ريادة الأعمال

ستيف جوبز | الرجل الذي غير عالم التكنولوجيا

في هذه المقالة سوف نتحدث عن واحد من أهم ريادي الأعمال – ربما في التاريخ – وطريقة إدارته وتسويقه تعتبر مدرسة في حد ذاته، غير كثير من أفكار المباردرين وأصحاب الشركات حول العالم، هو ستيف جوبز.

ستيف جوبز ليس مجرد رائد أعمال؛ بل هو فنان تقني أحدث ثورة في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا، حيث رأى في الكمبيوتر أكثر من مجرد آلة، بل اعتبرها أداة للإبداع والتعبير عن الذات، وبفضل رؤيته الثاقبة؛ قدم لنا واجهات مستخدم سهلة وجذابة جعلت التكنولوجيا في متناول الجميع.

و لم يقتصر تأثير جوبز على صناعة الكمبيوتر؛ بل امتد إلى صناعات أخرى مثل أجهزة سماع الموسيقى والهواتف المحمولة، ورغم رحيله المبكر، إلا أن إرثه لا يزال حاضراً في كل جهاز آبل نستخدمه، فهو يستمر في إلهام المبتكرين حول العالم، فقد علمنا أن التكنولوجيا ليست مجرد مجموعة من الأرقام والصفر والواحد، بل هي أداة لجعل حياتنا أفضل.

ستيف جوبز يقدم جهاز اي بود
ستيف جوبز ساعد في اخراج الكثير من الابتكار للسوق، آيبود جهاز غير صناعة الموسيقي والملفات الصوتية للأبد

هذا العبقري “جوبز”، جعل من الكمبيوتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يقتصر هدفه على اختراع الأجهزة؛ بل استطاع أن يغرس في المستخدمين شغفًا بالتكنولوجيا، حيث أخذهم إلى عالمه وجعلهم يتطلعون دائمًا إلى ما هو جديد ليمتلك أذهانهم وبالتالي يجمع كل القوى الشرائية لديه ليصبح بذلك الأول في عالم التكنولوجيا، ولا يزال إرثه حاضرًا بيننا حتى الآن، بل ويستمر الإلهام ليصل إلى الأجيال القادمة ليأخذ بيد كل مبتكر جديد إلى عالم رواد الأعمال.

ستيف جوبز وهو صغير

شهد يوم 24 من فبراير لعام 1955 ولادة العبقري ستيف بول جوبز، الذي ولد من أب يُدعى (عبد الفتاح) وهو عربي من أصل سوري، وأم تدعى (جوان) والتي تنتمي إلى أصول ألمانية، حيث تقابلا والديه أثناء استكمال دراستهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُقال أنه ابن جاء نتاج جواز غير كاثوليكي، مما جعل أسرة (جوان) ترفض الاعتراف به، وبالتالي ذهب الأب والأم إلى عرضه للتبني.

تبنته عائلة (آل جوبز) ومنحته اسمه الرسمي الذي اشتهر به، جديرًا بالذكر أنها عائلة بسيطة، حيث أن والده (بول) هو عامل بسيط لم يكمل دراسته لكنه كان مولعًا بحب الميكانيكا، أما الأم (كلارا) فهي كانت سيدة عاملة تعمل في مجال الحسابات.

وكان لعائلته الفضل في تربيته ونشأته على حب الاكتشاف والتفكير، حيث علمته أمه القراءة، والتفكير في حل المشكلات، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة، بينما علمه أبوه العديد من مهارات التصميم، والميكانيكا، وكان يطلب منه فك الأشياء الميكانيكية ومن ثم إعادة تجميعها.

بداية ستيف جوبز مشواره التكنولوجي

بدأت قصة صاحب شركة  أبل بعد أن وصل إلى المرحلة الثانوية حتى انتهى من دراستها، ولم يكمل دراسته الجامعية، بل التحق بدورة تدريبية للتعرف على الإلكترونيات وكيفية عملها وتصميمها، وهنا تقابل مع صديقه (وزنياك) الذي رافقه فيما بعد وشاركه في حبه للموسيقى وعالم الإلكترونيات.

حصل ستيف على عمل في شركة أتاري، بعد أن قدم لهم مجموعة من التصاميم الخاصة بالألعاب، وكان غرضه آنذاك؛ هو جمع المال من أجل السفر إلى الهند.

سافر جوبز إلى الهند بعد أن قرر اعتناق البوذية، ولكنه سرعان ما عاد عن اختياره وعاد إلى بلاده ليعاود عمله في شركة أتاري ليبدع في تصميم الألعاب.

رحلة صعود وهبوط ستيڤ جوبز وتأسيس شركة أبل 

بعد أن عاد ستيف إلى عمله في شركة (أتاري)، وفي عام 1974، جمع القدر مرة ثانية بينه وبين صديقه (وزنياك)، والذي شارك معه فكرة تصميم وتنفيذ لوحة للكمبيوتر.

الفترة الأولى لأبل Apple I

بدأ الصديقان ستيف جوبز وزنياك في التفكير في عرض فكرة لوحة الكمبيوتر على إحدى الشركات الكبرى، وذلك بغرض اعتماد الفكرة وتصميمها، وكانت شركة (هوليت باركاد)  هي الشركة التي وقع عليها اختيار ستيف وصديقه وزنياك للبدء، ولكن رفضت الشركة تنفيذ التصميم الذي أُطلق عليه (Apple I)، ومع هذا لم ييأس الصديقان واتخذا الخطوة الثانية لتحقيق الحلم وتنفيذ الفكرة.

تطوير الفكرة وإصدار Apple II

سرعان ما اتخذ جوبز وصديقه القرار بشأن استكمال الفكرة والعمل على تطويرها، حيث اتجه جوبز إلى كراج منزل عائلته، وأعاد فتحه ليكون مقر البداية لشركته هو وصديقه، وقام (وزنياك) آنذاك بتطوير التصميم والعمل على تطوير النسخة الأولى منه ليصبح باسم (Apple II).

جديرًا بالذكر أن جهاز أبل 2 أحدث ثورة في عالم الحاسوب الشخصي بقدومه كاملاً وجاهز للاستخدام، بعيداً عن تعقيدات التجميع. حيث شكل هذا الاختراع العجيب نقلة نوعية في تجربة المستخدم، وساهم في تحقيق نجاحاً باهراً تجاوز ستة ملايين وحدة مباعة، ليصبح بذلك أيقونة من أيقونات الحوسبة الشخصية واستمر في الإنتاج حتى عام 1993.

تأسيس شركة نيكست وبيكسار

شهدت مسيرة ستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة أبل، العديد من المنعطفات التي شكلت تاريخ صناعة التكنولوجيا، فبعد النجاح الكبير الذي حققه جهاز ماكنتوش؛ طُرد جوبز من الشركة التي أسسها، وهو ما دفعه إلى تأسيس شركة نكست، والتي على الرغم من ابتكاراتها التقنية، إلا أنها لم تحقق النجاح التجاري المطلوب.

خلال فترة ابتعاده عن أبل، أسس جوبز شركة بيكسار التي أصبحت لاحقاً قوة عظمى في عالم الرسوم المتحركة، ومع تدهور أوضاع شركة نكست، عاد جوبز إلى أبل في منتصف التسعينيات، حيث كانت تلك العودة هي نقطة تحول حاسمة، حيث قاد جوبز الشركة إلى تحقيق نجاحات باهرة من خلال سلسلة من المنتجات الثورية مثل جهاز ماكنتوش الجديد، وآي بود، وآيفون، وآي باد.

ستيف جوبز وشركائه في تأسيس شركة بيكسر
استديوهات بيكسر لانتاج الرسوم المتحركة التى أنشأها ستيف جوبز مع شركائه كانت سبب في تغير هذه الصناعة للأبد، والغريب أنها كانت نتيجة لطرد ستيف من شركته الأصلية آبل

ستيف يعمل على تطوير تقنيات جديدة

بعد أن ترك بصمته في عالم التكنولوجيا؛ قرر ستيف جوبز أن يخوض مغامرة جديدة في عالم الرسوم المتحركة، حيث استحوذ جوبز على استوديو الرسوم المتحركة بعد أن اشتراه من من جورج لوكاس عام 1986، ودمج خبراته التقنية مع سحر الرسوم المتحركة.

وهنا نشأت شركة بيكسار، التي سرعان ما أصبحت رائدة في مجال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد بفضل أفلامها المبتكرة، حيث نجح فيلم “Toy Story”، وغيرها من الأفلام مثل “البحث عن نيمو” و شركة المرعبين المحدودة، والخارقون.

هذا التحول الاستراتيجي لم يضف بريقاً جديداً على مسيرة جوبز فحسب، بل جعل منه مليارديرًا بفضل نجاح شركة بيكسار واكتتابها العام الناجح، فبعد أن بيعت أسهمها بحوالي 22 دولار للسهم الواحد؛ صعدت قيمة السهم لتصبح 39 دولار، وتضخمت ثروة ستيف جوبز فأصبح مليارديرًا، كما لم ننسى أنه في ذلك الوقت كان يمتلك حصة كبيرة في شركة والت ديزني.

عودة أبل وإطلاق ثورة الهواتف الذكية

شهد عالم التكنولوجيا نقلة نوعية بفضل رؤية جوبز؛ الذي حول الحوسبة من بيئة مكتبية إلى تجربة محمولة، بدءًا من إطلاق جهاز الآيبود عام 2000 الذي غير طريقة استماعنا للموسيقى، وصولًا إلى الثورة التي أحدثها الآيفون والآيباد، حيث تمكن جوبز من خلق نظام بيئي متكامل يعتمد على الأجهزة المحمولة والخدمات الرقمية، وقد لعب متجري (آيتونز وأبل ستور) دورًا حاسمًا في هذا النجاح، حيث قدما للمستخدمين مكتبة ضخمة من المحتوى والتطبيقات.

لم يكتفِ جوبز بتغيير واجهة الحوسبة الشخصية، بل امتدت رؤيته لتشمل عالم الترفيه المحمول، ففي عام 2001 أطلق جوبز جهاز الآيبود الذي حوّل طريقة استماعنا للموسيقى، وبفضل شراكته مع شركات الموسيقى الكبرى، تمكن من بناء مكتبة رقمية ضخمة عبر متجر (آيتونز)، مما ساهم في انتشار الموسيقى الرقمية على نطاق واسع.

وعقب عودته إلى أبل، قاد جوبز الشركة نحو عصر جديد من الابتكار، فبعد نجاح جهاز الآي ماك، أطلق جوبز جهاز الآيبود الأنيق والمحمول، ثم جاء بعده الإنجاز الأكبر وهو الآيفون،و بفضل شاشته اللمسية المتطورة وواجهته البسيطة، أحدث ثورة في عالم الهواتف الذكية، واستكمالاً لهذا النجاح، قدم جوبز جهاز الآيباد الذي أعاد تعريف مفهوم الحوسبة اللوحية.

أسرار نجاح ستيف جوبز ومهارته في التسويق

البساطة وخلق الصور الذهنية

هذا الرجل تميز ببساطة مذهلة، واعتقد أن البساطة كانت صفة متأصلة فيه، ولكنه طوّر هذه الصفة، بل واستخدامها في التسويق لنفسه، عندما تتذكر هذا العبقرى تتذكر معه ملابس بسيطة للغاية مميزة له، وهى التى شيرت أو البلوفر الأسود مع جينز أزرق وحذاء رياضى لم يكلف نفسه للانتقاء من أحد محلات الأزياء العالمية.

يبدو أنه كان يريد تكوين صورة ذهنية مميزة عن نفسه، بصراحة أجد عمومًا أن هذا الرجل هو الاكثر عبقرية فى التسويق من ناحية صنع الصور الذهنية، سواء عن نفسه أو منتجاته أو شركته عموماً.

صور ستيف جوبز بلباسه التقليدي
حافظ ستيف جوبز على ستايل ملابس لا يخرج عن الاسود والجينز الأزرق على مدار فترة زمنية طويلة ليخلق بذلك صورة ذهنية مميزة عن نفسه وعن آبل

فعندما يذكر أحدهم اسم ستيف جوبز أمامك تشعر بشئ هائل، لكن تخيل أن يخرج هذا الشيء الهائل ليشرح مزايا منتجه أمام مجموعة من الخبراء فى مجالات الأعمال والمبادرة في البرنامج الانجليزى الشهير Dragons’ Den لكى يحصل على بعض التمويل! شاهد الفيديو القادم..

بالطبع لم يكن يقصد التمويل اطلاقاً؛ فهناك جيش يتمنى تمويل هذا الرجل، لكنه أراد أن يفعلها ببساطة، أراد أن يوضّح للناس ما هو اختراعه الجديد ومميزاته، ربما يكون اتفاق ترويجي بين أصحاب البرنامج وجوبز، كل الاحتمالات واردة، لكن انظر ولاحظ البساطة فى التنفيذ.

سأخبرك بشئ بأمانة شديدة وهى أنى لم أحب أن يظهر جوبز بهذه الصورة، رأيت أن الأمر ينقص منه كثيراً، لكن دعك من رأيى الشخصي الآن وانظر للصورة كاملة، إنه أراد أن يكمل صورته البسيطة فى أذهان الناس، وقد فعل!

هذه البساطة تذكرني برائد أعمال آخر وعبقرى انجليزى يدعى السير ريتشارد برنسون – Richard Branson مؤسس مملكة فيرجن الشهيرة.

اظهر في كل مكان

هذا الرجل له طريقة تفكير معينة يستخدمها فى التسويق اسمها Be Visible، و هو يقصد بها أن تكون موجود أمام أعين الكاميرات باستمرار حتى يتذكرك الناس ويربطون بين منتجات وخدمات شركتك، هذه القاعدة جعلته من أشهر الشخصيات فى العالم، واستطاع أن يروج لخدماته ومنتجاته بامتياز.

هذا ما كان يفعله ستيف جوبز، كان يريد أن يكون ظاهراً لأقصى درجة وهذا يتطلب منك أن تكون بسيط جداً، فى أدائك وفي تعاملك مع الناس، فإذا لم تكن إنسان بسيط أو تنوى أن تكون كذلك، فلن تستطيع تطبيق هذه القاعدة الخاصة بأن تكون موجود وظاهر بشكل دائم أمام الكاميرات وأمام الجمهور.

مافعله جوبز و ريتشارد برانسون يذكرك بما يعرف في مجال الأعمال The One Man Show، أى أنك تظهر فى كل المواقف والأحداث الهامة، ستكون فى العمليات والإنتاج والتطوير والإبداع وفي نفس الوقت تسّوق وتروج لنفسك ولفريقك.

ربما يكون الأمر مشابه لما كان يفعله جوبز وبرانسون؛ لكن مع بعض التطوير في الفكرة؛ فهم لم يكونوا الأبطال فى كل شئ، ولكنهم كانوا الأبطال دائماً أمام الكاميرات وأمام الجمهور خصوصاً المحب لهم والمتتبع لأخبارهم وإنجازاتهم.

الابتكار والتجديد

البساطة جعلت ستيف جوبز يحقق نتائج خارقة غير متوقعة، على سبيل المثال؛ فإن هناك احتمال كبير بأن تكون نوكيا هي من بدأت فكرة الهاتف باللمس، ولكن يقال أنها أجرت بحث تسويقى علمى قوى وقد أكد المشاركون فى البحث أنهم غير محبذين لهذا الاختراع الجديد، وقد استسلمت نوكيا لهذه النتائج السلبية، وأوقفت التطوير والانتاج الخاص بهذا الاختراع الجديد، وجاء بعد ذلك جوبز وطور نفس الفكرة ونجحت!

ستيف جوبز كان غير مقتنع تماما بالأبحاث التسويقية المعقدة، وهو من مدرسة الابتكار والتجربة، وتغيير سلوك الناس أحيانا إذا تتطلب الأمر.

يقول ستيف جوبز، ما الفائدة من إعطاء الناس ما يريدونه! يقصد بذلك أن الناس في حاجة لابتكار الجديد، وهو كان بارع في اكتشاف الرغبات لدى الناس حتى إذا لم يُظهروا ذلك.

هذا ليس معناه أن بحوث التسويق سيئة أو غير مجدية، وليس معناه أن ستيف جوبز كان محق في كل مرة! بالعكس فهناك الكثير جدا من الابتكارات الغير موفقة لآبل. لا ننسي أيضاً أنه عاني – بسبب عنده وطريقه تفكيره – كثيراً، وتسبب ذلك في انفصاله عن شركته بإجبار مسيري الشركة ومجلس الإدارة، لكن لكل مدرسة في الإدارة والتسويق مميزات وعيوب.

التعمق في فهم سلوك المشترين

صراحةً لا أجد في تاريخ التسويق شخص كان يفهم المستهلكين مثل ستيف جوبز، وشركة آبل، وهنا أتكلم عن أكثر من زاوية، مثل رغبة المستهلكين في اقتناء المنتج الفاخر المميز حتى لو جاء هذا على حساب ميزانياتهم، وزاوية فهم العميل واحتياجاته فنجد آبل تصمم المنتج وتعطيه مظهر خارجي مناسب تماما لاحتياجات الزبون بشكل مذهل.

يمكنك مراجعة واحدة من أهم مقالات التسويق اليوم، وهي مقالة كيف نجحت آبل في التسويق لآيفون.

مرض ستيف جوبز ومعاناته

عانى جوبز مؤسس شركة أبل، من مشاكل صحية خطيرة في السنوات الأخيرة من حياته، بدءًا من إصابته بسرطان البنكرياس في عام 2004، فعلى الرغم من خضوعه لعملية زرع كبد، إلا أن صحته تدهورت بشكل تدريجي.

وفي عام 2011، أعلن استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لشركة أبل، وعلى الرغم من مرضه، استمر جوبز في قيادة أبل نحو تحقيق إنجازات كبيرة، مثل إطلاق هواتف آيفون وأجهزة آيباد.

بعد أن انتشرت الشائعات حول تدهور صحته؛ وأعلن ستيف جوبز عن سبب فقدانه للوزن؛ أوضح أن السبب الرئيسي وراء فقدانه للوزن ونشوء الشائعات حول صحته هو اختلال هرموني، مؤكدًا أنه بدأ بالفعل في تلقي العلاج اللازم.

وأشار جوبز حينها إلى أنه سيقضي فترة معرض MacWorld مع عائلته، وأكد على التزامه بمنصب الرئيس التنفيذي طالما كان قادراً على أداء مهامه بكفاءة، ومع ذلك، أكد أنه لن يتردد في التنحي عن منصبه إذا شعر أن حالته الصحية تؤثر سلبًا على أدائه.

ستيف جوبز يعلن استقالته

بعد صراع طويل مع المرض، قرر جوبز الاستقالة من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أبل في أغسطس 2011، وقد تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ منذ إصابته بسرطان البنكرياس عام 2004، وخضوعه لعملية زرع كبد في عام 2009، وأصبحت استقالة ستيف جوبز من أكبر الأحداث في تاريخ شركة أبل، حيث فقدت الشركة أحد مؤسسيها ورؤيتها، وقد ترك رحيله فراغًا كبيرًا في عالم التكنولوجيا، حيث كان جوبز شخصية مؤثرة وملهمة للكثيرين.

حيث قال في رسالته لمجلس إدارة شركة أبل ما نصه:

كنت أقول دائماً بأن لو حدث وأتى يوم لم أعد فيه أهلاً للواجبات والتوقعات التي تقع على كاهلي كمدير تنفيذي لأبل، سأكون أول من يعلمكم بذلك. مع الأسف، هذا اليوم قد حل. وامتثالاً لهذا الالتزام، ها أنا أقدم استقالتي من منصب المدير التنفيذي في أبل. وأحب أن أخدم، إن رأى المجلس ذلك ملائماً، كرئيس للمجلس، مدير وموظف لصالح أبل. وحيث ما ذهبتم في مسألة من سيعقبني، فأوصي بقوة بإتمام خططنا للخلافة والقيام بوضع تيم كوك في هذا المنصب. أؤمن بأن أكثر أيام أبل إبتكاراً وإشراقاً لا زالت أمامها. وأتطلع لمشاهدتها والمساهمة في نجاحها من منصب جديد. لقد صنعت أفضل صداقات حياتي في أبل، وأشكرهم جميعاً على كل تلك السنين الكثيرة التي كنا قادرين فيها على العمل معاً.

رحل وذهب عن عالمنا

كانت وفاة ستيف جوبز مؤسس شركة آبل ورئيسها التنفيذي السابق في الخامس من أكتوبر عام 2011 عن عمر يناهز 56 عامًا؛ فبعد صراع طويل مع المرض، قرر جوبز الاستقالة من منصبه قبل وفاته بفترة قصيرة، وذلك بسبب تدهور حالته الصحية وعدم قدرته على الاستمرار في أداء مهامه على أكمل وجه، ورحل أحد أهم رموز عالم التكنولوجيا عن عالمنا، تاركًا إرثًا عظيمًا من الابتكارات التي غيرت العالم.

أهم ما قاله ستيف جوبز

لقد ألهمت كلمات جوبز الحكيمة جيلًا كاملًا من المبدعين والمبتكرين، ودفعتهم إلى تجاوز الحدود وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في عالم الأعمال والتكنولوجيا، حيث كانت كلماته شرارة الإلهام التي أشعلت العقول وألهمت رواد الأعمال والمبتكرين في جميع أنحاء العالم، وحفزتهم على السعي لتحقيق أحلامهم، ومن أشهر أقواله:

“لا يمكنك فقط أن تسأل العملاء عما يريدون ثم تحاول منحهم ذلك، بحلول الوقت الذي يتم بناؤه، سيريدون شيئا جديدا “. وهي مقولة مفادها أنك إذا أعطيت الناس مايريدون، سوف تصل الى مرحلة ان يمل الناس، ولذلك كان يبحث دائماً عن التشويق والإبهار، ولذلك أرى أنه كان يقلل كثيراً من قيمة الأبحاث التسويقية، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يهدم معتقدات تسويقية هامة، لكن صدقني هذا الرجل وإبداعاته كانوا حالة خاصة جداً صعب أن تتكرر!

“يمكن أن يكون البساطة أصعب من التعقيد: عليك أن تعمل بجد لجعل تفكيرك نظيفا لجعله بسيطا.”

“الأشياء العظيمة في مجال الأعمال لا يقوم بها شخص واحد أبدا. يتم ذلك من قبل فريق من الناس “.

“عملك سوف يملأ جزءا كبيرا من حياتك ، والطريقة الوحيدة لتكون راضيا حقا هي أن تفعل ما تعتقد أنه عمل رائع.”

“في بعض الأحيان تحتاج إلى التخلي عن شيء قديم لإفساح المجال لشيء جديد.”

أخيرًا؛ عليك أن تستمتع بمقولة تاريخية لستيف جوبز تروّج للبساطة التي تمتع بها، وهى:

ابق جائعًا ابق أحمق – Stay hungry .. Stay foolish. والتي قالها فى هذا الخطاب التاريخى الرائع فى جامعة ستانفورد.

إجمالًا؛ تحدثنا قليلاً عن واحد من أكثر المبادرين ورجال الأعمال والتسويق عبقرية فى التاريخ، فدعك من أنى لست من هواة تتبع الأحداث الدرامية فى حياة المشاهير، فأنا هنا أعطيتك بعض الأسرار التى تصنع هؤلاء العباقرة، وأردت أن أعطيك بعض اللمحات التي لاحظتها فى عبقرى الأعمال – ستيف جوبز. هذا الرجل حمل العديد من الصفات الرائعة، ثم ذهب عن عالمنا ليترك لنا إرثًا ضخم ليس فقط في مجال التكنولوجيا والتقنيات المتطورة، وإنما في فن التسويق ومجال ريادة الأعمال.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. أن 80% من العمليات التسويقية داخل الأسواق للفقراء،وال20% للمتوسطين والأغنياء، لذلك فأن التسويق عبر الصورة الذهنية يجب أن يكون مقسماً على ذات النسبة من شرائح المجتمع،مع التركيز على أن يكون المسوق محبوب الى عملائه،وكذلك ذو حجة فى الأقناع، وكذلك فريق الأنتاج الزى معه قادر على متابعة الرئ العام البحثى وتلافى عيوب وأخطاء وتحقيق رغبات العملاء والموزعين.

  2. أهنئك على اسلوب الجميل في طرح الفكرة و النقد البناء الذي لم أجد في مكان آخر أو بالأحرى شرح و جهة النظر بطريقة رائعة بالفعل تدويناتك مميزة.بارك الله فيك
    بالنسبة للسؤال أعتقد أن البساطة تساعد العباقرة اذا كانت صفة طبيعية فيهم غير مصطنعة و بالتأكيد يبقى هناك استثناءات فالحالات تختلف من شخص لآخر.
    في الآخيرأشكر لك ما تقدمه و أسأل الله أن يجازيك خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى