التسويق الرقمي

حالات فيركسام العملية – 3: تصميم إستراتيجية المحتوى التسويقي- أهمية الاستهداف عن طريق اللغة

سنشرح من خلال المقال إستراتيجية المحتوى التسويقي – Content Marketing Strategy التي اعتمدنا عليها في خطتنا التسويقية لأحد عملائنا (لولي بوك – Lolly Book)، لتسويق منتج (كتب الأطفال القماشية – Cloth books) داخل الإمارات.

الكتب القماشية هي عبارة عن كتب تعليمية تصلح للأطفال من عمر شهر إلي 3 سنوات وأكثر، وتتميز بأنها آمنة على الأطفال مقارنة بالكتب الورقية، كما أنها تفاعلية وبها أنشطة مميزة ومبتكرة.

بدايةً وقبل البدء في تحديد الخطة التسويقية أو نوعية المحتوى المناسبة للتسويق لهذا المنتج، قمنا بعمل دراسة تحليلية لـشخصية الجمهور المستهدف- Buyer Persona، وتوصلنا إلى أن صاحب قرار الشراء هو الأمهات العربيات للأطفال من عمر شهر حتى 3 سنوات داخل الإمارات، مع استثناء بعض الجنسيات المتواجدة بكثافة داخل الإمارات من الوافدين كالهنود، لأنهم لم يكونوا عملاء محتملين لشراء منتجنا. وبهذه الخطوة تمكننا من وضع إستراتيجية المحتوى المناسبة.

كتابة المحتوى

 

قمنا بتقسيم المحتوى التسويقي – Content Marketing على السوشيال ميديا إلى:

الأول: إنباوند كونتنت- Inbound content

هذا المصطلح يعني ببساطة أن تجعل زبونك هو من يأتيك لطلب المنتج، وذلك بعد أن يصل لمرحلة عالية جداً من نضجه في مراحل الاقتناع بالمنتج، حينها يمكنك تحويله من مهتم بالمنتج لزبون فعلي.

وبالتطبيق على لولي بوك كنا نرى أن الفرصة الأكبر للنجاح في التسويق لهذه الكتب القماشية ستتحقق باستخدام هذا النوع من المحتوى، خصوصاً لأن جمهورنا المستهدف هو الأمهات وهو جمهور بطبيعته متعطش دائماً للمعلومات المفيدة فيما يتعلق بصحة الطفل، أساليب التعليم الحديثة، الألعاب التفاعلية.. إلخ، مما يجعل فرصة بناء مجتمع من الأمهات المهتمات حول منتجنا فرصة كبيرة وواعدة.

(اقرأ: الـInbound Marketing (التسويق بالاذن – التسويق بالسماح – التسويق للداخل – الانباوند ماركتينج))

 

المحتوى التسويقي عالسوشيال ميديا
الإنباوند كونتنت يمكنك من تحويل المهتم بالمنتج لزبون فعلي

يحقق استخدام هذه الطريقة أكثر من فائدة منها:

  • بناء وعي لدى الجمهور بفائدة المنتج وميزته التنافسية، وبيان خطورة الكتب الورقية والألعاب التفاعلية البلاستيكية والخشبية الأخرى على الأطفال في السن الصغيرة، ومحاولة غرس فكرة الكتب القماشية التفاعلية كبديل عالي الجودة صحي ومستدام.
  • من المميز أيضاً في هذا النوع من المحتوى أنه ينتشر بسهولة بين أوساط الأمهات المهتمين بتلك المواضيع، فبالتالي تنخفض تكلفة الحملات الإعلانية المفعلة على هذا المحتوى لكثرة التفاعل.

ولكن العقبات التي تواجه ذلك هي:

  • هذا النوع من المحتوى يحقق معدل استجابة للشراء – Conversion Rate أقل، لأنه في الأساس ليس رسالة بيعية مباشرة غرضها أن نقول للشخص “اشتر الآن”، ولكنه بمثابة تمهيد وتهيئة لعقل المستهلك لفهم قيمة ما تقدمه له أولاً، وبعد ذلك التهيئة والاستعداد للشراء الفعلي.

الثاني: المحتوى البيعي – Selling Content

وهو محتوى مباشر غرضه أن يقول للعميل “اشتر الآن” مع عرض مفصل لمميزات المنتج وخصائصه. وفي لولي بوك كنا نقدمه في شكل فيديو قصير توضيحي للكتاب أثناء تصفحه لنبرز محتواه، أو من خلال ألبوم صور للكتاب.

 

المحتوي التسويقي على السوشيال ميديا
المحتوى البيعي غرضه أن يقول للعميل “اشتر الآن”

يحقق استخدام هذه الطريقة أكثر من فائدة منها:

  • هذا النوع من المحتوى يحقق معدل استجابة للشراء – Conversion Rate مرتفع، لأنه رسالة بيعية مباشرة تذهب مباشرة للشخص المستعد للشراء والمقتنع بالفكرة وينقصه فقط الدَفعة الأخيرة.

ولكن العقبات التي تواجه ذلك هي:

  • تكلفة الحملات الإعلانية على هذا النوع من المحتوى أعلى من النوع السابق، لأنها لا ينتشر بسهولة ولا يحظي بكم تفاعل كبير، مما يجعل النفقات الإعلانية المحددة لهذا النوع كبيرة نسبياً.

الثالث: مزيج بين النوعين!

نوعي المحتوى السابق ذكرهما: Inbound content و Selling content لكل منهما جوانب سلبية وإيجابية، ولكن أحياناً قد يكون المزج بينهما في نفس المحتوى مفيداً..

كما ذكرنا أن الانباوند كونتنت سريع الانتشار ويحظي بتفاعل كبير، إذا لم لا نقوم بعمل دمج بينه وبين المحتوى التسويقي في محتوى واحد؟ بمعني أن نقوم في بداية المحتوى بعرض موضوع يهم الأمهات فيما يخص تعليم الأطفال من سن مبكرة بطرق مبتكرة، وفي النهاية نشير إلي مميزات منتجنا بالتحديد، وعروض الأسعار وطريقة طلب المنتج.

وبالتالي نجعل المحتوي غير البيعي سريع الانتشار يحمل معه الرسالة البيعية ليعطيها فرصة أكبر للانتشار بتكلفة أقل!

 

المزج بين المحتوى البيعي والمحتوى التعليمي في التسويق
أحياناً يكون المزج بين أنواع المحتوى حلاً مثالياً

 

غالباً ما تتميز هذا الفكرة بأن تكلفة الإعلان لا تكون مرتفعة كتكلفة المحتوى البيعي التقليدي، لأنها تحظي بتفاعل كبير في أغلب الأوقات.

(اقرأ: كيف تنجح في التسويق على السوشيال ميديا؟ (اختيار المنصة المناسبة – كيف تكتب محتوى فعال)

الاستهداف الإعلاني عن طريق اللغة

المعيار الأخر الذي اهتممنا بمراعاته خلال الاستهداف الإعلاني هو اللغة، خصوصاً أن دولة الإمارات التي نستهدفها تضم عدد كبير من الجنسيات والوافدين.

المشكلة الكبري التي واجهتنا هي أن نسبة الهنود المتواجدين بالإمارات نسبة كبيرة نسبياً، ومع ذلك فهم لم يكونوا من عملائنا المحتملين، وعندما أجرينا حملات إعلانية فالبداية وجدنا أن نسبة كبيرة من التفاعلات تأتي منهم، وبالتالي فميزانية الحملة الإعلانية يذهب منها جزء غير بسيط لهذه الشريحة دون رغبة منا، بسبب تواجدهم جغرافياً بدولة الإمارات.

كيف يمكننا تركيز استغلال ميزانيتنا الإعلانية للوصول لجمهورنا المستهدف فقط قدر المستطاع؟

ببساطة ستتمكن من ذلك من خلال خيار (تحديد اللغة) الموجود أثناء عمل الإعلان، والذي يتعامل معه الكثيرين دون إدراك أنه يؤثر في نتائج الإعلان حتى لو أنك جمهور يعيش بنفس الدولة.

 

الاستهداف الإعلاني عن طريق اللغة
الاستهداف الإعلاني عن طريق اللغة

 

تمكننا من خلال هذا الخيار من التقليل من عدد الرسائل والتفاعلات التي كانت تأتي سابقاً من جنسيات لا نستهدفها داخل الإمارات، من خلال جعل اللغة مقتصرة فقط على العربية والإنجليزية، لنتمكن قدر الإمكان من استثناء الناطقين بأي لغة غيرهما.

وضحنا من خلال المقال حالة عملية لأحد عملاء شركة فيركسام للتسويق، وكيفية اختيار إستراتيجية المحتوى التسويقي – Content Marketing Strategy الأنسب لتحقيق أفضل النتائج، مع شرح لأهمية الاستهداف الإعلاني عن طريق اللغة في الحصول على نتائج إعلانية سليمة على منصات التسويق الإلكتروني المختلفة.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى