كيف تتغلب على مشكلة ضعف وصول منشورات فيسبوك (Organic Reach)
في هذه المقالة أعطيك بعض النصائح والأسرار التسويقية التي قد تساعدك في وصول محتواك التسويقي والترويجي لعدد أكبر من المستهدفين.
إذا كنت تتوقع أني مخترق ماكر سوف أعطيك بعض الأسرار الفنية للتحايل على فيسبوك أو جلب تفاعل وهمي كما يحبذ بعض العاملين بهذا المجال، فهذه طرق فاشلة، حتى لو حصلت منها على تفاعل وهمي مؤقت فمن المستحيل أن تنمو وتحصل على زبائن حقيقيين بهذه الطرق الرخيصة!
فيسبوك مؤخرا قرر أنه أتى الوقت لكي يوقف نمو الشركات والأعمال بشكل مجاني، عليك دفع الأموال لكي تصل رسائلك الترويجية، أو الحل الآخر، الصعب، هو أن يكون لديك محتوى قوي للغاية، يرفع من مستوى الtimeline لدى الزبائن، فمنها فيسبوك يستفيد وأنت تستفيد، لكن أن تقدم محتوى ضعيف وتتوقع أن يصل هذا المحتوى لنفس العدد من الناس كما حدث مع بدايات فيسبوك فهذا لم يعد يحدث ولن يحدث، معك أموال كافية سوف تحصل على زبائن، وإلا فلتبحث عن وسيلة ترويجية أخرى!
سأركز في هذه المقالة على فكرتين تستطيع من خلالهم تحسين وصول المنشورات الترويجية أو أي منشورات تضعها على صفحتك على فيسبوك، الفكرة الأولى تعتمد على تكنيك التسويق الداخلي – Inbound Marketing، والفكرة الثانية تقوم على أفكار التسويق الأوفلاين مثل الGuerrilla Marketing.
نبدأ بالتسويق الداخلي.
التسويق الداخلي – Inbound Marketing :هو أسلوب يجعلك تجذب الزبون بطريقة السماح أو طلب الإذن – Permission Marketing والتي تحدّث عنها بالتفصيل Seth Godin في كتابه الذي يحمل نفس الاسم.
هذا عكس ال Outbound Marketing والذي من أمثلته أن تتصل بزبائن لا تعرفهم مسبقا لتعرض عليهم منتج أو خدمة.
هنا أنت تقدّم محتوى – Content قوي ويناسب الشريحة المستهدفة، وبالتالي مع الوقت تبني مجتمع تسويقي – Community يثق فيك، وسوف يثق في أي منتج أو خدمة تقدمها مرتبطة بثقافة وأفكار هذا المجتمع.
نموذج التسويق الداخلي يتم بناء على 4 مراحل أساسية:-
- جذب زائرين.
- تحويل الزائرين لزبائن.
- غلق البيع.
- متابعة العميل.
ولأن هذه المقالة ليس الهدف منها شرح الانباوند ماركتينج، فسوف اكتفي بشرح جزء بسيط وهي الأداة التي تحتاج أن تستخدمها لتحسين نسبة وصول منشورات فيسبوك لعدد أكبر من المستهدفين.
أولا يجب أن تمتلك محتوى قوي وأصلي، أنت من تكتبه، وتصيغه بطريقة فريدة للغاية، حتى إذا تمت سرقته منك يكون معروف من هو المصدر الأساسي، الذي يسرق المحتوى نَفَسُه يكون قصير في السوق، لا يستطيع أن يستمر فترة كبيرة أو يكون براند في منطقته ببعض المنشورات المسروقة.
التسويق الداخلي يقوم على محتوى قوي يتم بناءه وتراكمه على مدار فترة كبيرة، المدة الزمنية لكي تصل للقوة المطلوبة من المجتمع الترويجي تختلف طبقا للمنتج أو الزبائن المستهدفين أو المتنافسين الذين يقدمون محتوى مشابه، وتختلف أيضا حسب كثافة المحتوى و طريقة استقباله والتفاعل من المستهدفين.
أنت الآن لديك محتوى قوي، لا يبيع فقط، بل يبني مجتمع، وسوف اشرح ذلك بالتفصيل في مقالة مخصصة للتسويق الداخلي، أو تستطيع العودة له بالتفصيل قريبا مع كتاب ماركتينج من الآخر، لكن الأهم الآن ما الذي يجعلك فعله بعد تكوين هذا المحتوى القوي ونشره؟
تبدأ عملية تحويل الزائرين لزبائن محتملين، عن طريق ربطهم بك، لأن الزائر لو دخل مرة لصفحتك وانبهر بما تقدمه ثم خرج من الصفحة لن يستطيع العودة بسهولة، وربما يكون Liker على الصفحة لكن لا تصله منشوراتك، بسبب أن فيسبوك قلل نسبة وصول منشورات فيسبوك لما يقارب النصف بالمئة ل2 بالمئة (النسبة تتغير طبقا لقوة المحتوى).
عليك الآن ربطه بالمحتوى عن طريق أدوات الربط المختلفة مثل:-
- في حالة Youtube تقوم ربطه بتشجعيه على عمل Subscribe للقناة لكي يصل له الجديد منك.
- في حالة Facebook يمكنك تشجعيه بعمل Like ثم See First لكي يضمن وصول ما تقدمه من محتوى قوي بصرف النظر على تحديد فيسبوك لنسبة وصول المنشورات الترويجية لعدد ضئيل من المستهدفين.
- في حالة الموقع الإلكتروني سوف تقوم بربط الزائر بأداة مثل الاشتراك في القائمة البريدية بال Subscription box وبالتالي يصل له عبر الإيميل كل منشوراتك، أو أنك توجهه لأماكنك على السوشيال ميديا لكي يصل له محتواك.
وبالتالي إذا كنت تقدم محتوى قوي مميز عن المنافسين وأصلي له طريقة فريدة وذلك على مدار فترة زمنية مناسبة مع استمرارية مع استخدام أدوات تحويل الزائرين الغرباء لزبائن مستهدفين فسوف تستطيع أن تحقق نسب أعلى من وصول منشوراتك على فيسبوك أو على غيره من أدوات الأونلاين لأنك المستهدفين هم من يبحثون عنك الآن ولست أنت من تبحث عنهم فقط.
الطريقة الثانية هي الاستعداد أوفلاين..
كثير من الجيل الجديد من التسويقيين يعتقدون أن التسويق يكون فقط عبر السوشيال ميديا، وإذا حدثت مشكلة مع هذه الأداة فسوف تتعطل كل أعمالهم، وربما يغلق بيزنس كامل ابوابه بسبب ماركتير لا يعرف من التسويق غير الإعلان على فيسبوك!
أعتقد فعلا أن التسويق الأونلاين الآن هو الأقوى للحصول على الزبائن، خصوصا فيما يتعلق بالشركات الصغيرة والناشئة خصوصا تلك التي تقدم خدمات ومنتجات لا تعتمد على التواجد باستهداف جغرافي، على الرغم من ذلك يجب أن تستعد كتسويقي محترف على أن يكون لديك العديد من الأدوات الأونلاين وأيضا الأوفلاين.
كتبت مقالة هنا عن استخدام البريد المباشر، وهذه الطريقة تساعدني كثيرا عندما أحاول الحصول على زبائن في مجال الB2B، وهناك الكثير جدا من الأدوات الأوفلاين التي قد تعتقد أنها أعلى تكلفة من الأدوات الترويجية الأونلاين، لكن هذا ليس صحيحا في كل الأحوال، لأن الأداة الإعلانية لا يتم قياس كفاءتها بالأموال التي تم صرفها بل بالعائد من تلك الأموال.
أنصحك بعمل مهمة دورية سوف تزيد من الابتكار لديك بدرجة كبيرة جدا.
احضر ورقة واكتب فيها (يوميا أو أسبوعيا) بعض الأفكار الأوفلاين التي تستطيع تنفيذها، مثل إرسال حملة جوابات، عمل إيفنت مجاني، توزيع منشورات ترويجية أوفلاين -Brochures/ Flyers ، نزول بائعين في مجال مزدحم بالمستهدفين وتعريفهم بما تقدمه، .. إلخ.
يمكنك الاستعانة بأفكار أوفلاين كثيرة من خلال دراسة ال Guerilla Marketing، ليس كصور إعلانات مبتكرة كما يتم الترويج الخاطئ للجوريلا ماركتينج، ولكن أقصد الجوريلا العلم، ويمكنك الرجوع لكتاب Conrad Levinson الذي يحمل نفس الاسم Guerrilla Marketing.
سأكتفي في هذه المقالة بهاتين الطريقتين للتغلب على خطر ضعف وصول منشوراتك الترويجية على فيسبوك.
لا تنسى.. أولا محتوى قوي اعتمادا على الـ Inbound Marketing مع استخدام الأداة المناسبة لتحويل الزائرين لمستهدفين زبائن، وايضا تقليل الخطر بالاعتماد أو على الأقل التفكير في أدوات ترويج أوفلاين.