الترويج والإعلان

كيف تحوّل كروت العمل الشخصية لأداة ترويج قوية

في هذه المقالة سوف أعطيك بعض الطرق والنصائح لكي تحوّل كارت العمل الشخصى – Business Card لوسيلة ترويجية إعلانية قوية تعمل لصالحك حتى في غيابك.

في كتاب البيع الصعب كتبت بوضوح عن أهمية المطبوعات الترويجية للبائع، وإن المطبوعات الترويجية تعمل بكفاءة أعلى كثيرا على أعيون وأذهان الزبائن أكثر مما تفعله نفس الأدوات الترويجية الأونلاين، حتى لو ذلك يأتي بتكلفة أعلى.

بمعنى أن البروشور الترويجي الأونلاين تكلفته أقل بالتأكيد لكن إذا كنت تبيع شيء يحتاج الصورة خصوصا لتوضيح المزايا فيكون البروشور الأوفلاين ضرورة، حتى لو بجانب البروشور الأونلاين، هذا يظهر في مجالات مثل الأثاث والسيارات.

الميزة الأخرى في المطبوعات عن مثيلاتها من الأونلاين، أن انتشارها سحري وسط المستهدفين، أنهم ينقلون هذه المنشورات المتحركة في كل الأماكن، ويرينها لزملائهم وأصدقائهم الذين يشاركونهم نفس الاهتمام، بالتالي فهذه المطبوعات تنتشر وتتحرك فتصنع ترويج مكثف يعطيك فائدة أكبر كثيرا مما تم إنفاقه لتنفيذه، يمكن للزبائن المستهدفين أو معارفهم بعد أن يحصلوا عليها ويحتفظوا بها أو ينشروها، أن يروا مطبوعاتك في كل مكان بدءا من تابلوهات السيارات لمكاتبهم الشخصية.

في كتاب Guerrilla Marketing يذكر كونراد ليفنسون العديد من الأدوات التي تساعدك على الترويج بأقل تكلفة ممكنة، غالبا أنت تعرف أن الجوريلا ماركيتنج هدفها هم المسوقين بأقل التكاليف الممكنة، بالتالي هو يعطيك حلول اقتصادية للترويج، وكان من بين ما تحدث عنه كروت العمل.

يمكنك أن ترى كروت العمل مجرد قطع ورقية صغيرة تعطي زبائنك أرقام الاتصال الخاصة بك للتواصل، لكن رؤيتك هذه بسبب أنك لا تحوّل هذه الكروت الشخصية لـ كنز اسمه البروشور الصغير – Mini Brochure.

كروت العمل الشخصيةلبناء براند الشركة
كروت العمل الشخصية اداة مهمة لبناء براند الشركة وسهولة التواصل معها لكن يمكنك تحويلها لبروشور صغير

بطاقة العمل يمكن أن تشمل كل شيء تريد إيصاله ولو باختصار، هنا لا أقصد فقط بيانات التواصل بل أقصد كل الرسائل الترويجية المراد توصيلها لزبائنك المحتملين وحتى عملائك القدامى.

هذه رسائل ترويجية يمكنك أن تنشرها لزبائنك من خلال بطاقات العمل..

الصورة الذهنية – Position: الموقع أو الصورة الذهنية هي أقوى ميزة تمتلكها الشركة، والتي تميزها عن المنافسين في السوق.

مثل أن تمتلك فولفو الصورة الذهنية الخاصة بالأمان، أو تمتلك آبل صورة ذهنية خاصة بالتكنولوجيا، و أن تملك أحذية نايكي صورة ذهنية خاصة بقوة تحمل الأحذية.

الصورة الذهنية يتم ترجمتها في المنشورات الترويجية عن طريق تحويل الصورة من شيء مجرد لرسائل مختصرة ملفتة للزبائن، مثل الشعارات الترويجية – Slogans/ Taglines، فعندما أريد إيصال الصورة الذهنية لموقع التسويق اليوم أنه مصدر مهم لتعلم التسويق، فاحوّل الصورة الذهنية لشعار مثل اتعلّم تسويق.

يمكنك الآن – بعد تحويل الصورة الذهنية لشعار إعلاني أو ترويجي – أن تضعه بوضوح على كارت العمل لكي تثبّت في ذهن زبونك ما هو مجالك وما هي ميزتك التنافسية فيه.

مزايا المنتج أو الخدمة – Benefits: أرى كروت عمل ببعض بيانات التواصل في جانب من الكارت الشخصي لكن الجانب الآخر أبيض أو فارغ تماما! لديك مساحة بالفعل يمكنك أن تستخدمها للترويج فلماذا لا تفعل! يمكنك سرد المزايا الرئيسية للمنتج أو الخدمة التي تقدمها باختصار في نقاط بسيطة لكي يتذكرها الزبون.

اختصارك للمزايا التي تقدمها في شكل نقاط بسيطة يؤكد أنك واضح وتفهم منتجك بشكل دقيق للغاية وتعرف السوق وتعرف كيف تميز نفسك عنه.

أيضا أن يرى الزبون مختصر لكل مجهودك الترويجي في شكل نقاط تشرح بشكل بسيط مزايا منتجك سوف يكون له تأثير كبير، شبيه للتأثير الذي يصنعه شعار ترويجي واضح يوضّح مجال شركتك وميزتك التنافسية.

عرض ترويجي – Special Offer: إذا كان لديك عرض ترويجي لفترة محدودة ف كروت العمل التي تقوم بتوزيعها أنت أو البائعين سوف تكون مفيدة للغاية، استخدم الوان مناسبة للعروض الترويجية تحفز على الطلب والشراء مثل الأحمر، أو الأصفر على مساحة صغيرة للفت النظر.

سأعطيك ملاحظة مهمة في نهاية المقال لكي تستفيد من فكرة وضع العروض الترويجية على كارت العمل.

نبذة عن تاريخ الشركة – Company History: هذه النقطة هامة جدا لصناعة البراند.
الناس يحبّون القصص كثيرا، هنا يمكنك سرد قصة مختصرة للغاية عن شيء يخص الشركة أو تاريخها أو سبب أو تاريخ نشأتها، إذا كنت تستخدم اسم مميز، يمكنك سرد قصة أو سر التسمية، هذا سوف يعطيك تميز خاص للغاية يبني لك البراند.

سابقة أعمالك – Portfolio: سرد بعض الأسماء التي عملت معها له تأثير كبير جدا، خصوصا لو كنت غير معروف في المجال أو السوق، لأن هذا يقوم بطمئنة الزبائن الجديدة، من أن لديك سمعة جيدة و لديك منتج جيد استطعت من خلاله كسب ثقة زبائن آخرين، خصوصا لو أن هذه الزبائن معروفة له، أو أسماء كبيرة معروفة عموما في السوق، فهذا يعمل لصالحك كترويج لك من آخرين– Word-of-Mouth.

بإستخدامك للمساحة الصغيرة التي يتيحها لك الكارت الشخصي فأنت ببساطة حولته من مجرد قطعة صغيرة من الورق لبروشور صغير – Mini Brochure يثبت الصورة الذهنية عنك في أذهان السوق أو يسرد مزاياك أو يعطي الزبائن الحصول على عروض ترويجية عند الاتصال أو يعرض تاريخ الشركة باختصار أو سابقة أعمالك لبناء الثقة.

ولأن الناس لا يحبون الاحتفاظ بأشياء كثيرة أو كبيرة لا تعنيهم فاحتفاظهم ببروشور صغير أفضل من احتفاظهم ببروشور كبير، وهذه النقطة سوف تعمل في صالحك عندما تستخدم كروت العمل الشخصية كمطبوعات ترويجية صغيرة.

أخيرا هذه بعض الملاحظات المهمة عند تصميم كارت عمل..

استخدام الألوان المناسبة: ربما تظن أن عليك استخدام ملفتة للزبون ولكن هذا ربما يقلل من احترافيتك.

كل شركة لديها Theme بالوان وخط – Font يجب أن تحافظ عليها في إطار جهودها لبناء البراند.

عليك الاتساق مع الألوان التي اخترتها لشركتك.
الألوان الملفتة في الكارت ربما تستخدمها على أصغر نطاق لكي تلفت نظر المستهدف لعروض ترويجي، لكن باستثناء ذلك يجب أن تستخدم الألوان باحترافية وتراجع سيكولوجية الألوان، لكي تعرف كيف يتم استخدام الألوان المختلفة للربط النفسي (مثلا الأزرق يوحي بالثقة والمصداقية والاعتمادية، الأسود أو الفضي يوحي بالفخامة، الأحمر للتحفيز على الطلب والشراء.. إلخ).

استخدام الحجم المناسب: بعض الشركات تحاول الإبداع في كارت عمل شخصي، أنا لست ضد الإبداع في المطلق، لكن أن تحول كارت العمل الشخصي التقليدي مستطيل الشكل لشكل قلب أو دائرة لكي تكون مميز، هل لك أن تخبرنا كيف سيحتفظ به الزبون في محفظته مثلا؟! فكر دائما بشكل عملي وضع نفسك مكان الزبون.

كروت عمل مبدعة
الابداع مهم في تصميم الادوات الترويجية لكن عليك ان تكون عملي وتضع نفسك مكان الزبون

الجودة على حساب العدد: جودة الطباعة هامة جدا. تفاصيل الترويج الصغيرة التي يهملها المسوقون هي ببساطة ما تفرق بين شركة كبيرة وصغيرة، يمكنك أن تذهب لهاوي يصمم لك لوجو، لكي توفّر المال، لكن اللوجو ضعيف المستوى سوف يضعك بصورة ذهنية ضعيفة بأذهان الزبائن.

عليك أن تستثمر في الأشياء التي تصنع لك الانطباع الأول الإيجابي، ومن أهمها وضع جودة عالية في كروت العمل.

لا تطبع كثيرا في المرة الواحدة: إذا كنت تريد أن تستخدم كارت العمل الشخصي كبروشور صغير أو أداة ترويجية فعليك طباعة كميات أقل كل فترة، ثم تطبع كميات أخرى، والسبب في ذلك أنك سوف تحتاج لأن تغيّر رسائلك، فمثلا أنت تريد وضع عرض ترويجي لشهر مايو مختلف عن العرض الترويجي الذي ستضعه في يونيو، لو طبعت كميات كبيرة لن تستطيع تحديث بيانات وعروض وأخبار ورسائل ترويجية تضعها على هذه الكروت، ستحتاج حينها طباعة كروت أخرى أو الاعتماد على المتاحة فعلا لكن بعرض ترويجي قديم.

بالطبع طباعة كميات كبيرة في المرة الواحدة سوف تكون غالبا أكثر توفير، لكن نحن في هذه المقالة لا نبحث عن الأكثر توفير، بل الأكثر كفاءة!

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى