كنا تكلمنا عن بعض الدروس
الإعلانية التسويقية المفيدة للغاية فى إعلان من الإعلانات القديمة، التى ربما قد تظهر
للناس على انها اعلانات باهتة او ضعيفة، نعم لم يكن هناك من المؤثرات الجمالية
الكثير، ولكن يبدو ان فى كثير من هذه الاعلانات اصالة فكرية تسويقية ملفتة.
كنا قد خصنا بالذكر من الدروس
المستفادة فى اعلان مطبوع لشركة بالموليف دروس فى كيفية الربط الايجابى النفسى
للمنتج فى اذهان الناس، و ايضاً رأينا كيف ان الاعلان يستخدم طريقة رائعة من طرق
التسويق، هى طريقة التسويق بالمقارنة – comparative marketing.
اليوم سنلاحظ درس آخر فى هذا
الاعلان، بل دعنى اخبرك انه شئ رائع ويمكنك ملاحظته بسهولة فى كثير من اعلانات
زمان، وهذا الشئ الرائع هو وفرة المعلومات.
رأيت فى المرة السابقة عندما
تكلمت عن فكرة التسويق بالمقارنة ذكرت لك كيف ان الشركة تستطيع ان تقارن نفسها
بالمنافسين، تظهر مزاياها وذلك فى مقابل عيوب الشركة المنافسة، سوف تختصر الوقت
والمجهود على المشترى المُستهدف، .. أما اليوم فألفت نظرك الى فكرة مكمّلة ومرتبطة
ايضاً بفكرة التسويق بالمقارنة، وتشترك معها وهى وفرة المعلومات التى تقدمها فى
اعلانك عن المنتج ومميزاته.
مرة أخرى دعونا نؤكد ان الناس لا
تشترى المنتج للونه ولا لشكله، ولا لطيبة قلب مؤسسي الشركة!، نعم هناك عوامل كثيرة
مؤثرة على اختيار المشترين للمنتج، ولكن العامل الأساسى والمنطقى هو المنافع
والمزايا التى تتوفر فى المنتج، والتى تجعله ملائم لمستخدمه أكثر من المنتجات
المنافسة.
إذاً عندما تضع نفسك فى مكان
العميل لوهلة، سوف تكتشف ان اهم مايبحث عنه هو المعلومات – Information، وبالتالى فإن دورك التسويقى هو
ان تعطيه كمية مناسبة من المعلومات التى تساعده على اتخاذ قرار شرائى صحيح، وطالما
وفرت له هذه الخدمة، والتى طالما جهلها كثير من منفذى الاعلانات، فحاول ان تقدم
المعلومات التى تفيد منتجك، وربما تؤذى المنتجات المنافسة، وذلك مثلاً باستخدام
فكرة التسويق بالمقارنة التى تحدثت عنها سابقاً.
سوف تلاحظ فى نهاية الإعلان
معلومات عن الاماكن التى توّفر المنتج، وكون المعلن وضع هذه المعلومات بصراحة فى
الإعلان فهناك درسين فى التسويق نتعلمهم من هذه المسوّق الفذ.
اولاً اهمية التوزيع، والتوزيع
لن يكفى المجال هنا لسرد اهميته، لأن التوزيع هو من اكثر المهام التسويقية
تعقيداّ وأهمية، ولكن يكفى ان نعرف ان الشركات العملاقة، خصوصاً التى تنتج منتجات
سريعة الاستهلاك مثل الاغذية والمشروبات – FMCG، يكون الدور الرئيسى التسويقي لديها هو التوزيع، والاعلان بالنسبة
لها هو مكمّل او عنصر جانبى يساعدها فى البيع، فلك ان تتسآئل وتتعجب من شركة طورت
حملة إعلانية مبدعة، بل مذهلة، ثم تذهب لشراء منتجاتها من الأسواق فلا تجد المنتج!
لا تتعجب ، فهذا حال كثير جداً من الشركات خصوصاً تلك التى تفتقد لخبرة العمل فى
أسواق المنتجات سريعة الاستهلاك، والاسواق التى تعتمد على التوزيع بشكل رئيسى.
ثانياً.. فذكر منافذ التوزيع فى
الاعلان يعطيك فكرة عن الاعلان المباشر – Direct advertising، وهو اداة من ادوات التسويق
المباشر، ولشرح الامر باختصار الآن.. ففى الاعلان او التسويق المباشر تقوم الشركة
بالاعلان عن المنتج، وفى نفس الوقت دفع المشترى للذهاب الى مناطق معينة، تتبع
الشركة او المصنع، لشراء المنتج، بدلاً من ان ينزل فيبحث عن المنتج فى منافذ
التوزيع والاسواق الاستهلاكية بنفسه، والتسويق المباشر فى جعبته الكثير جداً من
الاستراتيجيات والفنيات التسويقية، منها اداة الاعلان المباشر التى اتكلم عنها
الآن، والتى لا يكون الهدف منه فقط تعريف الناس بالمنتج – brand awareness بل أيضاً دفعهم للشراء.
دعونا نكتفى بهذه الدروس
التسويقية فى واحد من اعلانات زمان، والمرة القادمة بإذن الله سوف تتعرف
على درس آخر فى هذا الإعلان، وهو كيفية استخدام اداة العلاقات العامة فى الإعلان،
تلك الأداة التى تبنى الثقة، وتغير خريطة التسويق العالمية الآن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق