إبدأ في التسويق

كيف تحصل على وظيفة فى التسويق؟

دعونا نعترف أولاً أن الحصول على وظيفة مرموقة فى التسويق ليست بالمهمة السهلة، وتعتمد على متغيرات كثيرة، ولكن إذا أردنا الحصول على وظيفة فى التسويق فلنستخدم التسويق!

التسويق هو بحر واسع جداً يشمل المبيعات والبحوث التسويقية و الإعلان والعلاقات العامة و …. الكثير من العنوانين التى يكتب فى كل منها كتب وتفتح من أجلها شركات عملاقة.

job

أول خطوة لكى تنجح فى هذا الطريق التسويقى أن تعرف وتحدد أى مجالات التسويق وفروعه تريد العمل به.

فى هذه السلسلة ستتعرف على أنواع ومجالات التسويق التي ستناسب قدراتك ومهاراتك وميولك، وستعرف كيف تقوم بعمل بما يشبه ببحث وظيفى سيمكّنك من الحصول على أفضل وأنسب الأماكن التسويقية، كما ستعرف ما هي أفضل الطرق التسويقية التي ستتيح لك تقدم مذهل يحقق لك كل أحلامك فى مجال التسويق.

ومع الوضع فى الاعتبار أن التسويق أصبح من أكبر القضايا فى العالم إن لم يكن الأكبر على الإطلاق (من وجهة نظر الخبراء)، فسنجد أننا أمام فرصة للعمل فى مجال فى قمة الإبداع ، يتحدى قدراتنا ومهاراتنا الإدارية والتسويقية، ولا تنسى أنك ستعمل فى مجال هو العصب والأساس للمنظمة ككل وأنشطتها المختلفة.

لا تنسى قبل أن نبدأ فى هذا السلسلة أن تضع دائماً فى ذهنك بعض النقاط التى طالما أكدنا عليها فى التسويق ومنها:

  • التركيز على العميل: لأنه هو الأساس فى نشاط المنظمات ومن أجله أنشأنا الشركات والمشاريع، وبدونه يصبح المنتج لا شئ على الإطلاق.

غرض أى منظمة وهدفها هو الحصول على قيمة من العميل، وهى أمواله وعلاقاته المربحة المستمرة، ولذلك عليها أن تفكر بإبداع و ذهنية منفتحة لحل مشاكله وتحول احتياجاته إلى منتجات مربحة.

كون العميل هو الأساس والأهم فى العملية التسويقية يضع رجال التسويق دائماً فى الخطوط الأمامية للمعركة الإدارية و التنافسية بين الشركات … إذاً فلتستعد.

  • التكنولوجيا: غيرت التكنولوجيا الطريقة التي يفكر ويتحرك بها المسوقون فى العالم، أصبحوا أكثر إبداعاً وأكثر بعداً عن الأساليب التقليدية والروتينية فى التوزيع والتسعير والدعاية وغيرها من أنشطة التسويق.

وجدنا التسويق المباشر يتحرك كعداء خارق فى ساحة التسويق الشرسة، وتصبح الكيانات الإلكترونية والمجتمعات الإلكترونية سمة مميزة للشركات الكبيرة والصغيرة المبدعة.

تغير فكر من يطلب مسوقين للعمل، لم يصبح الأمر يعتمد فقط على الخبرة أو كم كتاباً قرأت، ووجدنا معايير أخرى منها قوة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وتجد الشركات العملاقة تعّين مايعرف بالشخص العام (generalist)، وهو من لديه خبرة متخصصة فى التسويق وخبرة عامة فى كل شئ حول التسويق.

  • التنوع: أيها الرجال احذروا، فالنساء الآن تأخد قدراً كبيراً من نصيبنا التسويقى، وهم بالفعل يفوقوا أحياناً عدد الرجال فى وظائف تسويقية خصوصاً تلك المتعلقة بالإعلان والعلاقات العامة، ولا تتعجب من أن تجد على موقع توظيف هذه الأيام وظيفة تسويق رائعة، مناسبة تماماً لإمكانيات، تعد بفرص تطور وترقى رائعة، ها أنت تحضر سيرتك الذاتية لتلحقها بجوابك الأنيق، ولكن … للأسف هذه الفرصة الهائلة للنساء فقط (Female only)!
  • العولمة: لم تعد تلك الكلمة النظرى التى نسمعها فى بدايات هذا القرن ونكتب عنها مواضيع تعابير فى امتحانات اللغة العربية. ولكنها بالفعل كلمة تضعك فى عالم ملئ بالتحديات ولم تعد مقصورة حتى على الشركات العملاقة

متعددة الجنسيات، ولكنك ربما تجد نفسك قريباً تملك شركة عمرها شهور، وتبيع لأناس في آخر الكوكب.

استعد بقدر ما تستطيع وتسلح بلغات ومهارات واعرف عن ثقافات العالم، لم يعد الأمر ثقافة عامة .. لقد أصبح ضرورة.

  • المنظمات الغير هادفة للربح: أظنك قد رأيت الآن كثيراً فى التلفزيون أو الراديو أو الجرائد إعلانات لمنظمات خيرية ومكتبات وغيرها.

دخول المنظمات الغير هادفة للربح لساحة التسويق هو فرصة لكل طالبى الأماكن التسويقية، و هى تضع أمامنا تحديات أكبر إذا علمنا أنها تريد حملات تسويقية قوية بميزانيات محدودة، إنه تحدى، ورجال التسويق وعاشقيه هم من يستمتعون بمثل هذه التحديات.

طالما اتفقنا على الحصول على وظيفة في التسويق بالطريقة العلمية وليست العشوائية التى يتبعها أغلب الباحثين عن فرص عمل، فعليك أن تطبق ما تعلمته فى التسويق بشكل عملى، و أول تطبيق عملى سيكون عليك أنت شخصياً.

سنتبع 8 خطوات أساسية للحصول على وظيفة، وإذا اتبعت هذه الخطوات بالشكل الصحيح، فسيكون من المؤكد بإذن الله الحصول على وظيفة أحلامك فى التسويق.

  1. ابحث فى نفسك، ونفّذ تقييم ذاتى Self-assessment.
  2. ادرس بعناية وصف وظائف التسويق Job descriptions .
  3. استكشف السوق وقيّم الفرص المتاحة.
  4. طور استراتيجات للبحث.
  5. عدّ سيرة مهنية قوية Resume .
  6. اكتب خطاب عمل وجهز أى مستندات وشهادات مؤيدة ومدعمة للسيرة الذاتية.
  7. تهيأ ونفذ مقابلة عمل في غاية القوة والاحترافية.
  8. تابع مع الشركة Follow-up.

الخطوة الأولى: ابحث في نفسك

عملية البحث هى الخطوة الأولى والأهم فى التسويق بشكل خاص، فهى الخطوة الأولى والأهم أيضاً في الإدارة واتخاذ أى قرار بشكل عام.

البحث هو الجندى المجهول فى أى إنجاز يتحقق على أرض الواقع، لأنه يريك ما لا ترى، و تخرج منه ببيانات صحيحة تجعلك قادر على اختيار القرار الصحيح.

ابدأ ابحث فى نفسك عن اهتماماتك ، نقاط قوتك وضعفك، وعن مهاراتك و تفضيلاتك.
ماهي أهدافك في الحياة العملية؟ كيف تريد الوصول إليها؟ هل أنت واثق من هذه الأهداف أما مازال الأمر يحيرك؟

ابدأ بسؤال نفسك أهم سؤال فى علم التسويق.. ما الذى يميزك حقاً عن كل المتقدمين لشغل وظائف فى التسويق؟

ابدأ بكتابة كل ما وصلت إليه من تحليلات وبيانات عن نفسك، كن أميناً وصادقاً مع نفسك فى كل ما تكتبه، لا تضع أى وزن لأى اعتبارات أو تجارب سابقة، فقط فكّر بشكل مجرد وبسيط للغاية وكأنك وليد اليوم.

ستتفاجأ فعلاً بقوة هذه النتائج عن نفسك وإذا نفذت هذه الخطوة بالشكل الصحيح فستصل بسهولة إلى ما تريد حقاً تحقيقه فى التسويق، وما هى الأجزاء الأكثر تفضيلاً فى التسويق لتركز وتضع مجهودك فيها من أجل النجاح لأقصى درجة فى مجالك الذي حددته.

دعونا ننفذ هذه الخطوة مبدأئياً لأنها فى رأيى أهم الخطوات، حتى لا تضيع سنين من عمرك فى مجال لا تحبه، أو تحدى لا تستطيع أن تفوز فيه لإنك ببساطة لم تفهم نفسك بالشكل الصحيح.

إذا صادفتك أى مشاكل فى هذه التحليل أو لم تتمكن من الحصول على إجابة شافية أى الطرق تذهب وأى المجالات فى التسويق تختار .. لا تترد فى أن تتصل وتطلب المساعدة من الخبراء والمتخصصين.

هناك أيضا بعض الأسئلة التي قد تساعدك من خلال الإجابة عليها بشكل صادق في التعرف على الدور التسويقي المناسب لك، مثل:

  1. إلى أى مدى تهتم بالتفاصيل؟
  2. هل تفضل القيام بعمل أكثر من مهمة فى وقت واحد؟
  3. ما هي ألوانك المفضلة؟
  4. هل تهتم بالإعلانات؟ أى جزء من الإعلانات يجذب اهتمامك؟
  5. إذا أساء لك شخص هل تسامحه من أجل أن تحقق هدفك من خلاله؟
  6. ما رأيك فى الحياة الإلكترونية وخصوصاً الإنترنت؟
  7. هل تحب العمل المكتبى أكثر أم النزول ومقابلة العملاء بنفسك؟
  8. اذكر 3 أفكار غريبة تريد تحقيقها..
  9. هل تحب الإنجاز لنفسك أم لفريق؟
  10. هل تتحمل العمل تحت ضغط؟
  11. ما هي هواياتك؟
  12. هل تنهي الكتاب الذى تبدأ في قرائته؟
  13. إذا جاءتك فكرة .. هل تسيطر على عقلك وربما تمنعك من تحقيق خطة يومك؟
  14. هل أنت منظم فى عملك وأسلوب حياتك؟
  15. ما هي إنجازاتك المهنية؟

الخطوة الثانية: ادرس بعناية وصف وظائف التسويق

الخطوة الثانية فى رحلتك للبحث والحصول على وظيفة في التسويق هي بحث وظائف التسويق وأوصافها، وهدف هذه الخطوة هو معرفة العالم الحقيقي للتسويق، وما هي المهام التي ستقوم بها فى كل دور من الأدوار التسويقية، ومن ثمّ تستطيع أن توافق ما بين الفرص المتاحة فى التسويق وأشكالها مع إمكانياتك ومهاراتك.

هذه الخطوة ليست بسيطة كما يعتقد البعض لأن التسويق لا يقع العمل به تحت عنوان واحد، لا تعتقد أنك ستبحث عن أوصاف مدير التسويق أو متخصص التسويق، ثم تنتقل إلى الخطوة الثالثة !

التسويق علم كبير جداً يمتد كما ذكرنا من البحوث التسويقية مروراً بالمنتج والتسعير والتوزيع والترويج وينتهى بالحفاظ على علاقات مربحة وقوية مع العملاء.

فالعمل كمحلل للسوق هو وظيفة في التسويق، و العمل فى مجال الإعلانات يدخل ضمن نطاق التسويق، والعمل كمدير لعلامة تجارية (Brand Manager)، أو لمنتج كامل (Product manager) أيضاً هو فى صلب التسويق، وغيرها كثير من الأدوار والوظائف تدخل فى نطاق التسويق، وهي الأدوار التي سنعرفها فى نهاية السلسلة بإذن الله.

إذا أردت البحث عن توصيف (المهام المطلوبة) لوظيفة، يمكنك ببساطة البحث فى محركات البحث عن توصيف الوظيفة (Job description)أو الدور الذى تبحث عنه، ولكن المشكلة أنك ستواجه نقطة هامة وهى أن التوصيف لنفس الدور التسويقي يختلف فى أغلب الأوقات من بلد إلى بلد ومن شركة الى شركة ومن فكر إلى فكر، ولكن يمكنك الاستعانة بها كخطوة مبدأئية للتعرف على أدوار ووظائف التسويق بشكل عام.

هذه الخطوة الهامة لسبب، وهى أننا نظل نبحث على دور معين فى التسويق ونضحي بكل شيء من أجل هذا الدور التسويقي وبعد الحصول عليه لا تجد نفسك في الصورة التي تخيلتها.

دعني أعطيك مثال، ربما يكون تفكيرك التسويقي مُنصبّ تجاه الإعلانات والحملات الدعائية، وتبحث فى التسويق فتجد أن الأشهر هو وظيفة مدير منتج أو علامة فى أحد شركات الأغذية (FMCG)، و هذه الوظيفة هى بالفعل الأشهر فى عالم التسويق ولكن عندما تدخل فيها تجد أنك تدير منتج و تضع كل همّك من أجل التوزيع الصحيح للمنتج فى المنافذ والأسواق، وعندما يأتي الدور على الحملة الدعائية للمنتج، تجد نفسك مضطر لأن تذهب إلى وكالة إعلان ودعاية من أجل تصميم الحملة الدعائية، بينما تعود أنت لدورك هناك فى الشركة لتشرف على تسعير وتوزيع المنتج فى السوق.

بالطبع ليس هذا سيئاً فالتوزيع والتسعير هو من صميم الأدوار التسويقية ولكن المشكلة أنه لا يقع ضمن نطاق اهتمامك، وبالتالى هنا تكمن أهمية البحث والتعمق فى أوصاف الأدوار والوظائف التسويقية.

لا تكتفي بالبحث الإلكتروني أو سؤال المعارف عن توصيف وظيفية تسويقية معينة، بل تابع مواقع التوظيف والوظائف المتاحة فى الجرائد والمجلات، وكوّن أفكار عن المهام المطلوبة فى كل وظيفية تقع فى نطاق التسويق.

بعد القيام بهذه الخطوة، وبعد أن تأكدت من اهتماماتك ومهاراتك في الخطوة الأولى (التقييم الذاتى)، احضر ورقة صغيرة وقلم واكتب هدفك التسويقي بكل دقة ووضوح.

خذ هذا المثال للتوضيح:

بعد أن تعرفت على اهتماماتك وعرفت أنك لا تملّ البحث باستمرار، صبور على التفاصيل و تميل إلى تقييم الأمور وتحليلها، وكانت لك إنجازات فى هذا المجال حيث كنت من أفضل من يقوم بعمل الأبحاث فى الكلية، وكنت تساعد زملائك فيها، وإلى آخره مما يؤيد حبك للبحوث التسويقية..

وبعد أن حللت نفسك كمبتدئ فى علم التسويق ولا تملك خبرة كبيرة، ولكنك متفوق في دراستك، ولك أنشطة مميزة، وتلقيت بعض الدورات فى التسويق..

وبعد أن عرفت أن وصف وظيفة محلل سوق (Market analyst) هى تصميم أدوات البحوث من استقصاءات وطرق ملاحظة وتجريب، وأنك ستحلل البيانات وتخرج بمعلومات عن البيئة التسويقية..

اكتب هدفك بشكل واضح مثل “أريد وظيفة محلل للسوق فى شركة مبتدأة تقع في مدينة كبيرة وتعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات”

بهذه الدقة سوف تضع قدمك بشكل صحيح على الطريق التسويقي قبل أن تبدأ فى خطوة طرق أبواب السوق و تقييم الفرص المتاحة فيه.

الخطوة الثالثة: البحث وتقييم الفرص

جئنا الآن لأهم المراحل وهى قنوات البحث عن وظيفة في التسويق.

فى هذه المرحلة سوف تبحث بعين الصقر عن فرص العمل المتاحة فى مجال التسويق، وقبل أن نعدد الوسائل، دعونا نعترف بصعوبة المهمة.

يأتينى العديد من الأفراد الموهوبين تسويقياً يشتكون عادة من ندرة أو انعدام الفرص فى التسويق، وهي بالتأكيد ليست منعدمة ولكن عدم فهم التسويق فى الوطن العربى حتى الآن الفهم الكافي يضعنا فى وضع صعب نحن رجال ومحبى التسويق.

أولاً مازالت الشركات ترى التسويق هو البيع، وللأسف مازلنا نسمع هذه الكلمة “شركة .. تطلب رجال تسويق”، ساعتها تأكد أنها تطلب مندوبى مبيعات.

حتى إذا جلست مع صاحب شركة وأخذت تحكى له كتب فيليب كوتلر و كتب كل رجال التسويق فى العالم، فربما يفهم كلامك ولكن فى الغالب لن يقتنع بجدوى إدارة التسويق.

تكملت منذ أيام مع صاحب شركة فى مجال الدعاية والإعلان، وأردت أن أوضح له أهمية تخطيط العملية التسويقية لشركته وكم هى هامة حتى يستطيع منافسة الشركات المنتشرة انتشار النمل على قطعة حلوة، وبعد كلام طويل ومباحثات عميقة، وضّح لى الرجل أن هذا الكلام مهم ولكن ليس وقته الآن!

هو يرى أن البيع هو المهم، إذاً هو لا يريد رجال تسويق، هو يريد رجال بيع..

أخبرني بصراحة أن لا جدوى من التسويق إلا في الشركات الكبرى، وأنا أعلم أن كلامه صحيح فى الواقع العملى وما نشاهده من الشركات، ولكن كلامه خطأ مليون بالمائة إذا أراد النهوض بشركته الصغيرة.

مازلنا للأسف فى الوطن العربى أو فى أغلب بلاد الوطن العربى لا ندرك أهمية التسويق والتخطيط للسوق خصوصاً وللحياة عموماً، وتمشى الأمور كلها بفكر الصياد، ينزل وكل همه أن يصطاد سمكتين أو ثلاثة ليأكلها هو وموظفيه (أقصد أولاده)، دون أن يخطط لما سيفعله لكى يكبر فى مهنته ويستولي على نصيب سوقي كبير..

دليل آخر على كلامى، وعلى أن التسويق لم يأخذ حقه الكامل حتى على المستوى العالمى، وهو أن الشركات بمجرد أن واجهت الأزمة العالمية، وجدناها – ويالا العبقرية – تخفض إنفاقها على التسويق والدعاية، وبعد انقشاع الأزمة بدأت الاحصائيات تظهر والنتائج تتضح، وتفصح عن أن الشركات التي زادت من إنفاقها على الدعاية أو على الأقل حافظت على معدلها فى الإنفاق على الدعاية والتسويق هى التى حافظت على سوقها و كسبت عملاء على درجة كبيرة من الولاء لمنتجاتها.

مازال للأسف التسويق يُرى على أنه (فهلوة)، وعلاقات عامة، وبيع للمنتج، و لا يُرى على أنه الدم فى عروق الشركة، وبدونه لن يكون هناك أى نجاح للشركات، ولو حدث سيكون نجاح سطحى مؤقت، لن يسمن وربما يغنى من جوع..

على العموم، مازالت الفرص التسويقية متاحة فى بعض من هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبالطبع الكثير من الشركات الكبيرة.

دعونا نستعرض بعض الطرق والقنوات التى سنستخدمها للحصول على فرص عمل فى التسويق:

  • العلاقات العامة: كوّن شبكة قوية من العلاقات التى من خلالها تستطيع الحصول على وظيفة من التسويق.

هذه الطريقة أصبحت من أهم الطرق، وربما أقرب دليل على ذلك هو الاستبيان الذى أجريناه فى المدونة ويمكنك التصويت عليه أيضاً والذى يبيّن حتى الآن أن نسبة الحصول على وظيفة في التسويق عن طريق العلاقات العامة والتوصيات هي الأعلى مقارنة بباقي الطرق.

ولا أريد أن أشبهها هنا بالواسطة، لأن الشركة لا تختار إلاّ الكفء ولكن تختاره عن طريق معارف وتوصيات، والشركات ترى فى هذه الطريقة وسيلة لتقليل مصاريف البحث عن أشخاص عن طريق مواقع التوظيف، ثم تكاليف ومصاريف رجال الموارد البشرية الذين سيبحثون في كل السير الذاتية القادمة من طالبى العمل، ومحاولة اختيار الأنسب.

ضع نفسك فى مكان صاحب العمل أو مدير الشركة أو مدير الموارد البشرية، وقبل أن تتجه إلى معارض ومواقع التوظيف، سوف تسأل الموظفين حولك إذا كانوا يعرفون رجال مميزين لإدارة التسويق يملكون خبرة وإمكانيات فى هذا المجال..، وإذا لم تجد فربما تذهب للطرق التقليدية الأخرى.

إذن حافظ على شبكة قوية من المعارف والعلاقات العامة من أجل مساعدتك للحصول على وظيفة أحلامك فى التسويق.

  • دليل الاعمال: حاول باستمرار البحث في أدلة الأعمال مثل يلوبيدجز (Yellow Pages) عن الشركات التى تقع فى محيط اهتمامك ومكانك الجغرافى أو على حسب رغباتك.

بعد تحديد الشركات المرغوب بالعمل بها، ابدأ اتصل بهذه الشركات واسأل عن فرص العمل فى مجال التسويق، وأنك كنت ترغب فى التحدث إلى قسم الموارد البشرية أو مدير التسويق لمناقشة هذا الأمر، كن مرن وحاول الحصول على ما تستطيع من المعلومات و الاتصالات (Contacts).

  • معارض التوظيف (Job fairs): وعلى الرغم من أنى وجدت أن كثير من الشركات فى هذه المعارض تحضر من أجل الدعاية لها أو ربما لمنتجاتها الجديدة، إلّا أن حضور هذه المعارض مازال فى غاية الأهمية.

