مستغلى ثغرات السوق – Market Nichers
يوم بتطلع (موضة) جديدة في اكتشاف الثغرات ، فمرة بنلاقى شركة بتشوف الثغرة جغرافياً ، ومرة حسب المستهلكين ، ومرة حسب الخدمات ، وبالتدقيق فى فهم يعنى ايه ثغرة ، ويعنى ايه شركة او منظمة موقّفة حياتها على فكرة الثغرات فى السوق ، هنوصل لنتيجتين في غاية الأهمية :
- الثغرات هي أساس أصيل من أسس التسويق.
- الثغرات هى مستقبل التسويق فى مصر والعالم خصوصاً مع زيادة حدة الأزمات العالمية الاقتصادية ، وغير الاقتصادية.
الشركة اللى قايمة على فكرة الثغرات فى السوق ، شركة عارفة إمكانياتها كويس ، وبتقول أنا مقدرش أجارى قائد السوق فى قوته ولا قيادته للسوق ، ومع ذلك هى محتفظة بشخصيتها المميزة فى السوق ، مش زى تابع السوق اللى كل همّه يشوف القائد بيعمل ايه ويقلده.
الثغرات أساس أصيل من أسس التسويق ده لإن التسويق بيقول أنا وظيفتى فى الحياة إن اكتشف الناس عاوزه ايه ، وأطور منتجات وخدمات تشبع حاجات الناس دى ، بشكل يحقق ليّا منفعة فى المقابل ، مش شرط فلوس عشان مش عاوزين ننسى إن في شركات غير هادفة للربح سمعانا.
وفى نفس الوقت الفكر القائم فى التسويق على الثغرات بيقول نفس الكلام بالظبط ، مع إضافة بسيطة ، وهي إن الشركة هتركز على إشباع حاجات عملاء ليهم شكل معين ، أو صفات معينة أو متوزعين في إقليم جغرافي معين ، وبيشتركوا إنهم بُعاد عن اهتمام قائد السوق ومتحديه ، وحتى التابعين في السوق.
طب ليه بتقول إن النوع ده من الشركات هو مستقبل التسويق فى مصر والعالم ؟
أولاً لإن السوق استكفى باللى موجود ، ومبقاش زى القرن اللى فات كل يوم والتانى بيخرج علينا منتج واختراع جديد ، وعشان كده القادة فى السوق استقروا في أماكنهم ، وعدّوا كده (مايكروسوفت) بقالها كام سنة قائدة فى السوق ، وده لإن السر القديم اللى خلاها كده استقر واتعرف كنواة لكل التكنولوجيا الهايلة اللى بنعيشها النهاردة.
تانى الأسباب هو أن الظروف الاقتصادية الطاحنة النهاردة بتخلى الشركات تلف حوالين نفسها ، ومش عارفة تخدم مين ولاّ مين ، ولا تراضى أنهى عميل ولاّ عميل ، وعشان كده الشركات اللى مش متعودة على فكر ثغرات السوق وإشباعها ، بتقع أو ممكن تقع مع أزمة اقتصادية عنيفة زى اللى حصلت مؤخراً .
أما الشركات اللى فاهمة سوقها كويس ، ممكن تستغنى عن السوق الكبير فى الحجم ، وتركز على سوق أصغر فى الحجم ، مع هامش ربح أعلى، يخليها تعيش حتى ولو كام سنة زيادة ، لحد ما تشوف حل ، أو الأزمة اللى عليها تخفّ شوية.
تالت الأسباب اللى أنا شايفها إنها كفيلة إنها تخلى النوع ده من التسويق هو سر التسويق الجديد ، وهو مستقبل التسويق فى العالم ، هو إن النهاردة العمل الحر ، بقى صعب جداً ، وأى حد يجرؤ إنه يفكر في بدء عمل حر وخاص له ، بيلاقى نفسه عامل زى سمكة صغيرة وسط حيتان كبيرة مبترحمش حد ، وصلت للدرجة دى لانها كبرت لدرجة خلتها تبقى جعانة باستمرار ، ميكفيهاش نصيب سوقى صغير أو حتى متوسط .
كمان الأزمات الاقتصادية والظروف الصعبة والمنافسة الشرسة اللى بتمر بيها فى السوق ، خلتها عندها تحفز رهيب عشان تنقض على أى حد يحاول يكبر أو ياخد منها حتى لو واحد فى المية من نصيبها فى السوق ، وحتى لو مش هياخد الواحد فى المية ، هيعمل إزعاج وصداع للشركة الكبيرة ، وده اخر حاجة تسامح فيها ، لأنها من وجهة نظرها مش ناقصها (وشّ).
عشان كده فرصة الشركات الصغيرة ضعيفة النهاردة فى المنافسة أو إنها تشوف النور ، و عاوز أضرب مثال بسيط جداً بس واقعى من اللى بنشوفه يومياً ، النهاردة لو سوبر ماركت فكّر يفتح فى وسط المدينة ، وباع المنتجات البسيطة اللى هى الجبنة واللبن ، وأى حاجة المستهلك العادى بيحتاجها فى بيته ، فى الظروف اللى إحنا فيها دى ، بنلاقيه بيقفل ، مع إنى ضربت المثال مع حاجة أساسية وكل الناس بتحتاجها.
وده لإن فى نفس المدينة بيفتح هايبر ماركت ، زى (سبينس) أو (كارفور) ، وبينزل كل أسبوع بعروض ، وتخفيضات على السلع الغذائية ، ولإن إمكانياته بتسمح بكده ، وعشان بيعوض الربح القليل للمنتجات الغذائية بمنتجات تانية ، ودى قصة كبيرة الشركات القائدة بتلعبها.
وفى نفس الوقت صاحب الماركت البسيط ، اللى هو تابع فى السوق ، معندوش الإمكانيات إنه يعمل العروض والتخفيضات ، واللى بتخلى المستهلك يروح يشترى حاجة الشهر من قادة السوق ، ده بيخليه عامل زى السمكة الصغيرة في البحر وسط الحيتان الشرسة ، أو زى قشة فى مهب الريح ، والريح دى ممكن تكون زيادة فى تكاليف إنتاج السلع ، أو أزمة اقتصادية كده على الماشى ، أو تاجر تجزئة زيه ، أو أحسن منه يفتح جمبه.
في أمثلة كتير لشركات قايمة على فكرة الثغرات فى السوق ، فمثلاً لمّا نشوف محل فتح عشان يبيع ملابس للناس اللى وزنها أكبر من 100 كيلو ، أو اللى طولهم أكتر من 2 متر ، بالتالى المحل ده استقطب الناس اللى وزنهم أو طولهم كبير، وهمّا قليلين فى سوقه ، لكن ربحه هيبقى عالى ، لإنه مش هيبيع بنفس التمن اللى المحلات العادية بتبيع بيه الملابس العادية.
مثلاً الشركات اللى بتعمل منتجات للشخص الأعسر ، (اللى بيستخدموا إيدهم الشمال) ، فهمّا مش كل السوق ، ولا حتى نصه ، بس منتج مخصوص ليهم ، هيبقى مربح أكتر بكتير ، لأن معظم الناس اللى فى السوق بيستخدموا إيدهم الشمال هيروحوا مخصوص لمنتجات الشركات دى ، زى ما عملت شركة (Logitech) العالمية.
فى فكرة غلط عند الشركات ، وهى انهم فاكرين إن الشركة القايمة على فكرة الثغرات هي شركة صغيرة ، وده مش صح ، لان ده بيتوقف على يعني إيه (صغيرة) ، فممكن يتقال على شركة بتحقق ملايين ، وليها أفرع فى دول العالم إنها صغيرة ، بس ده نسبياً بالمقارنة بقائد السوق ، وعشان كده مهم إن إحنا نعرف إن الفكرة دى بيطبقها شركات صغيرة ومبتدئة ، وشركات كبيرة على حد سواء.
كمان في نقطة أخيرة ومهمة حبيت أختم بيها ، إن كل مكتشف ثغرة في السوق ، وعرف يسدّها ، هو قائد فى المجال الأصغر ده ، اللى شاف الثغرة فيه ، فمثلاً شركة زى شركة التأمين على الحيوانات الصغيرة (VPI – veterinary pet Insurance) هى مش شركة قائدة في سوق التأمين العالمي ، وغالباً ولا هتبقى كده ، ولا هى حابّة كده أصلاً ، لإنها ببساطة هى قائدة في سوقها الصغير ، سوق الحيوانات الصغيرة