حروب خطوط المنتجات : قاطعت آيريال واشترت تايد !!
في هذه المقالة سوف أعطيك مثال شهير على استراتيجية وحروب خطوط المنتجات التى تتبعها الشركات الكبرى، والتى من أهدافها رفع نسبتها في السوق، ومواجهة حملات المقاطعة.
خط المنتجات – Product line يعبّر فى التسويق عن تشكيلة المنتجات المتشابهة التى تنتجها الشركة، وهذه المنتجات فى الغالب تكمّل بعضها البعض، مثل العربية وكمالياتها، الطابعة والحبر الخاص بها، ماكينات الحلاقة وأمواسها، ولكن أيضاً قد تنتج الشركة منتجات متشابهة تحمل نفس المسئولية والصفات، وتنافس بعضها!
منافسة المنتجات المتشابهة لنفس الشركة بعضها البعض، هي حالة شهيرة ومعروفة فى التسويق، وهى من أكثر المواضيع جذباً لإهتمام خبراء التسويق ومن هم بعيدين عنه، ولكن ما هو السبب فى إنتاج الشركات هذه المنتجات اللى تحمل نفس الصفات والميزات وربما الأسعار؟
هناك أسباب كثيرة جداً أفضّل بأن أعطيهم حقهم فى السرد فى تدوينات قادمة تختص بمناقشة هذا الموضوع، ولكن أعطيك اليوم سبب من الأسباب القوية تجد لها صدى وتأثير فى حياتك اليومية.
هناك مقولة شهيرة تناقلتها التسويقيين وغير التسويقيين تقول “كل نفسك قبل ما السوق ياكلك”، وهي مقولة تعبر عن سبب من أسباب تشابه المنتجات على خط المنتج الواحد للشركة.
أحياناً يتعرض منتج الشركة لنكسة تسويقية، أو مشكلة بسيطة تؤثر على درجة ولاء المشترين للمنتج، أو تؤثر على تقبلهم للمنتج الذى ربما تعودوا عليه وعلى كفاءته.
أو بدون مشكلة تسويقية، تدرك الشركات بأن هناك مشترين يملّوا من المنتج ويحبذوا التجديد، وهى تعلم أيضاً أن المنافسين يقنعون المشترين بالتحويل من منتجاتها، وتعرف أنها إذا استسلمت لهذا الأمر فتكون الخسائر فادحة.
هناك مشكلة أيضاً وهى أنك ربما تكره منتج بدون سبب وجيه، وهذه المشكلة النفسية عند كل المشترين، فالعامل العاطفي موجود ومؤثر بشدة، ولا يجب أن تهمله الشركات.
كل هذه الأسباب قد تدفع الشركة للدفع بمنتجاتها المتشابهة إلى السوق،وعندما يحاول المشترين التجديد والتحول من منتج الشركة لمنتج آخر، يقعوا فى الفخ..، ويشتروا منتج آخر من منتجات الشركة.
فكّر جيداً فى هذا المثال..
عندما دعت جهات ناشطة عربية كثيرة لمقاطعة المنتجات الأمريكية، فى ظل دعم أمريكا ومنظماتها وشركاتها للكيان الصهيونى، لاقت هذه الدعوات استجابات من الشعوب العربية، وعلى الرغم من الانقسام والاختلاف فى درجة الاستجابة إلا أن هذه الشركات تشعر وتتأثر بشكل لا يمكنك تصور حجمه الهائل لهذه المقاطعات.
لكن شركة مثل بروكتر آند جامبل – P&G، وهى شركة أمريكية عملاقة، تنتج منتجات تتعلق بالرعاية (مثل بامبرز – Pampers) والنظافة (مثل آيريال – Ariel)، وغيرها الكثير جداً من المنتجات فى قطاعات كثيرة مثل الأغذية و البطاريات الكهربية … الخ.، هذه الشركة استعدت لهذه الظروف التسويقية بخط منتج قوى جداً.
اليوم السيدة العربية التي ستقاطع المنتجات الأمريكية ربما تستغنى عن مسحوق اريال، فهو المعروف أمريكياً، وهو الذى يتم التركيز عليه فى الحملات الإعلانية وحملات المقاطعة نفسها، وفى هذه الحالة.
ستشترى المنافس بالطبع.. ولكن ما رأيك فى المنافسين : تايد – Tide، بونكس – Bonux، او مستر كلين – Mr clean؟!
الآن الرجل أو السيدة العربية الذين استجابوا لدعوات المقاطعة سعداء بهذا التطور الذي أدخلوه على بيتهم، … و بروكتر آند جمبل أيضاً سعيدة بأن أرض تسويقية سُحبت منها وأعطيت لها !!
هذه التدوينة أعطتك سر من أسرار تنوع المنتجات المتشابهة على خط المنتج، وهذا الموضوع هو من أكثر المواضيع جمالاً وتشويقياً فى مجال التسويق لأنه يعرفّك على الحرب التي تدور بين الشركات وكيفية خوضها.
حينما تسير علي الطريق الصحراوي … تجد رجلا يقوم بنصب خيمة بيع ( فواكه أو غيره ) ثم يترك مسافة 50 أو 100 متر ويقوم بعمل فرش آخر .
فتحاول مثلا الشراء من الأول أو معرفة السعر منه ثم تتوجه إلي الثاني فتجد نفس السعر مثلا ونفس البضاعة ولكنك أيضا تقرر الشراء .
Eat yourself before somebody eats you.
مثال أكثر من رائع .. شكراً لك