ريادة الأعمال

العامل الأهم لنجاح المشاريع والشركات الناشئة

في بحث مثير ومهم قام به بيل جروس وهم مبادر بعدد كبير من المشاريع الناشئة والخاصة، أعلن عن أهم عامل لنجاح أو فشل المشاريع الناشئة، المفيد حقا أن بيل قام بهذا البحث بشكل عملي على الشركات الناشئة، وجنّب العاطفة والأحكام المسبقة جانبا، ثم وجد أن العامل الأهم هو التوقيت المناسب، ثم العامل الخامس من ناحية الأهمية هو التمويل – Fund.

أعجبني جدا ما قاله بيل لسببين:
السبب الأول أنه يوافق مع فهمي عن فشل ونجاح المشاريع الناشئة، وإنني غير مقتنع أن خطة/ نموذج العمل – Business Model هي السبب الأهم لنجاح الشركات أو فشلها وأن هناك العديد من الشركات الناشئة تنجح نجاح كبير بدون وضع نموذج أعمال متقن لدرجة أن من يقوم عليها وعلى نجاحها ربما يكون بدائي جدا في طريقة وضعه للخطط وتنفيذها (ثم التخطيط يأتي بعد ذلك لاستمرار نجاح الشركة)، وهنا انا لا اقلل ابدا من قيمة التخطيط، لكني مقتنع أن التنفيذ على سبيل التجربة يجعلك تعرف أكثر عن السوق وهذه التجربة تجعلك تستطيع التخطيط جيدا فيما بعد.

السبب الثاني هو أنه وضح لي ما كنت ابحث عنه كثيرا، لماذا قمت كثيرا بأفكار – كنت أعتقد أنها عبقرية لم تنجح – وفي أوقات أخرى قمت بتنفيذ أفكار بسيطة ولكنها نجحت نجاح كبير، وأعتقد أن هناك تفاصيل كثيرة كانت السبب في ذلك، من ضمنها، وبالفعل – من أهمها – التوقيت الصحيح لدخول السوق.

قام بيل بوضع ال5 معايير الأهم لنجاح المشروع الناشئ كالآتي:-

  • التوقيت المناسب: يرى بيل أن التوقيت هو السبب الأكبر في نجاح أو فشل الشركة الناشئة، وضرب هنا امثلة لشركات مثل Airbnb وهو تطبيق يسمح للناس بتأجير بيوتهم للغرباء، وهو الأمر الذي يرى بيل أنه لم يكن لينجح لولا أنه جاء تماما بعد الأزمة المالية التي دخل فيها المجتمع الأمريكي، وهناك ايضا مثال شبيه، وهي شركة Uber، سر نجاحها أنها جاءت أيضا تماما بعد هذه الأزمة فاستغلت حاجة السائقين لدخل إضافي.
مشروع أوبر
شركة أوبر استغلت حاجة السائقين لدخل اضافي فحققت النجاح لشركتها الناشئة

في حين يضرب بيل مثال بشركة أخرى فشلت لأنها لم تدخل السوق في الوقت المناسب، وهو موقع ترفيهي، في أواخر التسعينات وكان يعتقد أنه سوف يحقق نجاح ساحق، لكن لم يحدث هذا النجاح بسبب أن الناس لم يمتلكوا Codecs لتشغيل الفيديوهات وهو أمر بسيط جدا لكن منع الفكرة من النجاح، لكن بعد دخول السوق بعدها بسنتين فقط تغير الأمر، لأن شركة Adobe فعّلت هذه الCodecs وأصبحت الفيديوهات تعمل بسهولة، وبالتالي تأخير التوقيت سنتين كان سبب في نجاح الفكرة.

  • الفريق – Team: فريق العمل يأتي في المركز الثاني من أجل نجاح المشروع الناشئ، وهنا لا احتاج سوى لمقولة أفضل مدير تنفيذي في القرن العشرين، جاك ويلش “الفريق ذو اللاعبين الأفضل يفوز”!
  • الفكرة – Idea: الفكرة تأتي في الترتيب الثالث، وهذا عادل للغاية من وجهة نظري، فالفكرة مهمة لنجاح المشروع لكنها ليست الأهم، لأن هناك الملايين من الأفكار العبقرية حول العالم تفشل، والأسباب عديدة، من ضمنها كما نتحدث الآن..
    ربما يكون بسبب التوقيت أو بسبب نقص الموارد والكفاءات للتنفيذ، وربما لأسباب أخرى.
  • نموذج العمل – Business Model: الخطة للتنفيذ هامة جدا لكن المشكلة أن الناس تدخل الأسواق بانطباعات مسبقة عن السوق، وغالبا ماتكون هذه الانطباعات خاطئة أو تحتاج لتصحيح ومراجعة مستمرة.

هذا يجعل نموذج أو خطة العمل مهمة للغاية، لكنها ليست أهم من عوامل أخرى مثل التوقيت واستيعاب واستقبال الناس للفكرة.

  • التمويل – Fund: هذا يتفق تماما مع وجهة نظري في المشاريع الناشئة، و كررته كثيرا.

لا يوجد العديد من المشاريع الناشئة التي تتوقف على التمويل، التمويل دائما يأتي أخيرا، والفكرة المميزة التي تجد استقبال جيد في السوق تمول نفسها بنفسها، أو تجد الكثير ممن يتمنى تمويلها للحصول على عائد منها، بل إن الملاحظة الأكثر أهمية هي أن المشاريع الناشئة التي تحصل على تمويل كبير في بدايتها لا تسمع عنها الكثير بعد ذلك، وهذه ليست قاعدة بالتأكيد، لكني لاحظت هذا الامر كثيرا، ربما لذلك أسباب من ضمنها أن أصحاب المشروع الناشئ يركزون كثيرا على الموارد ولا يركزون على الفكرة والسوق والمشترين، أو ربما هذه الأموال تضعهم تحت ضغط لا يجعلهم يتصرفون بشكل جيد لانجاح المشروع.

هنا مقالاتي عن المشاريع الناشئة والخاصة.

هنا فيديو بيل جروس الذي يتحدث فيه عن أهم عامل لنجاح المشاريع الناشئة.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى