الاستراتيجية والتخطيط

أسرار البحث التسويقي الناجح -1

للأسف من خلال عملى فى هذا المجال- البحوث التسويقية – لفترة، وجدت أن هناك ما يشبه الكره المتبادل ما بين البحث التسويقى متمثل فى أغلب الأحيان فى مجموعة الأسئلة التي تمثل الاستقصاء، وبين المستقصى منه، وهم المستهلكين و العملاء، وأتذكر دائماً صورة الشباب الذى يجرى فى الشوارع على هذه الاستقصاءات لكى يجد (ابن الحلال) الذي سيعطيه الفرصة السعيدة ويملئ الاستقصاء، وسط تهرب معظم (لن أقول كل) المطلوبين لملئ هذا الاستبيان.

annoying 2

إذاً بماذا يذكرك آخر استقصاء (ارغمتك) شركة أو جهة على ملئه، هل ذكرتك بورقة الأسئلة التى كانت تتعبك سيرتها أيام الدراسة، أم ذكرتك بتلك الاستمارة العريضة المليئة بالأسئلة المتشابهة والروتينية عندما تذهب لاستخراج بطاقة شخصية جديدة ؟؟

هل تشك فى كلامى ؟؟ إذاً لماذا تدفع الآن كبرى الشركات للمستقصى منهم مقابل ملئ ورقة بها مجموعة من الأسئلة؟؟

دعني أطلعك هنا على مجموعة من الفنيات والأسرار التى ستجعل من بحثك التسويقى أداة قوية للغاية للحصول على المعلومات..

أولاً .. تكمن المشكلة الحقيقية فى أى استبيان ضعيف هو أنه يريد أن يستخلص المعلومات من المستقصى منه وعندما يشعر الهدف (دعونا نسميه الهدف) بهذا الاستدراج ، يكون هذا هو الخطأ الفادح الأول …

أجعله هو من يعطيك المعلومات ..

هذه النقطة هى أساس ليس فقط فى الاستبيانات والبحوث التسويقية، ولكنها عامل مشترك فى فنون البيع والتسويق، فمثلاً من أساسيات البيع أن لا تبيع المنتج للمشترى، اجعله يشتري المنتج..

اجعله أثناء جمع المعلومات يشعر أنه هو المستفيد (وهو كذلك حقاً) فهذه المعلومات ليس لها هدف سوء ترجمة احتياجاته ورغباته إلى منتجات قادرة على إشباع تلك الاحتياجات، ومن شأن هذه المعلومات أن ترفع كفاءة المنتج و تعالج أخطاءه وعيوبه، التى بالتأكيد سيعانى منها العميل إذا لم يقدم هذه المعلومات الهامة (ليس تهديد .. اتفقنا؟ّ!).

إليك نصيحة أخرى .. اختر المكان والزمان والشخص المناسبين..

إذا أردت أن تحصل على بيانات ومعلومات من مدير فى شركة ، فحاول أن تحصل على ميعاد لمقابلته، وأشرح بدقة واحترافية الأسباب وأهمية هذا الاستقصاء (هذا إن كنت متأكد أنه لن يجيب عليه عبر البريد الإلكتروني على سبيل المثال)، ثم وجه إليه الاستقصاء ببساطة واختصار (ولا تنس إبتسامة رجل المبيعات المحترف)..

هذا أفضل كثيراً من أن تلجأ إلى الطرق السهلة فتنتظره بعد رحيله من عمله، (لتتحفه) بهذه الأسئلة وهو فى قمة التعب والإرهاق..

هذا ما أواجهه أنا أحياناً .. فأجد هذا الذى يطلب منى ملئ استقصاء وأنا فى حالة من الإرهاق والتعب فى نهاية يوم عمل (تعلمون ما هي إجابتي له بالطبع..).

إذاً هنا يأتي دور الشخص ..( ولكن أى شخص تقصد؟ ).

أولاً .. والأهم، هو الشخص الذى سيوزع هذه الاستقصاءات أو يستقصي من المشترين والعملاء، و ما يحدث فى الشركات المتخصصة فى البحوث التسويقية الآن شئ يرثى له..

تجد حافلة تستأجرها الشركة تملائها شباب لا خبرة لهم فى أى مهارات بيعية أو خدمة عملاء، ولا يعرفون غير أنهم سيختارون أهدافهم فى الشركات والشوارع الهامة ثم يغرقونهم بهذه الاستبيانات .. (شئ مهين للتسويق حقاً).

والشخص أيضاً الذى اقصده هو المستقصى منه، ولأن عملية الاستقصاء تكون بهذه الصعوبة أحياناً، فشخص واحد مناسب و سيعطى المعلومات المطلوبة أفضل مئات المرات من أشخاص لن أجنى من ورائهم غير إجابات لن تفيد بحثي التسويقي..

هذه فقط مقدمة و مازال هناك هناك العديد من خفايا وأسرار البحث التسويقي .. تابعوا المقالات القادمة..

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى