أنت قرأت بعض الكتب والمقالات و
شاهدت بعض الفيديوهات المتعلقة بالتسويق أيضاً، وربما حضرت كورس تسويق في أحد
الأماكن، و أنت بالفعل تحب التسويق، ولكنك تقف هنا، حيث المعرفة النظرية فقط،
وتريد أن تبدأ في ممارسة التسويق، هذه ليست مشكلتك لوحدك، انها مشكلة العديد ممن
يحبون هذه المجال التسويقى وفقط ينتظرون الفرصة لممارسة التسويق فعلاً. في هذه
المقالة سوف أعرّفك على 3 طرق تساعدك لكى تمارس التسويق بشكل عملى، وبالمناسبة ..
إذا كنت تظن أنى سأعطيك طرق سحرية، سهلة، فلا تُكمل القراءة، لا يوجد شيء سهل، لكى
تحقق هدفك لا بُد من أن تدفع ثمن!
مبدئياً هناك بعض الأسباب التي تجعل
من الوصول إلى وظائف التسويق وأدواره شيء صعب، من ضمنها أن التسويق نفسه بشكله
الصحيح هو شيء نادر أن تراه في الشركات خصوصاً الشركات المتوسطة والصغيرة.
التسويق في كثير من الشركات يساوى
الأموال المُهدَرة. من وجهة نظر هذه الشركات ان التسويق يُضيع الأموال.. عندما تضع
المال في بحوث سوق لا تأتى بأرباح مباشرة، وعندما تضعه في إعلانات تقوّى البراند
لكن لا تحقق ربح مباشر، كلها أشياء تجعل هذه الشركات تراه عبء. دعنى أختزل لك
المشكلة في أن الكثير جداً من هذه الشركات لا تفهم التسويق او مهمته الحقيقية،
لازال الكثير يراه بيع او اعلان في جريدة. ثم هناك الجديد.. انهم اصبحوا يروه
ديجيتال ماركتينج! دور رجل التسويق في كثير من تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة هو إدارة
account الشركة على مواقع التواصل، هذا هو التسويق بالنسبة
لهم، وهذا يزيد جداً في السوق، وهذه عوامل كلها تجعل من إيجاد وظائف تسويق شيء نادر
الآن.
إذا كان الأمر بهذه الصعوبة فدعنى
أعطيك بعض الطرق التي قد تُخفّف هذه الصعوبة..
1- مشروعك الخاص.
أنا الآن لست بنفس الحماس لفكرة
المشاريع الناشئة والخاصة وهذا المجهود والحماس في بداية تلك المشاريع، لكنى أعترف
انى قرأت في التسويق ودرّست ودرّبت في التسويق وعملت في الشركات في مجال التسويق
ولكن لم يعطني الخبرة التسويقية ولا (الثّقل) التسويقى أكثر من العمل على مشاريع
خاصة ناشئة.
عندما تدرس مثلاً التسعير في كورس
تسويق ستجد التسعير أمره مُختلف تماماً عندما تقوم بتسعير خدمة تقدّمها. ستجد نفسك
تكتشف التسعير من البداية وبشكل مختلف. لن (تُركن) ما تعلمته في الكتب والدورات
التدريبية على جنب بالتأكيد، لكن سوف تكمّل ما تعلمته بشكل عملى جداً، ولما لا ..
ربما تُخرج موديل جديد للتسعير تستخدمه وتجعل غيرك يستخدمه للنجاح.
ربما تكون غير مُهتم بتلك المشاريع
الخاصة، حينها يمكن عمل خطة حتى على الورق، أو تصغير نطاق هذا المشروع لأصغر كيان
ممكن، أو تطبيق التسويق على كيان صغير تطوعى ليس شرطاً أن يكون تجارى، في كل
الأحوال تطبيق التسويق على كيان خاص صغير سيعرّفك على تفاصيل مهمة ودقيقة عن
التسويق لن تعرفها ربما بالأشكال النظرية. ثم أنك تستطيع أيضاً وضع هذه التجربة مع
المشروع الخاص في الCV الخاص بك، وتأكد أنه ستُثقله، يكفى أنّك جرّبت
التسويق ورأيت السوق بشكل عملى، وهذه ميزة تبحث عنها الشركات.
2- منح التدريب – Interships.
منح التدريب في الشركات هي برامج
تدريبية تكون عادةً للخريجين الجُدد أو الطلاب وسأخبرك سبب التركيز على الخريجين
الأقل سناً والطلاب بعد قليل.
لماذا تعطى الشركات هذه المنح
التدريبية؟
أولاً هي جزء من المسئولية
الاجتماعية الواجبة على الشركات الآن (Social
Responsibility)، ثانياً
والأهم من ذلك أن هذه الشركات تصرف مبالغ هائلة على استقطاب أفضل الأدمغة لكى تعمل
معهم، هي الآن وبهذه المنح التدريبية سوف توفّر كثير من المال والجهد لأن لديها
متدربين تم تدريبهم على أنظمة وطرق عمل الشركات ومهمة فريق الHR الآن هو تصفية المتدربين وترقية الأفضل إلى المناصب
والأدوار المطلوبة.
لماذا هذه المنح ترّكز على طلبة
الجامعات والخريجين الجُدد (Fresh
Graduates)؟
لقد جرّبت هذه الحالة بنفسى، كنا
نبحث عن بائع، ثم جئنا بأحدهم عمل في خدمة العملاء لعدد من السنين، كان لديه الشغف
والإرادة ليُغيّر مجاله، وحاولت كثيراً تدريبه لتغيير ما تعلمه والروتين الذى
امتصّه وتشبّع به في خدمة العملاء لكن الأمر كان عسير، ولم يستطع بسهولة (أو حتى
بصعوبة) أن يدخل وينجح في المجال الجديد. لذلك ببساطة الشركات تحب الخريج الجديد
وتفضّله لأن مخه يكون (فاضى) تستطيع وضع فيه ماتريد، ويمتص الأمور الجديدة بشكل
أفضل، هذا هو السبب ببساطة لتفضيل الشركات للخريجين ال(فريش) والطلاب في تلك المنح
التدريبية.
ماذا تفعل إذا كنت خريج من سنين؟
أظن أن الامر سيكون صعباً لكن هناك
دائماً طرق بديلة، من ضمنها مثلاً – والتي أراها من أفضل وأقصر الطرق لممارسة التسويق
– وهى طريقة شبيهه لفكرة المنح التدريبية، وهى أن تحاول أن تنضم لفريق التسويق في شركتك
التي تعمل فيها حالياً، حتى لو بشكل مجانى تماماً، احصل من هنا على التدريب الكافى
والممارسة التسويقية، واكسب ثقة الإدارة والتنفيذين الكبار في الشركة، ثم يأتي وقت
تنضم فيه للتسويق بشكل رسمي.
نعود للمنح التدريبية مرة أخرى..
هناك صفحات على فيس بوك وأشخاص
متخصصين في متابعة ونشر هذه المنح التدريبية، يمكنك متابعتهم، لكن هناك طرق أخرى
تجعلك لا تنتظر بل تبادر، ومنها أن تتواصل مع هذه الشركات بالايميل أو بالهاتف (حتى
لو عليك الاتصال برقم ارضى للشركة وتحاول الوصول لقسم الHR)، المهم ان
تصل للشركة بأى طريقة وتعرف ماهى الشروط والمعايير المطلوبة للحصول والانضمام
للمنح التدريبية، وتعرف مواعيد التقديم، مع العلم أن المنطقى ان تكون اغلب المواعيد
في الصيف لتناسب الطلبة بشكل خاص، وأن تعرف أيضاً أن أغلب هذه المنح التدريبية سوف
تتوافر في الشركات الكبرى والmultinational، ولكن أيضاً لن تخسر من تجربة كل الطرق،
فبالتأكيد هناك مواعيد تقديم غير الصيف، وأكيد هناك شركات أخرى متوسطة وصغيرة قد
توّفر هذه المنح. فقط اطرق كل الأبواب!
3- طوّر خطط تسويق لمنتجات
وخدمات.
هذه المرة لن تبحث عن منتجات وهمية
ولن تطوّر خطط نظرية، بل عليك إيجاد بعض المنتجات او الخدمات التي تعانى من مشاكل
تسويقية، وكن أنت البطل الذى يُغيّر كل شيء.
هذا المنتج او الخدمة ربما يكونا
لأحد الأصدقاء او الأهل أو المعارف أياً كان، اظهر لهم كشخص سوف يساعدهم في حل تلك
المشاكل التسويقية التي يعانون منها، ثم قم بوضع كل مجهودك في عمل خطة تسويق
مُتقَنة.

·
أيضاً رؤية الناس مرة أخرى لمنتجات قديمة كبروا معها
يثير لديهم الذكريات، وهذا ما يسمى النوستالجيا، اعرف كيف تستخدمه الشركات من هنا.
سأكرر لك النصيحة، عندما تطوّر خطة
تسويق لمشروعك الخاص أو منتج او خدمة متاحة في السوق، هذا كله – بجانب انه يُثقلك
عملياً في التسويق – فهو أيضاً يُثقل الCV
الخاص بك، وهذا سيفيدك جداً في المسار المهنى،
سواء اخترت ان تعمل في شركات أو تعمل لحسابك الخاص.
هذه 3 طرق مهمة لكى تطبّق التسويق
بشكل عملى، ولا طريقة من هذه الطرق يمكن ان نصفها بالسهلة، ولذلك يجب أن تجتهد في البحث
والعمل، لكى تتحول من تسويقى نظرى قرأ الكتب وحضر الدورات التدريبية، إلى ماركيتير
حقيقى مارس التسويق بشكل عملى، وصاحب خبرة حقيقية تستحق أن تُذكَر.
ارجو التواصل مع صاحب المدونه لامر ضرورى...
ردحذف[email protected]
رائع ما شاء الله
ردحذف