فى الأغلب لا تستطيع السيرة الذاتية التي نرسلها للشركات، هذا إن وصلت وقُرأت، من أن تعبّر عننا وعن خبراتنا، ولذا فوجودنا فى هذه المعارض سوف يتيح لنا أن نعبّر عما فقدت السيرة الذاتية القدرة للتعبير عنه.

سوف نستخدم حينها كل إمكانياتنا التسويقية من أجل إقناع الشركات، وهذه هى فرصتك الحقيقية.

سوف تجد لكل شركة مكان (Booth)، تحرك بثقة وعرّف عن نفسك، خبرتك، إمكانياتك، مواهبك، وما هو هدفك بالتحديد، واستخدم كل مهارات التسويق والبيع والاتصال والتقديم من أجل إرسال رسالتك التسويقية بكل قوة.

من المهم أن تحتفظ بأى رابط لمتابعة هذه الشركات بعد المعرض، ربما يكون بطاقة (business card) لمسئول الموارد البشرية هناك، أو على الأقل رقم تليفون او ايميل او موقع إلكتروني للشركة.

  • المنح وفرص التدريب: ويستحسن التفكير وتنفيذ هذه الطريقة قبل التخرج.

تقدم للحصول على فرصة للتدريب فى شركة حتى لو لم تكن كبيرة، وبالتأكيد ستكتسب خبرة عملية جيدة، وبعد التخرج ستكون من أكبر المرشحين بالتأكيد للحصول على فرص عمل فى هذه الشركات، لأن هذه الشركات ليس من المنطقى أن تضيّع ما أنفقته على تدريبك سدى، و ستحاول الحصول على خدماتك.

الاحصائيات تقول أن الشركات تعطى فرص لأكثر من حوالى 67% من الطلاب الذين اشتركوا معها فى منح وتدريب عمل للعمل عندها بعد التخرج.

  • الإنترنت: وهذه هى الوسيلة الشائعة الآن للبحث عن وظائف سواء عن طريق مواقع التوظيف أو عن طريق بحثك فى المواقع الإلكترونية الخاصة بالشركات.

ولكن احذر فى تعاملك مع مواقع التوظيف، حيث تتفنن بعض المواقع الغير معروفة فى تجميع سير ذاتية قدر استطاعتها لبيعها للشركات، وهي ليست مفيدة لطالبي الوظائف بقدر ما هي عملية تجارية بحتة.

الخطوة الرابعة: كتابة السيرة المهنية

اتفقنا من قبل أن الباحثين عن وظيفة فى التسويق يختلفون عن باقى الباحثين عن عمل فى أنهم يستخدمون علمهم وفنهم المفضل – التسويق – للحصول على هدفهم.

بعد أن بحثنا إمكانياتنا التسويقية، والوظائف المتاحة فى السوق وخصائصها، وطورنا طرق واستراتيجيات متعددة للبحث، نأتي لخطوة كتابة السيرة المهنية (Resume).

جاء الدور الآن لتثبت أنك ماهر في التسويق عن طريق كتابة سيرة مهنية محترفة بحق..

يبحث كاتبو السير المهنية باستمرار عن طرق محددة للكتابة وإخراج سيرتهم الذاتية، ولكن هذا التحديد المبالغ فيه ربما يجعل سيرتك المهنية مسخ أو تقليد لا يدفع قارئها لأن يشعر بأنك مميز.

حاول أن تصبغ السيرة المهنية بصبغتك وطريقتك الخاصة، مع المحافظة أيضاً على الترتيب المنطقى، وهو فى الغالب يكون كالآتى:

  • معلومات شخصية عنك (Personal Information): وتشمل الاسم وتاريخ الميلاد ومكانه، والحالة الإجتماعية وموقفك من أداء الخدمة العسكرية.
  • معلومات الاتصال الخاصة بك (Contact Information): وتشمل عنوان المنزل، والإيميل، ورقم الهاتف والموبايل.
  • أهدافك على الصعيد المهنى (Career Objectives): وحافظ فيها على هدفك قوى، محدد وطموح.
  • التعليم والدرجات العلمية التى حصلت عليها (Education): وستذكر فيها بشكل أساسى درجة التخرج وتقديرك العام، ودراستك ما بعد الجامعية إن وجدت.
  • خبرتك المهنية (Professional Experience): وفيها ستعدد الوظائف التي لحقت بها من قبل وتاريخ ووصف كل وظيفة (Job description).
  • الدورات والتدريب الذي حصلت عليه (Training and courses): ولا تهمل فيها أى تفاصيل..، حتى لو حصلت على تدريب ليوم واحد، حاول أن تذكره، وهذه النصيحة موجهة بشكل خاص لمن يعانون ضعف وقلة التدريب والدورات والخبرات المهنية التي حصلوا عليها.
  • المهارات اللغوية (Languages skills): وفي هذا القسم تكتب اللغات التي تجيدها و درجة إجادتك لها.
  • مهارات أخرى (Other skills): وتشمل المهارات العامة الذاتية التي تميزك و يحتاجها العمل فى هذا العصر بالتحديد، ومن ضمنها العمل فى فريق- العمل تحت ضغط – مهارات العرض والتقديم- مهارات الاتصال.
  • أنشطتك التطوعية (Voluntary activities): وهذا القسم الأخير فى كتابة السيرة المهنية هو فى غاية الأهمية، و أصبح أداة جذب كبيرة لانتباه الشركات والمؤسسات الكبرى، وسبب أهمية وجودك فى هذه الأنشطة بالنسبة للشركات هو ببساطة أنه دليل عملى على أنك شخص إيجابى يعمل فى فريق، اجتماعى وقادر على التواصل والعمل.

وهذه بعض النصائح الهامة عند كتابتك للسيرة المهنية:

– كن دقيقاً ومحدداً فى عرضك لمهاراتك وإمكانياتك وخبراتك.

– لا توفّر أى جهد أو تكلفة لكتابة سيرة قوية ومحترفة.

– لا تقلل من أهمية أى مهارة أو خبرة تملكها فربما تكون هى المفتاح لجذب انتباه صاحب العمل.

– اهتم بالتصميم الشكلي ولكن لا تبالغ فيه.

– استشر أكثر من شخص وعدّل و طوّر سيرتك بناء على التعليقات والآراء.

– طوّر السيرة المهنية بناء على الوظيفة التى ستتقدم لها، فمثلاً لو الوظيفة هى باحث تسويقى ستتطلب مهارات وخبرات مختلفة عن مدير منتج أو مصمم إعلانات أو مسوق إلكترونى.

– حافظ على طول وكثافة المادة المطروحة في السيرة المهنية، حاول ألا تتعدى الصفحتين.

–  إذا كتبت سيرة إلكترونية لترسلها فى مواقع التوظيف، فركّز وأكثر من الكلمات التي ربما تبحث عنها الشركات، فمثلاً لأنك تبحث عن وظيفة فى التسويق، حاول أن تكثر من كلمة تسويق فى وصف السيرة، حتى تظهر سيرتك الذاتية بشكل جيد فى محركات البحث بالنسبة للشركات الباحثة عن رجال تسويق.

– صاحب العمل سيقضى تقريباً من 15 إلى 20 ثانية لقراءة سيرتك المهنية، لذا حاول تمييز الكلمات الهامة ربما بخط أكبر قليلاً لجذب الانتباه.

– استخدم خط وتصميم محترف، و غالباً يكون (Times New Roman)أنسب الخطوط المختارة في الكتابة.

الخطوة الخامسة: خطابات التمهيد و طرق المتابعة و المرفقات

الآن جاء الدور على إرسال سيرتك المهنية (Resume)، ولكن لا تنسى أن ترفق معها مايميزك عن باقى المتقدمين.

أول هذه المرفقات هى خطابات التقديم أو التمهيد (Cover Letter).

وخطاب التمهيد هذا ماهو إلا طريقة للفت انتباه متلقى السيرة المهنية لأن يقرأ سيرتك بعناية، وعلى الرغم من أهمية هذا الخطاب فالكثير جداً يهمله وحتى عندما يكتبه يفعل ذلك بإهمال كبير.

تصل إلى أيدى أصحاب الشركات وموظفى الموارد البشرية الكثير جداً من السير المهنية، ولضيق الوقت لا يتعمقون كثيراً فى كل سيرة مهنية وطلب تقدم للوظيفة إلا إذا لفت انتباههم شئ مميز.

وخطاب التمهيد يحتوى على لفتة محترفة منك تقدم فيها امكانياتك وتوضح لماذا على صاحب العمل أن يختارك أنت على وجه الخصوص.

  • ابدأ خطابك باسم ووظيفة الشخص الموجه إليه السيرة المهنية (إن أمكن).
  • اتبع البداية بجملة بسيطة تعبر عن المكان أو الوظيفة التى تريد الحصول عليها، وأين ومتى سمعت عنها.
  • لخص إمكانياتك ومهاراتك التى تؤهلك للحصول على هذه الوظيفة.
  • صف له طريقة المتابعة (Follow-up) التى ستتبعها لكى تتأكد من وصول طلب الوظيفة إليه، مثل أن تقول “وسأتصل بك خلال أسبوع على الموبايل من أجل …”
  • ثم عبّر عن امتنانك لتقبل طلبه للوظيفة وتخصيص وقته للاهتمام بها، وأنك تتمنى العمل مع هذه الشركة فى أقرب وقت ممكن. لا تهمل أبداً خطابات التقديم، وإياك أن تقع فى بعض الأخطاء الجسيمة:
  • لا ترسل نفس خطاب التقديم بنفس الشكل لكل الشركات، لأن هناك لمسات بسيطة ولكنها تعرّف متلقى الطلب درجة اهتمامك، فذكر اسم الشخص وموقعه فى الشركة (إن أمكن)، وذكر أين ومتى قرأت إعلان الوظيفة، وذكرك لإسم الشركة … كل هذه اللفتات تعطى انطباع عن اهتمامك الحقيقى بهذه الوظيفة.
  • لا داعى للكلام المنمق الخالى من أى فائدة.. وتذكر أنك ستعمل فى مجال التسويق، بما يعنى أنك تعلم كيف تسوق لنفسك وكيف تعبر عن تميزك، ولذلك احرص على سرد المنافع التى ستعود على الشركة من وراء اختيارها لك.
  • لا تطيل فى هذا الخطاب، فما هو إلا تقديم لسيرتك المهنية.

بمجرد إرسالك لخطاب التعريف (Cover Letter)، يأتى الدور على المتابعة، وفى الحقيقة لم أتخيل يوماً فائدة هذا الأمر إلا عندما رأيت فاعليته بنفسى.

كنّا نطلب أحياناً طلبات لشغل وظائف معينة وتأتينى طلبات كثيرة جداً من كل الخلفيات والخبرات، وأثناء اطلاعى (السريع) على هذه السير المهنية الكثيرة جداً، تأتينى مكالمة من أحد المتقدمين يسأل باحترافية إذا كان طلب الوظيفة الذى أرسله قد وصل أو لا، فأقوم بمتابعة الأمر معه أثناء المكالمة، وبالطبع أتذكر اسم هذا الشخص جيداً، ولا إرادياً أجد نفسى اتعمق فى قراءة السيرة المهنية لهذا الشخص المهتم.

لنعرف أن الزمن غير الزمن، ومع التطور الرهيب فى استخدام التكنولوجيا، و تطور طرق التعليم، والتغير فى متطلبات الشركات، والفجوة الشاسعة بين ماتطلبه وامكانيات الخريجين.. كل هذا يجعلك تتأكد أنه إذا لم تذهب أنت إلى الوظيفة وتلح عليها، فمن المستبعد أن تأتى لك على طبق من ذهب.

أخيراً، هناك فكرة غاية فى الأهمية يهملها الأغلب، ويهتم به المحترفون، وهى خطابات التوصية (Letters of recommendation)، وهذه الخطابات تُوقّع من مديرى وأصحاب الشركات التى عملت بها من قبل، وتقدم إلى الشركة الجديدة التى تطلب العمل فيها، فتكون شاهد دليل على خبرتك وكفاءتك، وحب المديرين للعمل معك.

احرص دائماً (فى حال احتفظت بعلاقات طيبة مع مديرى وأصحاب عملك القديم) أن تحصل على خطابات بسيطة موقعه منهم لتزيد من فاعلية تأثيرك فى طلب وظيفة جديدة، ولا تبالغ ولا تنمق فى هذه الخطابات، ولكن اجعلها بسيطة تركز أكثر على مهاراتك الشخصية أكثر من المهنية، ذلك لأن المهارات الشخصية لا تختلف وهى مطلوبة فى كل عمل، أما المهارات المهنية فقابلة للاختلاف بين الشركات والأدوار الوظيفية.

احرص على إرفاق كل ما تراه مفيد مع سيرتك المهنية، قد تكون المرفقات هى عروض تقديمية لخطط تسويق أعددتها لشركات من قبل، نصوص إعلانية كتبتها، شهادات لدورات تدريب حصلت عليها، .. والى آخره من الدلائل على قدارتك و امكانياتك.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى