هذا الرجل كانت بعض الصفات من أهمها البساطة، ولكنه كان يطبق البساطة بمفهوم آخر تماماً عن ستيف جوبز.
القدرة على الإدارة والتفويض
عندما تستمع لهذا الرجل لأول مرة لا تصدق أنه بنى هذه الإمبراطورية (الفيرجينية) الضخمة. لكن عندما تستمع الى كلامه وكيف وصل لهذا النجاح ستكتشف أنه لم يكن يفعل الكثير لكي تنجح الاعمال، كان يفعل شئ واحد بكل قوة ومهارة ثم تترك الأعمال تنجح بنفسها! هذا الأمر ببساطة هو اختيار فريق عمل ناجح و قوى.
ظلت هذه الطريقة فى الادارة هى ما يشغل عقل البريطانى، وهو حتى الآن يحافظ عليها بشكل مذهل، انه لا يتدخل فى الادارة الا فى الظروف الصعبة، عندما يشعر مثلا ان هناك من يحرك الصورة الذهنية لفيرجن فى الاتجاه الخاطئ، هنا يبدأ التوجيه.
ريتشارد برانسون بنفسه يقول انه لا يفهم فى هذه المجالات المتخصصة، كالمحاسبة مثلاً، ولكنه سيأتى بمحاسب رائع ينهى له هذا العمل. عندما ترى عشرات بل مئات الشركات الفيرجنية المتخصصة والتي تقدم خدماتها فى عشرات المجالات الهامة، سوف تكتشف أن هذا هو السر الأكبر في حياة برانسون.
إن عدد الشركات التى تعمل تحت اسم فيرجن مذهل، بل أنك اذا بحثت فربما لن تجد مجال كبير خصوصاً فى النطاق الخدمى لم يدخله فيرجن، و حرّك فيه المياه الراكدة بكل حماس.
انه فعلها حقاً بشكل مذهل، فهم فكرة المبادرة بالأعمال، وطبقها حرفياً. يجمع الفريق، يعرفه على الصورة الذهنية للشركة – سنتحدث عنها فى تدوينات قادمة – ثم يتركه يبدع. فى الحقيقة يتركه يخطأ كثيراً ويبدع! هذا ايضاً من استراتيجيات برانسون التى سنتحدث عنها لاحقاً.
المبادرة بالأعمال أم المدير التنفيذي للشركة
لحظات رائعة هى عندما تبدأ مشروع جديد، لن تشعر بالحماس ربما فى حياتك ولن يشعر فريق بالحماس كما يشعر به فى بداية المشروع الجديد، سوف تجتمعون كثيراً، و تخرجون كثير من الافكار المذهلة، ثم تتحدون وتتغلبون على بعض العقبات التى بدت مستحيلة، وإذا مرت هذه الخطوات الأخيرة بسلام، فسوف تبدأ مرحلة جديدة فى عمر هذا المشروع المبتدئ، وهى مرحلة الإدارة.
يخبرك ريتشارد برانسون انك عليك فى هذه المرحلة اختيار ما بين ان تكون مدير لمشروعك أو شركتك، أو أن تكتفي بأن تكون ان المبادر بفكرة العمل، ثم تأتى بمدير يدير لك الشركة.
هل أهنتك الآن أو شئ من هذا القبيل عندما قلت لك تأتى بمدير يدير لك الشركة! ربما بعض الناس يشعر بالاهانة فهذه شركته وهذا مشروعه ويجب عليه ان يديره بالتأكيد!!
هذا سبب كافى فى كثير من الأحوال لأن تغلق الشركة أبوابها مبكراً او يفشل المشروع الناشئ بامتياز. هذا رأيى الشخصى، ورأى برانسون ايضاً فهو يخبرك بأن عليك أن تعرف اولاً ما هى مواصفات المدير الناجح.
مستحيل حصر جميع الصفات التي تستلزم أن تكون في المدير الناجح لكى يدير منظمة الصغيرة الناشئة او حتى الكبيرة بشكل جيد، ولكن من أهم هذه الصفات مثلاً أن تعرف تفاصيل العمل بالكامل.
يقول برانسون أن المديرين كانوا يتعلمون ادق التفاصيل المتعلقة بالعمل ويعملوا بها لفترة ، حتى الخاصة بتحميل الحقائب والأمتعة – Luggage loading (يتحدث عن شركة الطيران الخاصة به Virgin Australia).
هو نفسه ألزم نفسه والمديرين لفترة كبيرة بأن يمضوا بأنفسهم على جميع الشيكات التي كانت تخرج وهذا بهدف معرفة ماذا يجري بالشركة ومحاولة تقليل النفقات بقدر الإمكان.
لكن تظل أهم صفة فى المدير لكى ينجح فى إدارة أي منظمة سواء كبيرة او صغيرة هى القدرة على إدارة الأفراد بشكل جيد، وهذه فى رأيى هى نقطة التميز فى اى مدير.
هناك بعض السلوكيات التى تعرف من خلالها اذا كان هذا المدير سينجح في أداء مهمته والتواصل مع الناس بفاعلية ام لا، تحدث عنهم برانسون، ومن واقع تجربتى فأنا أؤكد لك أنهم مؤشر ودليل على المدير الناجح المحبوب او المدير الفاشل الذى يهرب منه الناس.
أول هذه الصفات هى القدرة على التشجيع، الناس يحبون عبارات المديح والتشجيع، ربما كلمة تشجيع واحدة تكفي لأن تجعلك تعمل كالحصان بدون تعب، وكلمة إحباط تجعلك تكره الحياة كلها!
ثانى هذه الصفات فى المدير انه قادر على الاعتذار، لن تتخيل كيف تؤثر هذه الصفة فى فرق العمل، فهم يروا ان المدير شخص مثلهم يتكلم بلغتهم، ويعتذر عن أخطاءه، هذا التواضع من المديرين نادر، وهو يفعل الاعاجيب فى التواصل الفعّال فى فرق العمل.
صفة ثالثة مهمة جداً هي أن تكون ادارتك للامور بشكل شفاف وواضح لمن يتبعك، لن تستطيع سرد كل التفاصيل بالطبع، لكن على الأقل فيجب أن يعرف فريق العمل الى أين يتجه.
عندما يسألك أحدهم لماذا أخذنا هذا القرار او رفضنا هذا، فلا تشعره بأنك الخارق الذى يعرف كل شئ، ولذلك لا داعى لأن يسأل ويعرف التفاصيل! هذا يحدث كثيراً صحيح؟
فى النهاية سأخبرك بأمرين أولهما أن معظمنا لا يستطيع أن يحدد ما إذا كان لديه مهارات الإدارة والقيادة ام لا. صدقنى مهما اعتقدت عن نفسك سلباً او ايجابياُ فرأى الناس هو الاهم، اسأل من حولك خصوصاً لو خبير فى مجال الادارة او التواصل، واعرف منه هل تدير الأمور بشكل جيد ام لا.
أخيراً كثير من الناس يسأل ..هل القيادة والادارة يمكن أن تكتسب أم أن القائد يولد هكذا؟
فى رأيى أن بعض الصفات الهامة جداً فى القيادة تولد مع الإنسان، منها قدرته على التواصل الاجتماعى، و النشاط والمبادرة وحب التحدي.. الخ وبعض الصفات الاخرى يمكن اكتسابها مثل القدرة على تنظيم الوقت و مهارات العرض والتقديم، لكن فى النهاية يجب ان تعرف ان العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، و انك تستطيع اكتساب اى صفة مهما كانت بالتدريب المستمر وقبلها الرغبة القوية.
لكن يظل السؤال المطروح من برانسون، ماذا تريد انت .. أن تصبح مدير، او تؤسس عمل وتترك إدارته لآخرين لتؤسس آخر!
الظهور في كل مكان
غريب هذا السر؟! لكنه سر مهم، وتحدث عنه كثيراً برانسون – Be visible – معناه ان يراك العامة باستمرار، فى الأحداث الهامة المرتبطة بشركتك و نجاحها. ستكون ايقونة الشركة.
ستجد الرجل يسافر العالم فى منطاد ثم ينزل المحيط يصطاد الأسماك المفترسة، ثم يخرج ليلبس ثوب دجاجة عملاقة ويقابل الجمهور، انها افكار مجنونة يبتكرها دوماً، للفت أنظار الناس إليه، وبالتالى الى فيرجن.
على المستوى الشخصى لم أحب هذه الطريقة الترويجية، سواء من برانسون او غير برانسون، أرى أنها تربك صورة الشركة الى حد ما، لكن لكى اكون امين معك، فأرى الآن ان الجمهور يحبها كثيراً ويتفاعل معها لأنها تقلل من صورة الشركات الروتينية المملة فى أذهان الناس.
فى آخر تدوينة اخبرتك انى لم اعجب بأسلوب ستيف جوبز عندما خرج على برنامج لريادة الأعمال ليطلب الدعم لفكرته، والتى تحولت لمنتج خارق فيما بعد، هذه مجرد وجهة نظرى الشخصية، والتى ربما تتعارض مع فكرة – Be visible، التي ركّز عليها برانسون والتى اعتقد ايضاً انها كانت من أسرار نجاح ستيف جوبز فى تكوين صورة ذهنية قوية عن نفسه وعن أبل.