الترويج والإعلان

التسويق الفيروسى

اليوم مع مصطلح تسويقي هام جداً وشيق، يتناقله التسويقيين حتى أصبح علامة بارزة من علامات التسويق العالمي الحديث.

التسويق الفيروسي – Viral marketing هو النسخة الحديثة الالكترونية من التسويق الأشهر والأقوى على مر التاريخ التسويقي وهو التسويق بالمديح – Word-of-mouth marketing، ونعني به تسويقياً أن يتكلم الناس عن منتج معين بشكل إيجابى، و بالطبع كلام الناس عن المنتج يختلف كل الاختلاف عن حديث صاحب المنتج عن المنتج لما يبنيه من ثقة ومصداقية أكبر.

سمّى التسويقيين التسويق الفيروسى بهذا الاسم نظراً لأن الرسالة التسويقية أو الترويجية بالأخص تنتشر وسط المجتمعات بشكل كثيف جداً يشعرك كأن فيروس أصابهم، جعلهم يمررون هذه الرسائل إلى أصحابهم وزملائهم فى مجتمعاتهم الالكترونية.

أدوات التسويق الفيروسى قد تكون خدمة مثل خدمة البريد الالكترونى لجوجل عندما أخبرنا أنه عاد بإمكاننا أن ننشأ حساب إلكتروني مساحته لا نهائية، وهو الأمر الذى انتشر بشكل فيروسي بين مستخدمى الانترنت مسبباً طفرة هائلة في طريقة وامكانيات استخدامات البريد الالكترونى، ودافعاً لباقي الشركات المقدمة لخدمات البريد الالكترونى لفعل الشيء نفسه (ياهو وهوت ميل و ..).

قد تكون الأداة عبارة عن رسالة تفاعلية فكاهية مثل الحالة الأشهر ل برجر كينج – Burger king، عندما طوّر التسويقيين هناك دجاجة برجر كينج المطيعة جداً –Subservient chicken ، فى شكل لعبة تفاعلية على موقعهم الخاص، يدخل الناس للموقع فيأمروا الدجاجة بفعل أى شئ مهما كان فتؤديه مباشرة بشكل فكاهى وتفاعلى جداً، ولم يكن غريب أن تجذب هذه الرسالة التسويقية الفيروسية العجيبة 46 مليون مشاهدة في الأسبوع الأول فقط !

من ضمن الأدوات الفيروسية التى تستخدمها الشركات فى تطبيق الأسلوب الفيروسى فى التسويق تطبيقات الموبايل مثل الآيفون – iPhone applications، وهى تلك التطبيقات المبدعة جداً التي تنتشر فيروسياً بشكل هائل وسط المغرمين بالتكنولوجيا وتطبيقات الهواتف.

أما الأداة الأشهر فى التسويق الفيروسى وأدواته ربما تكون الفيديوهات الفيروسية التى تحدث ضجة هائلة وسط الناس، و سبب الشهرة الهائلة التي تحققها هو تطور الانترنت وتطبيقاته ودخولنا فى عالم الويب 2 – Web 2، صاحب الإمكانيات التفاعلية الهائلة، خصوصاً تلك الامكانيات التى اتحفتنا بها مواقع التواصل والمشاركة ويأتى فى مقدمتهم فيس بوك وتويتر ويوتيوب.

على سبيل المثال، من أشهر الإعلانات الفيروسية التي تناقلها الناس فى السنين الأخيرة هذه الإعلانات:

 

لماذا الإعلان الفيروسى؟

سؤال منطقى، لماذا تتهافت الشركات على تطوير إعلان أو رسالة فيروسية، والإجابة بسيطة للغاية.

أى منتج جديد فى العالم يمر بخطوات منطقية، هذه الخطوات نجدها ونعرفها جيداً باسم دورة حياة المنتج – PLC، وفى بداية هذه الدورة تعانى المبيعات والأرباح كثيراً، لأن المشترين يكونون بأعداد قليلة وهم الفئة المغامرة والتى تميل لتجربة والتكيف مع المنتجات الجديدة – Early adopters.

انظر فى الشكل القادم كيف تنمو المبيعات ببطء فى ظل خوف وحذر السوق المستهدف من المنتج الجديد، خصوصاً فى حالة ارتفاع سعره أو التكاليف المرتبطة به.Picture1

الحل ببساطة يكون فى يد التسويق الفيروسى الذى يرسل رسالة فيروسية قوية ومبدعة للغاية، تحدث انتفاضة أو اندهاش تسويقى فيما يعرف تسويقياً بالتسويق بلفت الانتباه – Buzz marketing، ويؤدي الأمر بعد اندهاش وغالباً إعجاب متلقى الرسالة بها، إلى تمريرها إلى مجتمعه الإلكترونى.

بهذه الطريقة التى تتنشر بها الرسالة التسويقية فيروسياً، تتحقق رؤية الشركة التسويقية فى نشر فيروسى لرسالتها تختصر كثيراً المرحلة الصعبة فى البداية التى يحدث فيها التعارف بين المشترين والمنتج الجديد.

السؤال الذي اختلف فيه خبراء التسويق، هل التسويق الفيروسي هو علم أم صدفة تحدث فى صالح الرسالة التسويقية؟

هناك من يرى أن التسويق الفيروسى هو حركة تلقائية من مستقبلي الرسالة التسويقية الذين تعجبهم الرسالة فيمرروها بتلقائية، وهذا يؤدى بدوره لنشر المنتج ورسالته، وهو ما يشبه تماماً أسلوب التسويق بالمديح، وعلى الرغم من ذلك فأغلب الخبراء فى التسويق لهم رأى آخر.

التسويق الفيروسى نستطيع أن نطبقه بأسلوب علمى جداً، بمراعاة هذه النقاط الهامة:

  • حاول أن تعطي المنتج مجانا – Freebie/Samples: وهذه من أهم الأدوات التي تساعد في انتشار الرسالة التسويقية، فالناس عموماً قد تلفت انتباههم عروضك على المنتج أو الخدمة ومدى التخفيضات والهدايا التى ربما يحظوا بها عند شرائهم المنتج الجديد، ولكن هذا لا يقارن بمنتج جديد أو خدمة تعطى إليهم مجاناً.

لذلك نصيحتى لك إذا كنت تقدم أى منتج مهما كان، وتعرضه على الانترنت فحاول تقديمه مجاناً لعدد من النشطاء فى هذه المجتمعات الالكترونية، ربما يكون عن طريق سحب أو هدية أو مسابقة أو غيرها من الطرق التى توصل الرسالة عن طريق منتج مجانى بشكل انيق واحترافي وتسويقي فى نفس الوقت.

  • حاول الوصول برسالتك الفيروسى للقادة فى المجتمعات – Opinion Leaders، وهؤلاء القادة هم ناس عادية لكن يتميزون بقدرتهم على التواصل والتفاعل مع الناس، محبين للتجارب الجديدة، يفضلون أن يكونوا الأوائل دائماً فى معرفة الأخبار والأحداث ونقلها إلى الناس، والناس بدورهم يحبون هؤلاء القادة ويثقون فى كلامهم وأخبارهم.

هذا ما تفعله مثلاً شركة تسويق عملاقة مثل باظ ايجنت – Bzzagent، بجيشها الفيروسى المكوّن فيما يزيد عن 130000 قائد فيروسى، منتقين بعناية فائقة فى أماكن ومجتمعات مختلفة يعملون بشكل تطوعى مع هذه الوكالة فى نشر كل الرسائل الفيروسية الحديثة القادمة إليهم من الشركات، وهم فى مقابل ذلك يتمتعون بميزة الكتالوجات و الهدايا والعينات المجانية التي تصلهم من الشركات، كتحفيز قوى لتمرير رسائل هذه الشركات، وإشباع لرغباتهم فى معرفة آخر أخبار وعروض شركاتهم المفضلة.

  • بسّطها قدر المستطاع على المستهدفين: وهذه نقطة هامة جداً لكى تنتشر الرسالة التسويقية بشكل فيروسي، فكلما كانت أدوات نقل الرسالة كثيرة ومتاحة وسهلة الاستخدام من المستهدفين كلمّا كان انتشار الرسالة أكبر وأسرع، وقد سهلت علينا هذه المهمة كثيراً تقنيات الويب الحديثة وأهمها الزر السحرى “Share”.

حتى لو هذا الزر غير متاح فحاول أن تصل برسالتك عن طريق هؤلاء الناس بدون أن يشعروا بنفور أو أى مجهود مبذول، مثال على ذلك قصة بطّ راديسون التي طبقتها فنادق راديسون لتمرير رسالة فيروسية عن الفندق…(اقرأها من هنا http://themarketingtoday.blogspot.com/2012/01/blog-post_03.html)

  • استغل حاجات الناس الحالية وتفضيلاتهم وأمزجتهم: فمعظم الإعلانات الفيروسية تستغل حاجة الناس أو الاتجاه السائد بينهم، فإذا كانت اتجاهات الناس منصبة تجاه السياسة فحاول أن تربط رسالتك بالسياسة، وإذا كانت تنصب نحو حدث رياضى فحاول ربط الرسالة بالحدث الرياضى، وإذا انتشرت مصطلحات معينة بينهم حاول الاستعانة بهذه المصطلحات.
  • استغل الشبكات الاجتماعية قدر المستطاع، فالاحصائيات تقول أن هناك أكثر من 220 مليون يزوروا أكبر 25 شبكة تواصل إلكترونى شهرياً، و أن فيس بوك فقط يتفاعل عليه فوق ال500 مليون شخص، وأن 52% من الناس القارئين لأخبار السياسة يمرروها لزملائهم ومجتمعاتهم الإلكترونية، وبالتالي عليك استغلال هذه الشبكات بأقصى قدر ممكن لنشر رسائلك الفيروسية (المبدعة).
  • وأخيراً.. أبدع قدر استطاعتك .. فبدون رسالة تسويقية مبدعة جداً فقد فقدت الأمل في أن تتحول رسالتك إلى رسالة فيروسية.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى