-->

الشراكة التجارية بين البراندات (co-branding)

 في عام ٢٠١٩، وبعد أكثر من ٢٠ سنة من تأسيسها، قررت كنتاكي ابتكار ساندوتش بطعم شبابي، فدخلت شراكة تجارية مع شركة Cheetos ، وقدموا لمحبيهم Cheetos Sandwich، وكانت شراكة غريبة جدًا بين الجد الحكيم صاحب خلطة الدجاج السحرية وشخصية النمر الشقية التي اشتهرت بها منتجات Cheetos، ورغم ذلك كان الساندوتش له رواج عند شريحة كبيرة من الناس واستمتعوا به.

والشراكة التجارية بين البراندات (co-branding) هي إحدى استراتيجيات المحيط الأزرق Blue Ocean Strategy التي تدعم الشراكة التجارية بين الشركات والبراندات المختلفة لتحقيق أرباح أعلى وانتشار أوسع؛ لذلك تستطيع تنفيذ هذه الاستراتيجية في التسويق لبراندك الحالي، فيتسع انتشارك في السوق، وتخترق أسواقًا جديدة، فيزيد عملاؤك، وترتفع أرباحك، وتزداد ارتكازًا وقوة في عالم البيزنس، بالإضافة إلى مزايا الاستفادة من خبرات شريكك ومن موارده المختلفة، ولكن هذا بعد مراعاة عدة أشياء عند اختيار الشريك التجاري المناسب:


1- السمعة والجودة: 

لا تدخل شراكة تجارية مع براند سيء السمعة أو إنتاجه في السوق فقير الجودة؛ ابحث، فتش، وتحرى جيدًا عن أي براند قبل أن تقرر مشاركته، وتأكد أنكما تتوافقا في المباديء والأهداف والرؤى.

2- التكافؤ: 

قد يضيع براند وتختفي معالمه بالكامل بسبب شراكته مع براند آخر يفوقه بمراحل كبيرة، بينما قد يتضرر براند قوي لتعاونه مع آخر لا يكافئه في القوة، مما يؤدي إلى نفور بعض العملاء من شراء المنتج.

3- تحديد الهدف: 

قبل قرار الشراكة التجارية مع إحدى البراندات، حدد الهدف من تلك الشراكة وتأكد من فهم عملائك لهذا الهدف جيدًا؛ وذلك لأن عدم فهم الجمهور بالهدف من تلك الشراكة قد يمنعهم من شراء المنتج. 

وبناءا على تحديد الهدف من الشراكة، يتحدد نوعها، فالشراكة التجارية بين البراندات تتنوع بين:

1- شراكة تكميلية:  

أنا أرسم لك اللوحات وأنت تشتري لي الأدوات، هذا ببساطة! 

فالمقصود بتلك الشراكة أن تُكمِل كل براند النقص عند الأخرى وتسد حاجتها، وأفضل مثال على ذلك: الشراكة بين شركتي Dell و Intel، حيث تُنتج الأولى لابتوب يحتاج إلى بروسيسور سريع، توفره لها Intel.  


2- شراكة محلية عالمية:

المقصود بها الشراكة التجارية بين براند محلي مع آخر عالمي بهدف انتشار أوسع في السوق العالمي، بينما يستفاد البراند العالمي من حيث الوصول إلى جماهير محلية أسرع، ومثال على ذلك، الشراكة التي تعقدها Groupon  مع براندات محلية من أنحاء العالم. 


3- شراكة تكافؤية (نحن أقوياء ولكن معًا أقوى):

وهي شراكة تحدث بين براندات قوية ومرتكزة في السوق بهدف التطوير والحصول على نتائج تسويقية أفضل. وأشهر مثال: الشراكة بين Apple  و Nike، حيث تعاونت الشركتان في إنتاج ساعة The Apple Watch Nike، وهي ساعة تعمل عليها تطبيقات Nike التي يحتاجها الرياضيون في متابعة نتائج تمارينهم الرياضية.



قد تكون الآن، بعد قراءة هذا المقال، قررت التمهل في خطوة الشراكة التجارية مع براند آخر أو قد يكون ازداد حماسك في الإقدام عليها. في كل الأحوال، يعنينا دائمًا أن تتخذ الاستراتيجية الأنسب لك في التسويق، فالشراكة التجارية بين البراندات استراتيجية قوية ومؤثرة لكنها مثل أي شيء في البيزنس موعودة بالنجاح أو الفشل، ويتحكم في ذلك اختيارك لشريك يشبهك في أهدافك وقيمك، شريك لا يفوقك كثيرًا في القوة ولا يقل عنك كثيرًا في الضعف. وفوق كل ذلك، من المهم أن تحدد الهدف من تلك الشراكة وتتأكد من فهم عملائك لهذا الهدف، وأن تحدد طبيعة الشراكة التي تسعى لها: فهل أنت تبحث فيها عن من يُكملك؟ أم أنك تسعى من خلالها إلى الانتقال من السوق المحلية إلى العالمية؟ أو حتى اختراق براندك العالمي أسواق محلية؟ أم أنك فقط تطمح إلى رواجًا مضاعفًا في السوق؟  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق