التنوع في الترويج ا لا تعتمد – فقط – على الديجيتال ماركيتنج
في هذه المقال سوف أخبرك على ميزة التنوع في الترويج، وعدم الوقوع في فخ الاعتماد فقط على وسيلة أو اثنين في الترويج والاعلان، خصوصا عندما يكونون أونلاين.
هناك من يرى التسويق ويحصره فقط في التسويق الأونلاين، هذا يبدو قريبا للواقعية خصوصا عندما تكون الشركة ناشئة، وتريد توفير النفقات، ولديها ميزانية محدودة تريد الحصول منها على أقصى عدد ممكن من الزبائن، وأقصى قدر ممكن من الأرباح.
مزايا عدم الاعتماد – فقط – على الديجيتال ماركتنج
هناك فوائد كثيرة لعدم الاعتماد الكلي على الترويج والإعلان أونلاين، سأعطيك منهم 5 فوائد هنا:
الحصول على هوية أقوى
في رأيي صعب أن تفرّق بين شركة وشركة، أو تقيس قوة وحجم الشركة طالما الشركة تعمل أونلاين فقط. (أقصد هنا أن الشركة تسوّق أونلاين ولا أقصد الإعلان أونلاين وهنا فرق يطول شرحه لتوضيحه، ربما نتحدث عنها في مقالة أخرى).
الشركات الكبرى بين حين وآخر، حتى لو كانت تعتمد بشكل كبير على الترويج الأونلاين، تحب (استعراض عضلاتها) باستخدام أدوات أوفلاين، مثل توزيع هدايا – Giveaways، طباعة منشورات ترويجية Brochures/ Catalogs/ Flyers وتوزيعهم على البائعين، أو في المعارض ومنافذ البيع. ربما أيضا عمل بعض الEvents الترويجية أو المشاركة فيها.
بهذه الأدوات الترويجية تستطيع الزبائن الوصول وفهم قوة الشركات الحقيقية، وهذا عموما حتى لو ليس هدفه البيع فيكون هدفه بناء هوية الشركة – Corporate Identity كجزء من الـ PR.
الذهاب لشريحة مختلفة من الزبائن
هناك انطباع خاطئ ومؤذ للغاية على التسويقيين الجدد، وهو أن كل الزبائن موجودون أونلاين، وهذا مختلف عن الواقع، أولا هناك شرائح في مستويات اجتماعية أقل، تواجدهم الحقيقي بعيد جدا عن الإنترنت والفيسبوك وغيرها من أدوات الترويج الأونلاين، ولذلك الشركات تستهدفهم عن طريق الترويج الأوفلاين التقليدي مثل الجرائد والتلفزيون أو لافتات الشوارع.
أيضا يوجد شرائح في مستوى اجتماعي عالي، مثل مديرين الشركات وأصحابها، يتواجدون أونلاين لكن في حدود معينة، ليسوا منتشرين بوضوح على تويتر وفيسبوك، وحتى إذا تواجدوا فلن تستطيع الوصول لهم بسهولة، لذلك نستخدم في الترويج – خصوصا للشركات (B2B) – وسائل ترويج أوفلاين تقليدية جدا مثل المجلات المطبوعة، البريد المباشر – Direct Mail، والـ Events/ Fairs الترويجية، ونحقق بها نتائج أكبر كثيرا من العمل أونلاين فقط.
الذهاب لنفس الزبون بأشكال مختلفة
الإعلان لا يقوم أبدا على توصيل الرسالة الإعلانية مرة أو اثنين، ولا يقوم حتى على توصيل الرسالة عبر وسيلة ترويجية واحدة، في شركات مثل بيبسي ونايكي مثلا تستخدم كل الوسائل الإعلانية في نفس الوقت، لأن قوة الترويج في وصول الرسالة الترويجية بشكل متكرر – Frequent وهذا معيار غاية في الأهمية لإيصال الزبون لمرحلة النضج قبل الشراء، وأيضا الوصول له و (الزنّ) عليه إعلانيا عبر وسائل ترويج وإعلان مختلفة ومتنوعة، يجعل المنتج دائما في عقله ويساعد في إتمام عملية البيع.
الابتكار في الترويج
كوني من الذين بدأوا العمل في التسويق قبل ظهور وانتشار قنوات التواصل الاجتماعي بهذا الشكل (2006-2007 تقريبا) حيث كان علينا الترويج لمشارعنا الناشئة أوفلاين، فكانت متعة كبيرة بالنسبة لنا إيجاد طرق مبتكرة للوصول للزبائن، كنت تضع نفسك مكان الزبون، وتعرف كيف يفكر وأين يتواجد وكيف يأخذ القرار، ثم تذهب له في إمكان أوفلاين يتواجد بها.
هذا ربما لا يفهمه الجيل الجديد من التسويقيين الذين يحصرون كل عملهم في مجموعة من الإعلانات الأونلاين، وأنا هنا لا أقول أبدا إن العمل أونلاين غير مبتكر ومبدع، فعلى العكس الديجيتال ماركتير الناجح ذكي جدا ويبتكر محتوى وطرق مختلفة للوصول لزبونه أونلاين، لكن أيضا التفكير في طرق مختلفة أوفلاين يزيد الابتكار أضعافا مضاعفة.
من ضمن التمارين التي اقترحها على المتخصصين في المجال وأصحاب الشركات الناشئة، أن يحضروا ورقة وقلما ويعددون طرقا مختلفة للوصول لزبائنهم المحتمل وكلها أوفلاين، ليس بينها أي أداة أونلاين، مارس التمرين يوميا أو حتى مرة كل أسبوع أو مرة كل شهر ولاحظ كيف ستزيد قدراتك الابتكارية في التسويق والترويج.
تقليل المخاطرة
دائما هناك خطر في الاعتماد على طريقين أو ثلاثة فقط في الترويج.
فحتى الأدوات الترويجية التي يعتبرها التسويقيين الآن هي التسويق كله والتي من ضمنها مثلا الإعلان على فيسبوك أو انستجرام، قابلة للانهيار في أي وقت أو على الأقل التأثر السلبي، بسبب شيء راجع لهذه المواقع، مثل تغيير النظام الإعلاني أو تعديله ليصبح أكثر تكلفة على المعلنين كما حدث مؤخرا من فيسبوك، أو سبب راجع للدول، مثل قرار بحجب هذه المواقع لفترة. ماذا ستفعل حينها!
هذه الفقرة السابقة ليست دعوة للتشاؤم على الإطلاق ولكنها دعوة لأن تقلل مخاطره الاعتماد على مصدر واحد أو اثنين للترويج، هناك طرق كثيرة جدا أخرى للترويج يجب أن تكون مستعدا لاستخدامها في أي وقت.