الترويج والإعلان

10 حيل نفسية يستخدمها المعلنون لتشتري منتجهم

5000 إعلان في اليوم!

هذا هو عدد الإعلانات الذي يتعرض له المستهلك العادي يومياً على السوشيال ميديا، في التليفزيون، في المجلات، في الجرائد، في الشارع، في القطار، وفي كل مكان..

بالتأكيد يدفعك هذا للتساؤل: كيف يمكنني جعل الناس يلاحظون إعلاناتي؟

بسبب هذا التزاحم الإعلاني- Advertising clutter لجأ المسوقون والمعلنون إلى استخدام علم النفس للعثور على ما يجذب الانتباه، ويترك انطباع لا ينسى سريعاً لدى المشاهد، وبالتالي يدفعه لاتخاذ قرار الشراء.

لذلك نجد ان أمهر المسوقين وكاتبي الإعلانات قد درسوا على الأقل مباديء علم النفس، وفي هذا المقال ستتعرف على أهم الحيل والاستراتيجيات النفسية التي يستخدمها المعلنون لتحقيق مبيعات في المنتجات والخدمات.

حيلة “لا تشترى هذا المنتج!”

هي حيلة مبنية على مبادئ علم النفس العكسي، وهي قائمة على إقناع شخص ما بالقيام بما تريده العلامة التجارية من خلال التظاهر بعدم الرغبة في ذلك أو بالتظاهر بالرغبة في شيء آخر.

من أشهر الإعلانات المبنية علي هذه الحيلة هو إعلان شركة Patagonia وهي شركة عالمية مصنعة للملابس الصديقة للبيئة باستخدام القطن الطبيعي والبوليستر القابل لإعادة التدوير، حيث قامت بإصدار هذا الإعلان بعنوان “don’t buy this jacket” وكانت تدعو في هذه الحملة المستهلكين للتوقف عن شراء الملابس التي تضر بالبيئة مستقبلاً وتستبدلها بملابس صديقة للبيئة!

حيل نفسية للإعلان الناجح
إعلان لشركة ملابس صديقة للبيئة

حيلة “لن تشترِ المنتج/الخدمة؟ ستخسر الكثير، أو سيفوتك الكثير!”

يستخدم المعلن هذه الحيلة لتوصيل رسالة أن أشياء سيئة ستحدث للمستهلك إذا لم يشترِ منتجه أو خدمته، وغالباً ما تستخدم في المجالات المتعلقة بالأمن والسلامة الشخصية والصحة.

إعلان للتوعية من مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة
إعلان للتوعية من مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة

وتستخدم أيضاً هذه الحيلة لتخويف المستهلك من أن لا يكون مواكباً لأحداث أو لتكنولوجيا معينة، فلا يحب الناس أن يشعروا بأنهم غير مطلعين على كل شيء يطرأ على مجتمعهم، لذلك تستخدم أحياناً في إعلانات الهواتف الذكية والحواسب الآلية والتلفزيونات وكل ما هو إلكتروني.

إستراتيجية استخدام الحيوانات لتقديم الرسائل الإعلانية

وهي من أنجح الحيل التي تجعل المشاهد ينجذب من الوهلة الأولى للإعلان ويطالعه باهتمام حتى نهايته، بل ويشاهده بنفس الاهتمام في كل مرة يُعرض فيها كأنها أول مرة، فلقطات الحيوانات المتكلمة التي تعطيهم سمات بشرية دائماً ما تكون مضحكة وخارجة عن المألوف، وأحياناً كثيرة تجعلنا نشعر بالتعاطف بطريقة إيجابية مع رسالة الإعلان.

استخدمت شركة البوادي للمنتجات الغذائية هذه الاستراتيجية في هذا الإعلان الرمضاني..

حيلة “عرض خاص متاح حتى نفاذ الكمية!”

يلجأ المعلنون أحياناً لتصدير شعور بندرة منتج ما للمستهلكين، ليصوروا لهم أن آلاف المستهلكين يطلبون هذا المنتج لأنه متميز وأن الفرصة لن تتكرر، وبالتالي يتسارع المستهلك في الحصول على العرض خوفاً من انتهائه.

وهذه استراتيجية شهيرة تستخدمها الشركات لتسريع اتخاذ الجمهور لقرار الشراء حتى لو كان المخزن ممتلىء بآلاف من المنتجات والكمية غير محدودة على الإطلاق، باستخدام عبارات (اشتر قطعة واحصل على الثانية مجاناً، العرض ليوم واحد فقط).

هذا أيضاً هو ما يدفع الناس للنزول بأعداد مهولة في أيام الجمعة السوداء-Black Friday لاغتنام العروض، أو يجعلهم يستيقظون في الساعة 5 صباحًا لطلب أحدث جهاز iPhone، فكلنا نريد أن نكون من بين المحظوظين الذين يملكون منتجًا حصريًا.

إعلان حصري لأحد أحذية نايكي المميزة
إعلان حصري لأحد أحذية نايكي المميزة

استراتيجية اختيار الألوان المناسبة

تؤثر الألوان تأثيراً هائلاً على الحالة المزاجية والعواطف، وبالتالي على تصورات الإنسان عن العلامة التجارية التي يقدمها الإعلان، يمكنك التعرف على التأثير النفسي للألوان ودورها في التسويق والإعلان بشكل تفصيلي في هذا المقال: سيكولوجية الألوان في التسويق.

