الاستراتيجية والتخطيط

كيف تنجح الشركات | أهمية البحث والتطوير

في هذه المقالة سوف نحاول الإجابة عن سؤال كيف تنجح الشركات، مع التركيز على الابتكار وهو واحد من عنصرين ذكرهم بيتر دراكر بشكل عبقري في مقولة مختصرة تقول أن للبيزنس دورين فقط، هما الابتكار والتسويق.

كيف تنجح الشركات في الأسواق التنافسية والظروف الصعبة؟

لا يوجد سر خاص بكيفية نجاح الشركات. السر هو أن تقرأ كل شئ فى التسويق وتطبيقه بطريقة صحيحة لتنجح. لكن فى رأيى هناك نقطتين لو اتبعتهم الشركات ففي الغالب سوف تنجح نجاح كبير، وفى أسوأ الأحوال سوف تستمر لفترة معقولة من الوقت. النقطتين يتمحوران حول بحث السوق واحتياجاته بدقة، ثم تطوير منتجات وخدمات لتغطي احتياجات السوق.

بحث السوق

أول هذه النقاط تتعلق ب البحث التسويقى، وتحديد احتياجات السوق بدقة، هذا سوف يكون بهدف تطوير مشروع يقدم منتجات يحتاجها الناس! بمعنى انك لا تعمل فى السوق لتستمتع فقط أو قتل الوقت، انت تعمل لتحقق الأرباح بإشباع احتياجات الناس.

سريعاً اخبرك بان النقطة الاولى مرتبط بها نقطة اخرى قد تبدو غريبة لكثير من الناس.. عندما تقدم خدمة يحتاجها الناس، احرص على أن تكون خدمة يفهمها الناس أيضاً!

لقد طورت بنفسى افكار تجارية كنت أحسبها عبقرية، وعندما تقرأها فى إطار نموذج عمل مكتمل سينبهر بها الكثير، لكن المشكلة معى كانت فى التنفيذ، من سيفهم هذه الفكرة، أنت لا تتعامل مع عباقرة تسويق، انت تتعامل مع أشخاص من كل الخلفيات والمؤهلات المختلفة، إنهم مستهلكون ومشترون يريدون منتجات تشبع حاجتهم ببساطة وبدون تعقيد، يريدون خدمة تنفعهم بدون أن يفكروا كثيراً في كيفية استخدامها. ربما نفتح لهذه النقطة مجالاً بالتفصيل لاحقاً.

من المهم أن تفهم منتجك بشكل فني، بكل الخصائص فيه – Features، لكن يجب أن تفهم وتعرف كيف تحول هذه الخصائص لمزايا ومنافع – Benefits، يفهمها الناس، لا يكفي مثلا أن تأتي بأفضل خامات مستوردة للملابس التى تصنعها، بدون أن تتأكد أن هذه الخامات سوف تكون مريحة – أو فاخرة – للزبون، وتستطيع أن تحول ذلك في رسائل تسويقية سهل إيصالها لشريحتك المستهدفة.

تطوير المنتج

النقطة الثانية فى رأيى لكي تنجح الشركات فى الاسواق، هى أن تضع جهدها في تطوير المنتج أو الخدمة التى تقدمها. فى رأيى أن الشركة التى تقدم شئ تحبه وتقتنع به، سوف تبدع فيه، وسوف تضع كل طاقتها فى اجل انضاج عملها باستمرار، تماماً كلاعب كرة يجب عمله ويضع كل وقته وجهده في أن يطور من نفسه وإمكانياته، هذا سوف يصل لمراده والنجاح سريعاً.

أقول ذلك و أركّز عليه لسبب بسيط، وهو ان الشركة اذا نقصها الإمكانيات التسويقية والترويجية فيظل لديها سبب آخر للنجاح وهو عملها المتميز الذى سوف يجعل الكثير يحبون ما تقدمه و سوف ينتقل الأمر من مجرد الاعجاب بما تقدمه الى مرحلة أقوى واخطر هى مرحلة التسويق بالمديح –word-of-mouth marketing، ياله من أسلوب تسويقي هذا الذي يجعل المشترون أداة ترويجية جبّارة تعمل من أجلك ليل نهار!

على سبيل المثال، ومن النماذج التي افكر كثيراً فى نجاحها هو الكولونيل الذى اخترع (توليفة) لطبخ الدجاج، ثم تحول الأمر لمجموعة هائلة من السلاسل تحمل اسم كنتاكى، فيما بعد كان لكنتاكى جهود ترويجية كبيرة، وهم يصرفون اموالهم بشكل بالغ من أجل تقوية العلامة التجارية – branding، وفى استخدامهم ل ميسي وكريستيانو رونالدو دليل على ذلك، ولكن انا اتكلم عن المرحلة الأولى.

كيف انتشر هذا المنتج، انه انتشر بفعل وصفة أو بفعل منتج مميز، دأب الرجل على تطويره باستمرار وباستمتاع على ما أعتقد.

وكانت النتيجة أن المشترين قد انتبهوا وبدأوا تسويقهم بالمديح، هذا ما أقصده ببساطة.%D9%83%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%83%D9%89

كثير من الشركات تكتفي بمرحلة التطوير الأولى للمنتج، وتنسى أنها في حرب شرسة مع منافسين لا يرحمون في السوق! عليك أن تطور المنتج أو الخدمة التى تقدمها باستمرار لكي تثبت موقعك الذهني في السوق ولا تخسره لأحد من منافسيك.

يقول بيتر دراكر جملة رائعة أراها كافية لنجاح أي شركة وهي أن “البيزنس له وظيفتين فقط: الابتكار و التسويق”.

كيف تستمر الشركات فى السوق لأطول فترة ممكنة؟

هذا هو السؤال الذي يجب أن يسأله لنفسه كل مبادر بمشروع خاص او صاحب او مدير تسويق لشركة. الأمر كله متعلق بالمرونة والتقدم دائماً.canvascyc 1345134583 10553

لاينشتاين مقولة عبقرية مفادها أن “الحياة مثل ركوب الدراجة الهوائية، يجب لتحفظ توازنك عليها أن تظل تتحرك”.. تماماً.. هذا هو حال الشركات فى السوق!

يجب على الشركة إذا أرادت الاستمرار في السوق ان تتحرك بشكل دائم، حتى لو لم يكن ذلك فى الاتجاة الصحيح تماماً، لا يوجد فى الأساس اتجاه صحيح تماماً!

شركة آبل – Apple نفسها تُعتبر من الشركات التى قدمت العديد من الاختراعات التي لم تنجح، لا يغرك نجاحها فى السنين الأخيرة بشكل مذهل، أعتبر ان سر وقوة آبل فى أنها تستمر فى التحرك بصرف النظر عن الظروف، التزامها تجاه الإبداع والابتكار مذهل!

إذا أرادت الشركة أن تتحرك باستمرار، فالحماس لا يكفى، يجب أن تدمج الحماس مع التخطيط، والتخطيط يبدأ من إدارات بحث وتطوير Research and Development غاية فى القوة، هدفها أن تكون الشركة على استعداد دائم للابتكار والإبداع، بصرف النظر عن وضعها حالياً، ووضع وظروف السوق، يجب أن تكون مستعدة دائماً، بالأخص بما يفيد ويشبع احتياجات المشترين، وبما يفاجأهم ويبهرهم أيضاً.

إدارة البحث والتطوير هي جزء من قصة الشركات المتحركة، ويتعلق بهذا الجانب ايضاً، بحوث السوق، وبحوث السوق هي مكملة لعمل إدارات البحث والتطوير.

البحث والتطوير علاقتهم الأساسية فى الشركات يكون بتطوير الاختراعات وابداع الجديد من المنتجات، وبحوث السوق تتعلق بالتحضير الجيد للنجاح فى السوق بهذه الاختراعات والابتكارات الحديثة.

إذا كنت مهتم بريادة الأعمال، يمكنك قراءة مقالة 10 أسباب لنجاح المشاريع الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى