صاحب الشركة رمز ترويجي لها | المزايا والعيوب لربط المؤسس بالشركة
كثير من المبادرين بالمشاريع الناشئة يحبون أو يحاولون ربط نفسهم بالشركة والترويج لها. في هذا المقال المزايا والعيوب لأن يكون صاحب الشركة رمز ترويجي لها، و المزايا والعيوب لربط المؤسس بالشركة,
أولا إذا نظرنا للشركات العملاقة حول العالم، خصوصا في مجالات البرمجيات والتكنولوجيا سوف نجد أن هناك العديد من الأمثلة الناجحة، أولهم ستيف جوبز وشركة Apple، ثم امتد الأمر ليشمل العديد والكثير من الرموز، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ريتشارد برانسون مع Virgin (سلسلة فيرجن تشمل منتجات وخدمات لا حصر لها تتضمن خدمات تكنولوجيا وحتى سفر للفضاء!)، إيلون ماسك مع Tesla، مايكل ديل مع Dell، وبيل جيتس مع Microsoft.
المقصود بأن تكون واجهة الشركة أن تخرج في المناسبات الترويجية، وفي الإعلام، وعلى شاشات التلفزيون وقنوات الراديو، على الإنترنت، للتحدث كأداة من أدوات العلاقات العامة للشركة – PR، حينها يربطك الناس بالشركة، هذا الربط له مزايا وعيوب.
الأمر أيضا مرتبط بقدرة مؤسس/ صاحب/مدير الشركة بعمل هوية تجارية قوية لنفسه، لأن ذهن المشترين سوف يمر على قوة هذا الرمز الترويجي أولا، ثم ينتقل لقوة الشركة نفسها.
مزايا أن يكون المؤسس رمز ترويجي
بناء الثقة
الناس يحبون التواصل مع أشخاص مثلهم.
قارن بين أن تكون الرسالة التي تأتيك من الشركة عن طريق فريق علاقات عامة أو رسالة منمقة، وبين أن تأتي من رمز الشركة ومؤسسها.
في الحالة الثانية يثق الناس أكثر ويستمعوا لأن الأمر مرتبط بالتواصل الشخصي وهو هام جدا في عملية الترويج.
الشغف والحماس
بصرف النظر عن الصناعة أو الشركة أو المجال، إلا أن الرمز الترويجي عندما يكون صاحب الشركة، تجده ملئ بالحماس.
أنه يتحدث عن شركته وتحديثاتها ويدافع عن صورتها، وهو خبير أيضا بالمجال، وكل هذا يظهر في نبرة صوته وحديثه، وهذا ينقل شغفه بالمجال الي الحاضرين والمستمعين.
بعض الناس يربطون نجاح صاحب الشركة كرمز ترويجي بما يملك من كاريزما وقدرة على التواصل ويضربون مثال بستيف جوبز، لكن برأيي أن الشغف والحماس أقوى تأثير هنا من مهارات التواصل لدى صاحب الشركة.
لدي بعض الأمثلة للذكر، فريتشارد برانسون إلى حد الآن لديه مشاكل في التحدث بطلاقة، وعلى الرغم من ذلك فهو من أشهر الرموز الترويجية في العالم، ويمثل شركة فيرجن بكل كفاءة.
أيضا إيلون ماسك الذي يضرب به المثل، حماسه وشغفه بالتكنولوجيا وابتكارات شركته هي ما قفزت به للنجاح كرمز ترويجي لتسلا، لكن الراجل يفتقد كثيرا لمهارات التواصل، ولدرجة اعترافه بأنه كان يعاني مع إيجاد موظفين في بدايات شركته.
صورة الشركة – Brand Image
يساهم صاحب الشركة عندما يكون رمز ترويجي لها بأن يكّون جزء مهم من الصورة الذهنية التي يتذكرها الناس عن الشركة، وهذا يعطيها قوة أكبر كBrand.
جلب الموظفين
عندما يكون صاحب الشركة مشهور ومعروف في الإعلام، تكون لديه قدرة أكبر على جلب موظفين أكثر كفاءة، لأنهم يثقون فيه، الناس عموما تثق في المعروفين في الإعلام، هذا جزء من سيكولوجية العقل والإدراك، أن الناس تذهب للمعروف والمألوف بالنسبة لها.
عيوب أن يكون المؤسس رمز ترويجي
تعميم الأخطاء
إذا قال هذا المؤسس (الرمز الترويجي) شيء لا يعجب الناس في السوق، وربما أدى لاستفزازهم فهذا ينعكس بدوره على صورة الشركة ككل، وربما تفشل الشركة وتعلن إفلاسها بسبب موقف من صاحب الشركة، وهناك الكثير جدا من الأمثلة حول العالم.
لكن أيضا هذا جزء من الـ Branding في حالة أن الشركة أو صاحبها يملك الجرأة الكافية ولديه استعداد ليضحى بجزء كبير من نجاح الشركة في سبيل أحلامه وثقافته واتجاهاته، وهذا كان واضح جدا في حالة دونالد ترامب، الذي كان من الجرأة الكافية لأن يقلب عليه جزء كبير من المجتمع الأمريكي ضده، الغير مرحب بثقافته واتجاهاته، وهذا يؤثر بشكل كبير على سلسلة الخدمات العقارية التي يقدمها في أمريكا، لكنه في النهاية يرى أن هذا جزء من البراند (الصورة التي يريد تقديمها للمجتمع الأمريكي ككيان فردي أو بيزنس كامل).
قلة الاستقرار
على مستوى الاستقرار، فان يكون صاحب الشركة أو مؤسسها هو الرمز الترويجي لها، فهو خطر على استقرار الشركة، لأن الناس تمر بظروف وأوقات تكون الأمور ليس مستقرة على المستوى الشخصي لهم، الناس تمل وتفقد شغفها كثيرا، فمن هو الشخص الذي سيظل في نفس الشغف ونفس القدرة على الظهور في الإعلام دائما.
فمثلا حالة مثل ستيف جوبز واضح فيها أن الشركة كانت ستمر بأوقات سيئة بعد وفاة ستيف جوبز، لولا أن شركاؤه كانوا على قدر المسئولية وحافظوا على صورة وقوة شركة آبل في السوق، لكن ماذا كان سيحدث إذا كان شركاء ستيف جوبز أضعف كثيرا منه أو أن الشركة ليست مستقرة بشكل كافي؟ حينها سوف تتأثر بالتأكيد بعد اختفاء صاحبها/ الرمز الترويجي لها.