إستراتيجية الاستفادة من جماهيرية أحد المشاهير

كثيراً ما نجد علامات تجارية تجعل من يقدم إعلاناتها نجم مشهور.

سواء الفتى الرياضي قوي البنية، أو الرجل الوسيم صاحب الشعر اللامع، أو الفتاة المحبوبة الناشطة اجتماعياً، وتستهدف العلامات التجارية من ذلك أن تستفيد من نجاح هذا المشهور سواء ممثل أو مغني أو رياضي، لتضفي صبغته والصورة الذهنية المأخوذه عنه على منتجها وتستفيد من العلاقة الإيجابية بينه وبين جمهوره.

يراعى عند استخدام هذه الحيلة ألا تطغى علي ظهور المنتج او الخدمة التي نُعلن عنها، حتى لا يتحول الإعلان إلي فيلم قصير لهذا الفنان أو المغني ولا يدرك الناس المنتج المراد الإعلان عنه ويركزون فقط على الشخصية المشهورة..

ولكن هناك مشكلة قد تظهر عند استخدام هذه الحيلة.

وهي أن يطرأ علي الصبغة الإيجابية للشخص المشهور أمر ما سلبي بسبب سلوك أو تصرف ما يقوم به، أو رأي يعبر عنه، يجعل الناس فجأة ينحازون ضده، فينقلب الأمر من أن الماركة أرادت الاستفادة بالصورة الذهنية الإيجابية عنه لدى الجماهير، إلى أنها تُخلي مسئوليتها عن تصرفاته وآرائه.

إعلان “لا للمخدرات” للاعب الكرة محمد صلاح من أبرز تطبيقات المعلنين لهذه الاستراتيجية..

إستراتيجية استخدام الاستمالات العاطفية بدلاً من العقلية

أثبتت الدراسات أن الجوانب العاطفية والنفسية تجذب المستهلكين أكثر من الجوانب العقلية، فقيام المعلن بعرض التأثير النفسي للمنتج على حياة المستهلك أكثر فعالية من شرح وظائف المنتج بشكل جاف، خصوصاً في المراحل الأولي في إقناع العميل.

فيمكنك في البداية أن تجذب انتباه العميل برسائل نفسية تشعره بأن منتجك سيجعل شعوره أفضل أو حياته أسهل، وفي المراحل المتقدمة بالتأكيد قم بتعريفه على خصائص منتجك ومكوناته واستخداماته.تعرف من هنا على (كيف يتم تطوير وإخراج الإعلان)

استراتيجية المحتوى المرح

وهي من أكثر الاستراتيجيات استخداماً في الوقت الحالي، وتعتمد على أن يكون مضمون الإعلان يثير ضحك المشاهد.

وبالتالي يكون له فرصة أكبر في الثبات في ذهنه مقارنة بالرسائل الإعلانية التقليدية، مما يدفعه أيضاً لمشاركة محتوى الإعلان مع الأقارب والأصدقاء وذلك يجعله أكثر عرضه للتداول والانتشار.

ولكنه قد يأتي بنتائج عكسية عندما يستخدم بطريقة غير سليمة، لذلك يجب مراعاة الأخلاقيات والمعايير المجتمعية لجمهورك لضمان عدم حدوث تأثير عكسي يجلب على العلامة التجارية الهجوم.

تم استخدام هذه الاستراتيجية بطريقة جيدة في حملة إجتماعية مصرية للدعوة لتنظيم الأسرة..

حيلة “كلهم يستخدمون منتجنا، وأنت وحدك من لا يستخدمه!”

يطلق عليها أيضاً سياسة القطيع، ويحاول فيها المعلنون أن يشعروك أن كل الناس يمتلكون منتجهم الرائع الآن، ماذا تنتظر أنت؟ اشتريه لتصبح على نفس درجة أناقة/تحضر/مواكبة/ذكاء من حولك..

تعرف من هنا علي (نصائح ومعتقدات خاطئة عن مجال الإعلان)

حيلة “نعدك أن منتجنا سيجعلك سعيداً”

من منا لا يبحث عن السعادة، ويميل لاقتناء كل ما يمكن أن جعلنا نعيش لحظات سعيدة؟

تستخدم هذه الاستراتيجية من قديم الأزل ولا تفقد تأثيرها أبداً، في إعلانات السيارات والمجوهرات والأدوات الإلكترونية وأيضاً المأكولات السريعة والحلوى، لا تتغير الرسالة الأساسية أبدًا: قم بشراء هذا المنتج أو الخدمة وستمتلىء بالبهجة.

طبقت شركة كادبري هذه الحيلة بوضوح في حملة “عائلة السعادة”..

وفي النهاية نجد أن الإعلان الناجح لا يأتي مصادفةً، ولكنه ينتج عن فهم واسع لعلم النفس وعلاقته بالرسائل الإعلانية والتسويقية، بهدف مخاطبة سيكولوجية المشاهد بإحترافية، لضمان تحقيق أفضل النتائج والمبيعات.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى