الترويج والإعلان

كيف تروّج لمنتجاتك وخدماتك بأقل التكاليف الممكنة؟؟

هناك مشكلة كبيرة تواجه الشركات فى مجال التسويق، وهي مشكلة التكلفة الهائلة التى تتكلفها الشركات في الدعاية لمنتجاتها، يراها الغير متخصصين فى المجال تكلفة كبيرة فى التسويق، أى أنك ربما تتحدث إلى شخص غير مطلع أو متخصص فى التسويق، فيقول لك، نعم.. التسويق رائع، ولكنه مكلف (نظراً لأن مازال هناك خلط ما بين التسويق والدعاية) هي في الحقيقة نظرية خاطئة شائعة تتداولها الألسن في كل مكان.

يقولون لك أن التسويق يحتاج لمصاريف هائلة، وأثناء الأزمات الاقتصادية وبعدها، تجد الشركات قللت فجأة من الميزانية التسويقية المخطط لها، وهى تحاول بذلك تحسين أحوالها المالية، وزيادة الأرباح الصافية..

كل هذه النظريات الخاطئة عن التسويق وما يكلفه من مصاريف هى نظريات مغلوطة تسبب بها كثير ممن هم خارج المجال، أو يعرفونه معرفة سطحية، وبالتالى فدعونا نحل هذه المشكلة المزعومة، بمعرفة أين تكمن المصاريف التسويقية الكبرى، وكيف يمكن تقليصها لأقل ما يمكن..

الموارد دائماً محدودة.. عليك استخدامها بذكاء وابداع لتحقيق اقصى نتيجة منها والنجاح فى السوق
الموارد دائماً محدودة.. عليك استخدامها بذكاء وابداع لتحقيق اقصى نتيجة منها والنجاح فى السوق

أولاً إذا كنت تريد أن ترى بالفعل أين هى تلك المصاريف التسويقية الكبيرة، فقط تحقق من مصاريف الأبحاث التسويقية فى كبرى الشركات، أو مصاريف التوزيع فى شركات الأغذية والمشروبات الكبرى، سوف تصدم بأن مصاريف الدعاية قد تكون أحياناً لاشئ بجانب مصاريف هذه الأجزاء التسويقية الهامة جداً، والمؤثرة فى صميم نجاح الشركات.

نعود للنقطة الرئيسية.. نريد الآن أن نعرف أين تكمن المصاريف التسويقية الكثيرة جداً، والتى تكون ثقيلة على الشركات خصوصاً الصغيرة منها، .. حاول أن تفكر فى الأمر، لماذا تصرف أموال فى حملاتك الدعائية؟

إن أكثر الأماكن المستهلكة لأموالك المخصصة للدعاية هى أماكن الزحام – Crowd، هذه الأماكن مشكلتها الرئيسية أنها غير مملوكة لك، إنها مملوكة لأشخاص أو جهات أخرى، هذه الجهات قد تكون طيبة ومتعاونة، ولكن ليس للدرجة التي ستعطى لك أماكنها عن طيب خاطر بدون أى مقابل مادى!

هذا أمر غير معقول أو مقبول فى مجال الأعمال، ولذلك تطلب مبالغ فى مقابل استئجارك لهذه الأماكن..

crowd-of-people

ببساطة.. الشركات الكبيرة تستطيع استئجار هذه الأماكن الإعلانية، الشركات الصغيرة والمتوسطة قد تستطيع، ولكن سوف تتحمل فى سبيل ذلك الكثير من الأموال التى ربما حتى لا تستطيع توفيرها خصوصاً فى بداية نشاطها.

إذاً وصلنا الآن لنتيجة..

المصاريف الدعائية الحقيقية لا تكمن فى تكاليف تصميم رسالة إعلانية، أو محتوى إعلانى متميز، أو اختيار (أو تطوير) شخصيات تكون مصدر الرسالة الإعلانية، لكن المشكلة كلها (أو معظمها) تكمن فى تكاليف استئجار أماكن بها زحام عالى من الناس، هذه الأماكن سوف تحمل رسالتك الدعائية إلى المستهدفين من منتجاتك وخدماتك.إذاً كيف ستتغلب على هذه المشكلة؟!

أعتقد أنه ليس هناك مشكلة على الإطلاق طالما عرفت وفهمت ما أهم ما يميز الدعاية والاتصالات التسويقية المتكاملة، هل تذكر الكلمة التي تميز هذا الجزء من التسويق؟؟ .. صحيح.. إنه الإبداع.قبل أن أكمل الكلام عن الإبداع فى الترويج، نريد أن نبدع فى حل مشكلة الزحام (المكلف)، .. فإذا كان الزحام مكلف لأنه ملك لأشخاص وجهات خاصة أخرى، فأمامنا أكثر من حل ، منهم مثلاً، أن نخلق زحامنا الخاص، أو أن نجبر الزحام المكلف بأن يكون مجانى تماماً..

سأدمج هذه النقطة مع النقطة التي قبلها – الإبداع – وأعطيك مثالين لما يمكن أن تفعله من أجل تحقيق نشر لرسالتك الدعائية بأقل تكلفة ممكنة..

المثال الأول يتعلق بالعلاقات العامة فى التسويق، فهى كلمة السر الآن، والعلاقات العامة .. الجزء الرسمى التقليدى فيها معروف أيضاً بمصاريفه العالية التى ربما تقترب من مصاريف الإعلان وربما تزيد، مثل تكاليف الرعاية – sponsorship، ولكن يبقى منها جزء كبير .. فيروسى مجانى..

عندما تطور فيديو ترويجي فكرته غريبة، أو تصميم إعلانى ملفت، أو تطور شخصية عجيبة مضحكة فيروسية يتناقلها الشباب، هذه الأفكار سوف تنتقل بسرعة خرافية فى قنوات الزحام، بسبب بسيط جداً، وهو أن الفكرة انتقلت هذه المرة خلال تلك القنوات الإعلانية ليس كإعلان مدفوع، ولكن كرسالة عجيبة غريبة ملفتة يحكى عنها الناس، إنها تحولت من إعلان ل خبر !

هذا هو الجمال فى الدعاية عن طريق أسلوب العلاقات العامة، إن الناس لا ينقلون رسالتك الترويجية فقط، بل فى الأغلب يحبوها ويتفاعلوا معها بإيجابية، إنها طريقة فعالة وأقوى كثيراً من الإعلان، التى يراه الناس شئ ك “أنا أفضل المنتجات.. أنا أفضل من غيرى..اشترينى لأنك سوف تندم لو لم تفعل .. الخ”

هذه الرسالة يمّل منها كثير من الناس، ويدركون من خلال تاريخ مظلم مع منتجات ضعيفة أن هذه الرسالة قد تكون مغلوطة أو كاذبة، أما الرسالة الفيروسية التى انتقلت مجاناً لأنها احتوت شئ ملفت وجذاب، فإنها تكون محببة ولا تحمل الرسائل السلبية التي يحملها الإعلان من وجهة نظر الناس..

حاول أن تبدع فى تطوير رسالة ترويجية غريبة، اخرج عن المألوف من الألوان، الصور، الكلام، الشعارات، .. طور رسالة يتناقلها الناس كشئ ممتع، ومبدع، .. الناس تحب الجديد، وتحب أن ترى شئ يبهجها، ولذلك مثلاً تنتشر إعلان نايك وأديداس فى الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل، إن الشباب مغرم بها، لأنها تخاطب مشاعره وميوله، لا تقول كلام إعلانى ممل، وبالتالى تتناقلها مواقع الزحام بشكل مجانى خالص، وهذا ما نبحث عنه!

المثال الثاني يتعلق بخلق أماكن مزدحمة مجانية، و لهذا مجال كبير جداً من الحديث والتفكير فيه، ولكن سأعطيك مثال بسيط مرتبط بفكرة التسويق المباشر، فالشركة لا تذهب لأماكن تستأجرها لتصل إلى الزحام المرغوب، لكنها تكوّن مجتمع تسويقي متكامل، توجّه إليه الرسائل بشكل متتابع كلما رغبت في ذلك.

من تطبيقات التسويق المباشر هو البيع المباشر، ويعنى أنك تحاول تجميع معلومات عن أماكن تواجد المستهدفين من المنتج، ثم توجّه لهم رسالة ترويجية مباشرة هدفها الإقناع، ومع الوقت يتكون لديك زحام تسويقى مرغوب جداً ومجانى، وأقوى حتى من الزحام الذى تذهب لدفع أموال لمالكيه، لأنه زحام تم تكوينه بعناية بحيث يناسب طبيعة المنتج او الخدمة التى تقدمها.. يوجد طرق وأدوات لا تعد ولا تحصى من أجل تحقيق الترويج لمنتجاتك بأقل التكاليف الممكنة، فقط أبدع!

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى