الاستراتيجية والتخطيط

5 أدوات تساعدك لتُظهر شركتك او مشروعك الناشئ بشكل أقوى

بناء هوية وشكل يعبّر عن شركتك او المنتج الذى تريد إخراجه للناس هو فن، لأن هناك شركات تمتلك موارد وامكانيات وحجم كبير لكنها لا تملك هوية واضحة وبالتالي لا ولن تصل لأن تصبح براند في السوق، وهناك شركات صغيرة وناشئة استطاعت أن تضيف بعض اللمسات الصغيرة الاحترافية فظهرت بشكل قوي في السوق وبهوية واضحة ومميزة وكان طريقها في الbranding أسهل كثيراً، في هذه المقالة أعطيك بعض من تلك العناصر والأدوات التي نستطيع استخدامها لكى نصل لشكل أقوى سواء لشركاتنا أو المنتجات التي تقدمها هذه الشركات والمشاريع الناشئة.

الموقع الإلكتروني – Website

السوشيال ميديا لها العديد من المزايا لكن من ضمن مساوئها انها جعلت الشركات تنسى الموقع الالكتروني وأهميته للشركة، و سيظل الموقع الالكتروني من أهم الأدوات لبناء خطة علاقات عامة – PR قوية.

أولاً يجب أن نفرق بين نوعين من المواقع الالكترونى، أولاً هناك الموقع الالكترونى المحدود بعدد من الصفحات القليلة، وهذا الموقع يبرز هوية الشركة – corporate website، ويتحدث عن نشأتها و عملائها وحالات النجاح التي حققتها في السوق وتوصيات من زبائن سعداء وطرق المساعدة للزبائن المحتملين، وغيرها من الأشياء التي تعطى للشركة حجم أمام أعين المشترين المحتملين، وهناك نوع أكثر تعقيدا من المواقع الالكترونية وهو الموقع الإلكترونى الذى يحتاج لتعديلات وإضافات باستمرار، وغالبا لا يكون corporate website، لكن يكون هدفه تجارى أكثر، بمعنى أن يتحول الموقع لأداة بيع أونلاين، وهذا أصعب ولكن ليس كل الشركات او المشاريع الناشئة تحتاج مثل هذه المواقع، أنت في الغالب تحتاج للنوع الأول من المواقع (corporate) كأداة من أدوات الPR.

تصميم مواقع الشركات – corporate website ليس فيها تقريباً أي شيء صعب اليوم، هناك العديد والكثير جداً من القوالب الجاهزة المعدة مسبقاً – templates والتي يمكن استخدامها بشكل مجانى تماماً، هناك قوالب أخرى غالباً تحتوى على مزايا و خصائص أعلى وتكون بمقابل مادي لكن هذا المقابل لا يُذكر، ولا يقارن بالوضع كما كان الأمر في بداية الانترنت وبناء المواقع المكلفة. مع بعض التعديلات في التصميم والبرمجة، وشراء نطاق – domain name باسم مشروعك، واستضافة موقعك على سيرفر استضافة، تكون أنجزت مهمة انشاء موقع الكترونى، وكما اخبرتك يمكنك فعل هذا بأقل التكاليف الممكنة، واذا كنت لا تملك الخبرة الفنية الكافية لفعل ذلك يمكنك الاستعانة بمصمم مواقع لمساعدتك.

بالمناسبة هناك منصّات مجانية تماماً لعمل موقعك الالكترونى ولكنها في الغالب تناسب المدونات أكثر منها ما تناسب مواقع الشركات، ومن أهم تلك المنصات المجانية تماماً موقع blogger التابع ل Google (مثل موقع التسويق اليوم الذى تقرأ عليه هذه المقالة الآن فهو على blogger)، وموقع wordpress. ويمكن تحويلها لما يشبه موقع شركة لكن ببعض التعديلات على البرمجة والتصميم، واختيار نطاق غير مجانى (لان النطاق المجانى يكون مربوط بامتداد بلوجر او وورد بريس) ثم يمكنك ربطه بنطاق بلوجر او وورد بريس المجانى، لكن الميزة في هذه المنصات الشهيرة انك سوف تمتلك dashboard للتحكم في الموقع عبقرية من ناحية التصميم والسهولة في التحكم والاستخدام.

هناك من يقول لك انه يكتفى بصفحة الفيسبوك وهى تحقق له الtraffic المطلوب ويبيع بشكل جيد وانتهى الأمر على ذلك، ولن أقول لك انى ارفض كلامه بشكل قاطع، لكن عموماً نحن في وقت لم يعد الهوية الاوفلاين هي الأهم، بمعنى انك في السابق كنت تمر على الشركة او مقرها او مقر توزيعها لتتأكد من الشركة ومصداقيتها لكن الآن التسويق أصبح اغلبه اونلاين، بالتالى المصداقية أصبحت عن طريق أدوات اونلاين ايضاً مثل الموقع الالكترونى، وكأنه المقر الأونلاين البديل عن المقر الأوفلاين التقليدي للشركة.

كما انه يوجد مجالات غير منطقى ان تكتفي فيها بصفحة فيسبوك مثل اغلب قطاع الأعمال والتسويق للشركات – Business to Business، فأنا مثلاً خلال عملي في البيع للشركات كنت أقيّم قوة الشركة التي تتصل بى لطلب عرض سعر مثلاً بعد الدخول على موقعها الالكترونى، وهذا شائع في مجال البيع للشركات.

هناك نقطة أخيرة بخصوص الموقع الإلكترونى يجب ألا تنساها وهي عمل نسخة من الموقع الالكترونى تكون مناسبة للموبايل – Mobile Version، ذلك لأن أغلب الزيارات سوف تجدها من زائرين عبر الهواتف المحمولة – Smartphones (بالطبع تختلف النسبة حسب الشريحة المستهدفة)، وعمل موقع إلكتروني لا يلائم سوى الكمبيوتر – Desktop version هي من تجارب الاستخدام السيئة والتي قد تجعل الزبائن المحتملين يهربون من الموقع الالكترونى الخاص بك وبالتالي تفقد مبيعات محتملة، كما أن هناك إمكانية تطوير الموقع وتحويله الى تطبيق – application يتم تحميله على الموبايل من أجل تجرب تصفح ومتابعة الموقع بشكل أفضل.

موقع اللكترونى نسخة موبايل
موقعك الالكترونى مهم لبناء الهوية والمصداقية ومهم إيضاً إضافة تطوير نسخة خاصة بالموبايل او تطبيق إلكترونى

لوجو الشركة – Logo

اللوجو هو صورة صغيرة جداً تعبر عن هوية الشركة، وعلى الرغم من ان اللوجو صغير لكنه كبير جداً في قيمته وهو شيء تراه من خبرتك في التسويق. هناك شركات ناشئة وصغيرة جداً في الحجم والامكانيات وعدد الموظفين لكن بلوجو مميز ومحترف تبدو أكبر في الحجم والقوة من شركات أكبر لكن بلوجو سيئ.عندما أردت تصميم لوجو في بداية عملى في السوق والمشاريع الخاصة، تم عرض عليا الامر برقم مالى كبير نسبياً، والبعيد عن مجال وتخصص التصميم الفني – graphic design – يعتقد عموماً ان الصورة التي يتم إخراجها هي امر سهل، وان اللوجو امر أسهل بما أنه صغير في الحجم! لكن مجال التصميم الفني فعلاً صعب ولا يبرز فيه الكثير على الرغم من ان الكثير جداً يدخل هذا المجال، و تصميم اللوجو أكثر صعوبة أيضاً، لأنك تريد وضع كل الفن الذى تملكه في نطاق صغير جداً، تريد اختزال اسم المنتج أو الشركة وأفكار عن الشركة وماتقدمه من خدمات والميزة التنافسية لديها مع بعض القصص والحكايات عن قصة هذا الشعار في مكان صغير جداً، هل متخيل حجم التعب المبذول؟ وهل تتخيل حجم أهمية ونتيجة اللوجو في شكله النهائي؟!

غالباً ما يكلف اللوجو الجيد أموال اكثر من اللوجو الضعيف، لكن لا أريد أن اعمّم هذه القاعدة، فليس كل لوجو بمقابل كبير هو لوجو جيد والعكس صحيح، لكن نصيحتى لك بهذا الشأن، ألا (تسترخص) في عمل لوجو ضعيف، و ابذل جهد كبير في الاختيار والتدقيق والمراجعة كثيراً حتى تخرج بأفضل لوجو ممكن سواء من ناحية الفكرة وأيضاً من ناحية التنفيذ، لأن اللوجو كما اخبرتك سيكون عنوانك في السوق، وهو يعبر عن مدى قوتك او ضعفك، وهذه سمه المؤثرات البصرية عموماً في مجال التسويق، واذا كان الامر كذلك مع كل الصور والمؤثرات الفنية التي تستخدمها فمع اللوجو الامر اهم لان اللوجو غالباً ما يتم وضعه مع كل الأدوات الترويجية التي تستخدمها في عملك بعد ذلك، وهو عنوانك كما اتفقنا.

لوجو ابل
اللوجو المميز مهم جداً لبناء الهوية البصرية كما انك ستسخدمه فى معظم الأدوات الترويجية

هناك بعض المواقع التي انتشرت مؤخراً تقوم بعمل لوجو مجانى لك، عن طريق الكثير من القوالب المعدة مسبقاً، مثلاً انت توضح للموقع انك تريد اللوجو يكون مبنى على كلمة معينة، هي اسم الشركة او المنتج التي تريد عمل لوجو له، والموقع يصمم لك اللوجو بما يناسب هذه الكلمة، هذا قص ولصق، ربما ينجح في تصميم أدوات ترويجية أخرى لكن ليس اللوجو، اللوجو محتاج ان يكون customized، لذلك لا انصحك باستخدام هذه المواقع، وأكرر لك نصيحتى وهى انك تعطى اللوجو اهتمام اكبر.

المواد المطبوعة –  Print Materials

الأغلب يقول ان الأهم هو الأونلاين ولا داعى لتحمّل مصاريف اوفلاين، لكن في رأيى ان المواد الاوفلاين مثل كروت العمل الشخصية – business cards، والبروشور والكتالوج المطبوع والبريد الذى يصلك لباب مكتبك او بيتك كلها أدوات لم يعف عليها الزمن وتظل في رأيى لمسات تسويقية مهمة لكى ..أولاً تجعلك تغرد خارج السرب وتظهر بمظهر المتميز وتخلق عنك صورة أقوى واكثر احترافية من الشركات التي تعمل اونلاين فقط، وثانياً لا تنسى ان هذه الأدوات مهمة جداً للوصول لشرائح سوقية بشكل أقوى بعيد عن الزحام الاونلاين، وأنا استخدمها واعطتنى نتائج فوق ما تصورت!
المواد المطبوعة تساعدك للخروج عن الزحام الاونلاين كما انه تساعدك فى الوصول لشرائح سوقية بطرق مبتكرة
المواد المطبوعة تساعدك للخروج عن الزحام الاونلاين كما انه تساعدك فى الوصول لشرائح سوقية بطرق مبتكرة

ليس مطلوب منك عمل الآلاف من الكتالوجات والمنشورات الترويجية المكلفة، لكن يمكنك طباعة بعض الcatalogs واصطفاء بعض متخذى القرارات الهاميّن بالنسبة لك، واعطائهم هذه الكتالوجات، لديك استراتيجيات كثيرة ومتعددة وطرق لطباعة هذه الأدوات بتكاليف أقل، لكن في النهاية ركّز على هدفك بأن تكون مميز عن طريقها لتبنى لك هوية مختلفة عن الآخرين، وبشكل يجعلك تبدو أقوى.

بالمناسبة هناك من يضع مجهود ووقت وابداع في تصميم هذه الأدوات ثم يضع أقل مال في الطباعة مما يُخرج هذه الأدوات بشكل ردئ جداً، اذا كنت من ضمن هؤلاء فأنت لم تفعل شيء يُذكر! لان الأداة الترويجية الرديئة كاللوجو الردئ كالويب سايت الردئ، كلها أدوات تصرف عليها الأموال لتنبه الناس وتقول لهم، انظروا .. أنا املك مشروع او شركة ضعيفة!

المدونة – Blog

باستثناء بعض المنتجات مثل المنتجات سريعة الاستهلاك كالأطعمة المغلفة في المتاجر، فإن معظم المنتجات والخدمات قد ينطبق عليها هذه القاعدة التسويقية الجديدة: الناس لا يشترون منتجات، لكن يشترون خدمات واستشارات.

انظر لبائع العقارات او السيارات الناجح كيف يفتتح مقابلات البيع وكيف يذهب بها للنجاح و اغلاق العرض البيع بكفاءة، انه يعطى الزبون العديد من النصائح والمساعدة بخصوص مايريد شراءه، وعندما يراك الزبون خبير ومتخصص بما يكفى في مجالك فإنه يثق فيك ويستمع لرأيك، وانت حينما تكون صادق مع المشترى في النصيحة فأنت تكسبه بشكل أسهل، واذا فعلت العكس، فأنت تؤذى نفسك وشركتك، قبل أن تؤذى الزبون.

بناء على ذلك فإننا في التسويق اليوم لكى ننجح فإننا نبنى مجتمعات لكى نبيع المنتجات، وهذه المجتمعات تأخذ من الوقت لكى تتكون وتصبح مجتمعات أقوى لكن عندما تصل لهذه الدرجة من القوة فإنك تحوّل منتجاتك الى brands لها هوية واضحة، ويشتريها زبائن ذوى ولاء واضح، وحينها تربح الكثير من السمعة والأموال.

اذا كنت تبيع جهاز رياضى، فإن إنشاء مجتمع من خلال مدونة مرتبطة بموقعك الالكترونى و إعطاء زبائنك المحتملين الكثير من النصائح التي تتعلق بالرياضة وشراء الأجهزة الرياضية سوف يساعدك على بناء مجتمع متحمس للرياضة وهذه النوعية من الأجهزة التي تبيعها، حينها يثق الناس في رأيك وفى نصائحك، ويصبح بيع جهازك الرياضى شيء مكمل للمجتمع، وهذه الطريقة ترتكز عليها المسميات الجديدة في التسويق من زاوية المحتوى التسويقى – content marketing، مثل مفاهيم الinbound marketing و الpermission marketing.

انشاء المدونة – فنياً – سهل جداً، فهو يتم ربطها بموقعك الالكترونى، واذا لم تمتلك القدرة على عمل مدونة مربوطة بويب سايت خاص بك، فيمكنك التدوين او تقديم النصائح والاستشارات عن طريق السوشيال ميديا مثل فيسبوك أو يوتيوب، لكن هذه المقالة تتحدث عن أشياء تعطيك شكل أفضل وأعلى من المنافسين، لذلك في اعتقادى ان موقع إلكترونى يتم تصميمه بشكل احترافى مع مدونة مرتبطة به سوف يعطيك التأثير الأقوى والمظهر الاحترافى التي تبحث عنه امام المشترين في السوق.

ايضاً المدونة يكون هدفها نشر الاخبار والتحديثات بخصوص الشركة، وهذه الاخبار تفيد العملاء والزبائن المحتملين، وهذه الاخبار والمنشورات عن الشركة – newsletters هي سمة للشركات الكبرى، انها تُبقى زبائنها وعملائها على اطلاع بآخر أخبارها، و إذا كانت الشركات الكبرى تستخدم هذه الطريقة فلماذا لا تستخدمها انت ايضاً لتظهر بشكل أقوى!

الهوية والمؤثرات البصرية – Visual Identity

فرق يبدو صغير ولكن تأثيره النفسى كبير جداً هو طريقة استخدام الألوان والصور في كل أدواتك الترويجية فالشركات الكبيرة لها خط موحد وثابت – theme تحاول المحافظة عليه في كل شيء، لدرجة ان هناك شركات كبيرة تعيّن موظفين مختصين فقط بهذه النقطة، لمراجعة الألوان المستخدمة في جميع الأدوات والعناصر التسويقية والترويجية التي تستخدمها الشركة، وتقوم بالتدقيق والمراجعة والتعديل اذا خرج اى عنصر عن هذا الخط الموحد.

هناك الكثير من المواقع الآن التي تساعدك في عمل التصميمات الفنية مثل موقعcanva لكن رأيى انه لكى تصل بالشركة لمرحلة معينة من القوة يجب ان تمتلك واحد او اكثر من الفئة المحترفة في تصميمات الجرافيك، خصوصاً أن هذا المجال تطور جداً مؤخراً وأصبحت هناك الصور المتحركة – GIF، وهناك فيديوهات ال360 درجة، وكلها أدوات فنية لا يمكن ان توفرها لك المواقع المجانية.

أيضاً مراعاة الألوان المناسبة لهويتك واستخدامها هو فن وعلم بحد ذاته، فالألوان لها تأثير نفسى كبير جداً، على سبيل المثال لا يمكن أن تعامل اللون الأزرق الذى يشير الى المصداقية و الاعتمادية، نفس معاملة لون البنفسجى الذى يشير غالباً الى الابتكار والابداع، بالتالى المصمم المحترف يراعى ألوان وصور تناسب هوية الشركة والصورة التي تود بنائها، وعلى الرغم من انى ذكرت الألوان والصور في جزء اللوجو و المواد المطبوعة، لكنى اكررها لك هنا بشكل منفصل لتدرك أهمية الأمر، لأن مصمم جرافيك فاشل قادر أن يهدم بناء تسويقى رائع، ولا تنسى الكثير من الناس يحكمون على الأشياء بالصور، وهذا ليس صحيح في أوقات كثيرة لكنه يحدث، وبالتالي استخدامك لصور وألوان بشكل متناسق ومحترف سوف يظهر شركتك او مشروعك بشكل أقوى وأيضاً العكس صحيح!

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى