الاستراتيجية والتخطيط

كيف تنجح الشركات.. وأسئلة تسويقية أخرى.

قد تدور فى ذهنك هذه الأسئلة أو بعضها، هذه بعض الأسئلة التسويقية التى تجدها كثيراً من محبى هذا المجال. مع الأسئلة بعض الاجابات المختصرة مع روابط بها تفصيل للاجابة عنها أيضاً ..

كيف تنجح الشركات .. خصوصاً فى هذه الأسواق الشرسة والظروف الصعبة؟

لا يوجد سر خاص بكيفية نجاح الشركات. السر هو أن تقرأ كل شئ فى التسويق وتطبيقه بطريقة صحيحة لتنجح. لكن فى رأيى هناك نقطتين لو اتبعتهم الشركات ففي الغالب سوف تنجح نجاح كبير، وفى أسوأ الأحوال سوف تستمر لفترة معقولة من الوقت.

أول هذه النقاط تتعلق ب البحث التسويقى ، وتحديد احتياجات السوق بدقة، هذا سوف يكون بهدف تطوير مشروع يقدم منتجات يحتاجها الناس! بمعنى انك لا تعمل فى السوق لتستمتع فقط أو تضييع بعض الوقت، انت تعمل لتحقق الأرباح بإشباع احتياجات الناس.

سريعاً اخبرك بان النقطة الاولى مرتبط بها نقطة اخرى قد تبدو غريبة لكثير من الناس.. عندما تقدم خدمة يحتاجها الناس، احرص على أن تكون خدمة يفهمها الناس أيضاً!!

لقد طورت بنفسى افكار تجارية كنت أحسبها عبقرية، وعندما تقرأها فى إطار نموذج عمل مكتمل سينبهر بها الكثير، لكن المشكلة معى كانت فى التنفيذ، من سيفهم هذه الفكرة، أنت لا تتعامل مع عباقرة تسويق، انت تتعامل مع أشخاص من كل الخلفيات والمؤهلات المختلفة، أنهم مستهلكون ومشترون يريدون منتجات تشبع حاجتهم ببساطة وبدون تعقيد، يريدون خدمة تنفعهم بدون أن يفكروا كثيراً في كيفية استخدامها. ربما نفتح لهذه النقطة مجالاً بالتفصيل لاحقاً.

النقطة الثانية فى رأيى لكي تنجح الشركات فى الاسواق، هى أن تضع جهدها في تطوير المنتج أو الخدمة التى تقدمها. فى رأيى أن الشركة التى تقدم شئ تحبه وتقتنع به، سوف تبدع فيه، وسوف تضع كل طاقتها فى اجل انضاج عملها باستمرار، تماماً كلاعب كرة يجب عمله ويضع كل وقته وجهده في أن يطور من نفسه وإمكانياته، هذا سوف يصل لمراده والنجاح سريعاً.

أقول ذلك و أركّز عليه لسبب بسيط، وهو ان الشركة اذا نقصها الإمكانيات التسويقية والترويجية فيظل لديها سبب آخر للنجاح وهو عملها المتميز الذى سوف يجعل الكثير يحبون ما تقدمه و سوف ينتقل الأمر من مجرد الاعجاب بما تقدمه الى مرحلة أقوى واخطر هى مرحلة التسويق بالمديح –word-of-mouth marketing، ياله من أسلوب تسويقي هذا الذي يجعل المشترون أداة ترويجية جبّارة تعمل من أجلك ليل نهار!

على سبيل المثال، ومن النماذج التي افكر كثيراً فى نجاحها هو الكولونيل الذى اخترع (توليفة) لطبخ الدجاج، ثم تحول الأمر لمجموعة هائلة من السلاسل تحمل اسم كنتاكى، فيما بعد كان لكنتاكى جهود ترويجية كبيرة، وهم يصرفون اموالهم بشكل بالغ من أجل تقوية العلامة التجارية – branding، وفى استخدامهم ل ميسي وكريستيانو رونالدو دليل على ذلك، ولكن انا اتكلم عن المرحلة الأولى.

كيف انتشر هذا المنتج، انه انتشر بفعل وصفة أو بفعل منتج مميز، دأب الرجل على تطويره باستمرار وباستمتاع على ما أعتقد.

وكانت النتيجة أن المشترين قد انتبهوا وبدأوا تسويقهم بالمديح، هذا ما أقصده ببساطة.%D9%83%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%83%D9%89

لديك هذه المقالة كيف تستمر الشركات في السوق .. ستجد فيها تفاصيل مهمة أخرى.

سؤال آخر يأتي في بال أغلب من يحبون هذا المجال، أو يريدون على الأقل التجربة. كيف تأتي بوظيفة في مجال التسويق؟ لقد تكلمت فى كثير من المرات والتدوينات عن هذا الموضوع، وكتبت حتى كتاب بسيط يأخذك خطوة بخطوة لهذا الطريق، وسأضع لك رابط فيه بعض التفصيل للإجابة عن هذا السؤال ، ولكن سأخبرك الآن عن بعض النقاط الهامة بهذا الصدد.

أولاً دعونا نعترف ان مازال التسويق فى بلادنا غريباً كأنك ترى أحدهم من المريخ يزورك فى بيتك، لكن لا بأس، فالنتيجة شيئان، اما انك سيكون لك وزن كبير اذا كنت محترف تسويق خصوصاً عندما تطور مشروع خاص على سبيل المثال، وايضاً الناس ينجذبون شيئاً فشيئاً للأشياء الغريبة، وتصبح (موضة) فى فترة ما. أرى أن التسويق هو موضة هذه الفترة. وهذه فرصتك للاختراق.

لا تنس ايضاً أن هناك الكثير من الشركات الأجنبية التى لاتعامل التسويق بغرابة، وهذه الشركات تعمل فى بلادنا على نطاق واسع، ولكن الحقيقة أنهم يحتاجون لموظفين فى التسويق على قدر عالى من الكفاءة والتدريب، اعتقد ان الشهادات التأهيلية وبعض الخبرة سوف يؤدي الغرض .

عندما اخبرتك ان التسويق غريب ومازال غريب، ليس معناه أنك إذا قلت امام احدهم انك تعمل فى التسويق فسوف يستغرب أو يعتقد انك تفعل شئ (عيب)، لكن سيذهب ذهنه مثلا انك تكلم عملاء فى الهاتف، او تنشر اعلان هنا او هناك، او تنزل تبيع فى الشارع، .. الخ. نادر أن يأتي إلى ذهنه انك تبحث السوق لتحدد سعر المنتجات بدقة مثلاً.

هذا الامور الجديدة فى التسويق او الطبيعية بمعنى آخر أدق لا تأتى على أذهان الشركات التقليدية.

أعتبر أن أقصر الطرق لكي تدخل هذا المجال من أوسع أبوابه هو الا تنتظر، ادخل اى وظيفة لها علاقة حتى لو من بعيد بمجالك المفضل واثبت نفسك فيها، ثم مع المؤهلات والشهادات والتدريب الذي ستحصل عليه، تستطيع الانتقال الى ادوار تسويقية رئيسية فى الشركة او ربما حتى اختراع هذه الأدوار فى شركات لا تعرف شئ عن التسويق!!

هذه المقالة .. نصائح فى بحثك عن وظائف التسويق توضح تفاصيل أكثر.

نأتي لآخر سؤال اليوم.. هل يرتبط اسم المنتج القوى بسعر عالى؟ بمعنى آخر وبمنظور يهمك كرجل تسويق، هل يجب ان يكون لديك منتج مميز للغاية والتميز هنا خاص بكفاءة عالية مع سعر مرتفع لا يقدر عليه سوى فئة معينة من المشترين لكى تصل الى مرحلة العلامة التجارية القوية؟ وجهة النظر هذه من الأساطير والخرافات فى هذا المجال.

بالعكس تماماً .. ربما تطور منتج متواضع من ناحية الكفاءة النسبية، وسعره قليل، ويصبح من اقوى العلامات التجارية الى تتخيلها.

فى مصر مثلاً لدينا منتج الشمعدان (خصوصاً فى فترة التسعينيات) مع سعر متواضع للغاية، هل منتج مثل كيت كات اقوى منه من ناحية قوة العلامة التجارية؟! اطلاقاً.

صاحب المنتج قرر أن يقدم منتج طبقاً لصورة ذهنية معروفة فى التسويق اسمها منافع أقل في مقابل سعر أقل كثيراً – less benefits for much less price، وربما من وجهة نظر آخرى طور صورة ذهنية بمنافع أكثر مع نفس السعر – More benefits for the same price، فى كل الأحوال عندما تتحدث عن هذا المنتج فالجميع يعرفه ويعرف انها بسكويت مغطى بالشيكولاتة بسعر فى متناول الجميع، الاكثر يعرف شمعدان مقارنة بـ كيت كات مثلاً مع انها الاغلى فى السعر والاعلى من ناحية المذاق، لكن مايهم هو قوة العلامة التجارية، الشمعدان يكسب!%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%2B%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%2B%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%AB%2B%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%AA

هناك خطوط طيران شهيرة جداً اسمها ساوث ويست فى امريكا تقدم طيران اقتصادى لأبعد درجة ممكنة، اتخيل معها ومع ما أسمعه عنها انى اجلس فى اتوبيس وليس طائرة، لا تقدم لك وجبات فاخرة أو مقاعد فى قمة الراحة لكنها فى النهاية تقدم لك صورة ذهنية عبقرية في شكل منافع أقل مع سعر اقل كثيراً- Less benefits for much less price.

صورة ذهنية أدت إلى تكوين علامة تجارية من أقوى العلامات التجارية في أمريكا.
هل (البراند) يعنى صرف اموال اكثر؟ خرافة وخطأ شائع..

اقرأ هذه التدوينة مع مزيد من التفصيل.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى