الاستراتيجية والتخطيط

كيف تحصل على رجال تسويق فى قمة النشاط والإبداع

هناك العديد من الدورات التدريبية والكتب التي تبحث في كيفية تطوير الموظفين وفرق العمل وتحفيزهم بشدة. هناك تلك الطرق التقليدية الروتينية بداية من كلمة شكر إلى حوافز مادية ضخمة. لكن هل تعتقد حقاً أن هذه الأمور هى ما تعطيك ماتريده من موظفيك فى الشركة!

بصرف النظر عن مدارس الإدارة المختلفة وطرقها، وأساليب المديرين مع الموظفين، فأنا أعتقد أنك تستطيع الحصول على موظفين فى قمة الابداع والنشاط في حالتين.

  • ريادي أعمال – Entrepreneurs:

تطلق كلمة رائد أعمال على من يأخذ المخاطرة بإنشاء مشروع تجارى جديد، لكن أهم ما يميز مبادرى الأعمال هو أنهم أحرار فى تفكيرهم، ليسوا موظفين مقيدين بتوجيهات وتعليمات المديرين.

هذا الأمر كفيل بأن يفجّر كل طاقات الإبداع لدى الأشخاص والموظفين. تخيل انك مدير نفسك وعليك أن تُنجح هذا المشروع، وسوف تفعل كل ما عليك لكي تحافظ على هذا النجاح. هنا يبدأ الابداع.

هناك تكملة لكى يصل الموظف الى درجة رجل أو رائد أعمال، وهو أن عليك أن تتركه يواجهه الصعوبات والتحديات بنفسه، اعطى له بعض الارشادات المهمة الاساسية ولكن لا تعلق كثيراً على تفاصيل العمل، اتركه يخطئ ويجرب فهذا هو سر الإبداع والحصول على موظف حر مرن فى طريقة تفكيره.

يقول ريتشارد برانسون وهو من أفضل من رأيت فى فعل هذا الأمر، لدرجة سوف تكتشف أنه لم يكن يملك ملكة أو ميزة أكبر من ميزة تفويض الموظفين وادارتهم بشكل رائع.. كان يقول انه عندما دخل سوق الاتصالات لم يكن يفهم أو لديه خبرة فى مثل هذه الصناعة.

كل مافعله أنه راقب المنافسين ثم استقطب المديرين في الشركات المنافسة، أخذ منهم رابطات عنقهم وتركهم يبدعون (كناية عن تحريرهم).%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%AF+%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%86
الروتين قاتل، و يبعث على الملل، وكره الشركة ومن فيها. لكن عندما يدرك الموظف انه مالك ومدير ورئيس فى الشركة، ويعلم أن أمامه تحديات عليه أن يواجهها ويبدع فى هذه المواجهة، ويعلم فى نفس الوقت ان هناك من يثق فيه وفى قدراته، ثم تنطلق قدراته ويبدع.

هذا ينطبق على الموظفين عموماً، لكن عندما تقارن الموظف العادي برجل التسويق سوف تتأكد أن الأمر سوف يكون أهم واقوى مع رجال التسويق الذين يقوم دورهم اساساً على الإبداع وحل المشكلات والأزمات واستغلالها لصالح الشركات.

ليس كل الموظفين متاح ان تفعل معهم نفس الأمر، ليسوا بنفس النشاط او الذكاء، لذا عليك باختيار موظفين لديهم الحد الأدنى من النشاط والذكاء والمرونة والتي سوف تزيد وتنضج من تفويضك لهم وثقتك بهم.

هذا الأمر أنفذه شخصياً حتى في دوراتى التدريبية. فى الاغلب أخبر المتدربين معى ان من يضع له قواعد تسويقية صارمة يسير عليها، هو لا يفقه شئ فى التسويق، التسويق مرن جداً للدرجة التي تسمح لك بكسر قواعد ثابتة والحصول على مرادك بأذكى الطرق وأكثرها ابداع.

  • اسم الشركة:

هذا الأمر لا أستطيع تأكيده بدرجة 100% ولكن هى وجهة نظر شخصية وملاحظة وجدتها كثيراً. الشركات الكبرى لا تحتاج لمصاريف خارقة للحصول على موظفين او الحفاظ عليهم.

هى تحتاج فقط الى ان تضع الموظف فى منظومتها الناجحة جداً، ثم الحصول على أقصى ما لديه.

هل تعرف عندما تسأل أحدهم هل تريد ان تلعب في أحد الأندية العريقة في العالم، سوف يجيبك بنعم. لكن تخبره أيضاً.. بشرط ان يلعب بدون مقابل. سوف يجيبك ايضاً بنعم!

الأمر بسيط.. الناس تحب النجاح والناجحين، وبالتالى الموظفين يبحثون دائماً عن تلك الشركات، ومن أهم الأسباب هو الاسم العريق للشركة.

هناك معدلات دوران للعمالة عالية جداً في كثير من الشركات – Turnover، ال(ترن اوفر) هو مصطلح شهير فى الشركات يعبر عن الموظفين الذين لا (يعمرّون) كثيراً فى الشركة، غالباً ترهقهم الظروف السيئة للشركة ويتركوها، أو يأخذوا منها أقصى ما فيها ويتركوها. فى الحالتين الشركة هي الخاسرة.

هذا الأمر سوف يحدث ايضاً مع الشركات صاحبة الموارد الضخمة لكن بدون إسم عريق، فالموظف سوف يدخل للحصول على الدخل العالي، وسوف يبيع الشركة فى اقرب فرصة مع دخل مميز وأعلى.

هذا لا يحدث فى الشركات ذات الأسماء العريقة لأن الموظف يعتبر نجاحه من نجاح الشركة، اعنى انه يفتخر أمام الناس أنه يعمل بشركة كذا، وهذا يعطيه طاقة كبيرة لأن يستمر بها لأطول فترة ممكنة، والمساهمة في نجاحها الكبير.%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84+%D9%81%D9%89+%D8%AC%D9%88%D8%AC%D9%84
بالمناسبة هذا من ضمن أسباب الإنفاق الضخم على الدعاية والإعلانات التذكيرية – remind advertising، وهذا جزء من مجهود الشركة للحصول على علامات تجارية قوية، وليس السبب هنا فقط وراء بناء العلامات التجارية القوية هو البيع والحصول على الأرباح، بل ايضاً للحصول على موظفين فى اقصى درجات النشاط والولاء.

*من وجهة نظرك أنت .. هل ترى أنه يوجد عوامل أخرى لتحفيز الموظفين والحفاظ عليهم؟

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اعتقد أت من أهم العوامل التي تحفز الموظفين و تحافظ علهيم هو وجود نظام عادل للاعتراف بمجهوداتهم
    و كما قلت أستاذ أن العاملين يختلفون في قدراتهم فلابد أن مخرجاتهم تختلف أيضا و أسوأ ما يصيب الشركة أنها تعامل جميع العاملين بنفس المكافأة و نفس الجزاء
    و هو للأسف ما يحدث حاليا في جميع المؤسسات التابعة للدولة في منطقتنا العربية
    و هذا يؤدي إلى قتل الابداع و التميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى