الاستراتيجية والتخطيط

تعلّم استراتيجية Apple في تسويق iPhone

إذا سمعت في التلفاز مدير شركة يقول أن منتجه سينجح مثل نجاح أي فون في العالم .. هل ستصدقه؟

بالطبع لا، ستشك كثيراً في كلامه و تأتي بجميع الأدلة التي تثبت عبقرية Apple التسويقية و براعتهم في تصميم آيفون و إقناع العالم كله بتأثيره على مستقبل التكنولوجيا .. بل ايضاً ستعين نفسك متحدث رسمي يدافع عن انفراد Apple كأقوى براند في التاريخ و عن ذكاء Steve Jobs التسويقي و استغلاله للفرص التي لن تتكرر مرة أخري!

ابل

و لكن سيثير فضولك سبب نجاح هذا البراند العظيم، ما الذي جعل اي فون يمتلك كل هذه المكانة و الشعبية و يلتصق في أذهاننا بالعبقرية و التميز و الإبداع ؟ هل كان نتيجة للمنتج فقط و مزاياه ؟ أم للاستراتيجية الفريدة التي اتبعها Jobs حتى وصلت مبيعات أي فون إلي 822 مليون وحدة من 2007 الي 2015.

استراتيجية جوب

استراتيجية Apple تتلخص في هذه الصورة .. ببساطة Apple جعلت الكل يظن أن iPhone مخصص فقط للطبقة الأرقي اجتماعياً و ثقافياً في العالم عن طريق (استراتيجية الرفاهية The Luxury Strategy) .. بعدها انتقل iPhone لاستراتيجية تساعده على التوزيع والتوسع بشكل جبار .. ليخرج من إطار الطبقة الراقية (و لكن) دون أن يشعر العملاء بذلك إطلاقاً !

لتحقق Apple أرباح أكبر و لتحصد الكثير من تطبيقها Luxury في البداية ..

هذا ما سنركز عليه في هذه المقالة .. كيف استطاعت تطبيق الـ Luxury و المزج بينه و بين الMass Marketing او (تسويق الكتلة الأكبر) بطريقتها الخاصة دون أن يشعر أحد بذلك ؟ .. و الدليل اننا نحتفل مع Apple اليوم ببيع مليار iPhone .. و نتعجب كيف أن الجميع يمتلكه و أن سكان أمريكا المتوسطين اجتماعيا middle class يستخدمون الـ iPhone؟

عندما تعرض منتج راقي على الطبقة المتوسطة .. في البداية سيأملون في الحصول عليه و ينبهرون بمدى مثاليته .. فإذا ادخلتهم بعد ذلك ضمن اهتماماتك و استطاعوا شراءه .. ستكسب حبهم للأبد و وفاءهم لهذه القطعة الفنية التي لم يتخيلوا امتلاكها ابداً .. ما فعله أي فون هو أنه لم يجعل عميل الطبقة الراقية يشعر بذلك التوسع .. لأن Apple أتقنت صنع أي فون فجعلته صورة من المثالية لن تستطع أي شركة منافسه أن تستهدف الطبقة الراقية مثلما فعل .. لذلك كسبت Apple سوق الطبقة الراقية High-End Consumer و الطبقة المتوسطة ايضا !

إذا افترضنا انك ستتبع نفس الاستراتيجية ف يجب أن نبدأ ب (iPhone First Generation (iPhone 1 الذي كان نقطة انطلاق

الجيل الجديد و أول انطباع يأخذه العالم عن هذا المنتج .. و هذا الانطباع هو ما استغله Jobs في التسويق!

إستراتيجية الرفاهية (The Luxury Strategy)

هي استراتيجية مخصصة لمستهلكين الطبقة الراقية من المجتمع .. يتميز منتجها بثلاثة عناصر :

  1. غير معروض.
  2. بالشكل الكافي بل محدود جداً.
  3. صعوبة شراءه مقارنة بالمنافسين.
  4. السعر المرتفع المكلف على باقي الطبقات، و المناسب لأعلى طبقة و أكثرهم ثراء.
classification%2Bof%2Bgoods%2Badam%2Bsmith%2Bmarketing%2Btoday

تعتمد هذه الاستراتيجية في المكسب علي أعلي مستويات الـ branding ..

مما يجعل منتج طبيعي تكلفته لا تتعدى 20 دولار يكون سعره أكثر من 550 دولار .. عن طريق حصره فقط على الطبقة المرفهة التي تقدر على شراء منتج يدل على ثراء صاحبه و اتباعه أحدث الصيحات و أغلاهم .. فيتمتع بتميزه عن الجميع و بذوقه الراقي الفريد.

و هذا هدف البراند .. أن يجعل سعر الLogo أعلي من سعر المنتج نفسه.

لماذا تنجح ال Luxury ؟

لأنها تجعل الغير ضروري علي الإطلاق في الحياة اليومية .. مرغوب بشدة Luxury is a non-necessity made desirable.

فإذا لم تحتاج سوي الانترنت السريع و المكالمات في الموبايل (و هذا ما يقدمه أي موبايل) .. ستتمنى حصولك علي الأيفون لأنه يشعرك بتميزك و أناقتك.

تعتمد أيفون بشكل أساسي علي المشاعر .. فهي تبيع للعميل منتج يعطيه الحق في التباهي بمظهره و الترويج عن ما يشعر به (ترويج المشاعر) promotion emotions .. فيستخدمه لإظهار ثقته و مستواه الراقي، و إظهار مدى استمتاعه بالحياة Pleasure quality .

156281 I Love You More Than My Iphone

بدلاً من محاولة تقليل التكلفة أو الاكتفاء بحل مشكلته .. ببساطة Apple باعت للعملاء خدمة (التباهي و الأناقة) و لم تبع لهم وسيلة تواصل تكنولوجي فقط.

قانون ال24 للتسويق المضاد

أو ال24 قانون العكسي للتسويق: تتكون هذه الاستراتيجية من 24 قانون عبقري قد يكون معظمها ضد المنطق التسويقي .. و لكن في الحقيقة هم السر وراء أعلى نسب مبيعات في التاريخ و سبب ارتفاع القيمة السوقية للعديد من البراندز.

انسي أمر الـ Positioning .. منتجك لا يُقارَن:

من أهم عناصر التسويق التي لا خلاف على وجودها هي الـ Positioning أو الصورة الذهنية و الوضع التسويقي الذي يبنيه منتجك في عقل و مخيلة العميل .. الـ Positioning هو قلب التسويق .. تبني من خلاله ميزتك التنافسية الفريدة Unique and Convincing Competitive Advantage التي تميز منتجك عن المنافسين و تجعله أفضل دائماً في عنصر تنافسي واحد بالتحديد .. يعمل الPositioning أيضاً علي عملية اقناع العميل بشراء المنتج و اتخاذ قرار الشراء عدة مرات و ليس مرة واحدة فقط .. فيسيطر على سلوكه و يجعل المنتج هو المفضل الي قلبه Unique Selling Proposition لكن في الـ luxury يحدث العكس .. المنتج هنا لا يحتاج لاقناعك! بل الجميع يتمنى فقط النظر اليه او تجربته لصعوبة شراءه .. بينما هو يمتنع عن البيع و يختار هو المشتري و ليس المشتري من يختاره!

هل القطار أسرع أم البحر أعمق ؟ تظهر قيمة المنتج الراقي أعلي بكثير من المنافسين بحيث تصعب مقارنته بهم .. فلن يحتاج لـ position ينافسهم به .. فهو لا مثيل له .. في تجربة هذا المنتج تعطيك شعور بالتميز و المثالية لن تشعر بها مع أي منتج آخر.اسم المنتج أصبح هو الصفة و الميزة التنافسية .. كاسم لاعب كرة مشهور له معجبينه المتعصبين.

هل لمنتجك عيوب كافية لصنع روح جديدة ؟

العيوب هنا ترجع للصناعات اليدوية التي لم تدخل فيها الماكينات و المعروف انها الأرقى والأكثر أناقة .. فتكون مصنوعة خصيصاً لأغني الطبقات في العالم من أجود الخامات .. و يلزم تصنيعها الرعاية الكاملة والدقة المتناهية .. و هذا ما يجعلها فريدة .. المقصود هنا تصميم هوية مختلفة مميزة و شخصية كاملة للمنتج تستحق الوصف .. و لهذا نجد عملاء اي فون او المنتجات النادرة هم أكثر العملاء معرفة بمعلومات عن منتجهم .. ليستطيع التباهي به وسط مجتمعه او الدفاع عنه كما يفعل مستخدم الايفون من طرح الميزات التقنية والتصميمية .

و كان سلاح اي فون هو المزج بين التصميم الفني المبدع و الشخصية التكنولوجية الفريدة التي تعبر عن vision الشركة من الأساس.

apple%2Bvision%2Biphone%2Bmarketing%2Btoday

فإذا قلت لك ان ساعة اليد هذه صنعت خصيصاً لأجلك انت فقط .. علي يد أمهر مصممين الساعات في العالم .. تتميز بالدقة و من اغلي الخامات.

أو أن حقيبة اليد النسائية هذه لم يصنع منها سوى 3 قطع من جلود نادرة جداً و ثمينة. ستقتنع فورا بقيمة هذا المنتج و اهمية اقتناءه و التظاهر به.

لا تهتم برغبات العملاء .. ما تفعله هو فن!

أليس من الطبيعي أن تستمع لعملاءك ؟ .. تعرف مشاكلهم لتحاول حلها ؟ أو تنفذ مطالبهم دائما لتحصل على اعجابهم المستمر ؟ ليس هذا ما يحدث في الـ luxury ..

المنتج الراقي يصنع الاحلام .. يصنع ما لم تتخيل الجماهير وجوده .. إذا توقع العملاء منتجك قبل نزوله .. ف انت لن تبهرهم .. فاجئ عملاءك بما هو أفضل .. اعرف مشكلة العميل و ما يعاني منه .. و لكن لا تسمع منه حلول .. لأنها دائما تكون تقليدية على ما تصنعه أنت من إبداع و لهذا يصنف المسوقين منتجات ال Luxury بالفن ! ف لن يعرف قيمة الموناليزا أكثر من فنان يعشق الرقي و التحضر.

steve%2Bjobs%2Bmarketing%2Btoday

و هذا ما قام به Jobs ..

لا تختبر منتجك

هل تعلم ان ستيف جوبز قرر خوض تجربة iPhone بدون أي بحث تسويقي ؟
ستيف اقتبس بحث نوكيا التسويقي عن هاتفها الأول الذي يعمل باللمس في العالم .. و الذي كان يتضمن مدي قبول العملاء لهذه التكنولوجيا ..

لكنه لم يهتم بآراء العملاء كما فعلت نوكيا .. و هذا ما اسميه (بالسرقة المشروعة) لأنه طبق من خلال هذا البحث منتجه و لكن أضاف له وعدل كل أخطاء Nokia التنفيذية .. فالفرق هنا في طريقة تنفيذ الأفكار و هذه هي بصمة Jobs المعروفة .

great artists

قانون لا تلجأ للمستشارين و رأي المختصين و لا تقلل التكلفة!

المستشار التسويقي يقول لك كيف تفعل مثل جميع الناجحين .. ببساطة انت لست مثلهم .. أنت لا تنتمي للقواعد العامة لتتبعها ..

و المستشار الإداري و المختص هدفهم تقليل التكلفة .. فهم غير مدعوين أيضاً .. أنت تُظهِر للعملاء دائماً انك مكلف (باعتبارك منتج راقي) فإذا لم تؤمن بذلك في الكواليس فأنت هالك.

jaguar wallpaper 1

كما حدث لبراند Jaguar عندما اشترتها Ford ولم تستطع اقناع العملاء بانها مازالت Luxury وسعرها كما كان .. حتى اشترتها شركة TATA الهندية لإعادة البراند القوي من جديد.

تجربة اي فون هي أقوى مثال على أن رؤية البراند يجب أن تكون نابعة من عقل مفكر واحد .. يقود المؤسسة من خلال الثقة التامة.

استبعد الغير مهووسين بقيمتك

في التسويق التقليدي .. تهدف الشركات إلي اصطياد عملاء المنافسين أحياناً .. ويقاس على ذلك زيادة المبيعات و مدي كفاءة و أداء المديرين على جذب العملاء الجدد.

فيتم مزج المنتج بميزات مواكبة للعصر و لكنها مشابهة للمنافسين و لا تعبر عن قيمة المنتج و هويته المستقلة و هذا ما تفعل الLuxury عكسه تماما !

بل هدفها إستبعاد أي عميل غير مهووس بأهمية و قيمة المنتج و قوانينه .. التي غالباً تكون حادة و يطلب الكثير من غير القادرين على الشراء تعديلها .. و لكنها مبادئ الشركة غير قابلة للتعديل أي فون لا يقبل تحميل البرامج من مصادر مفتوحة للجميع ليضمن الأمان و الخصوصية .. و هذا مبدأه.

اكتشفوا في بافاريا ان BMW استبعدت في استراتيجيتها 80% من الشعب و ركزت فقط على 20% ممن يقدسون هوية BMW و ليس مجرد معجبين.

و قد استخدمت Apple هذه النقطة لعدة سنين و لكن الابداع انها غيرت القليل منها ليشمل إدخال بعض العملاء الجدد من الطبقة المتوسطة الأمريكية دون أن تتأثر هوية أي فون عند الطبقة الراقية.

لا تستجيب لزيادة الطلب

في التسويق التقليدي .. من الأهداف الأساسية هي زيادة عدد الوحدات التي تضخها الشركة في منافذ البيع الكبيرة في حالة زيادة الطلب عليها .. وتنافس على الحصة السوقية السنوية بخشونة لتظهر للعميل كثيرا في منافذ البيع المتعددة و يظن أنها رائجة و تكسب قبول و اعجاب مشتريها.

في ال Luxury .. إذا زاد الطلب .. ف لن يزيد العرض .. و يتلهف المشتري إلي موعد نزول المنتج بدلاً من كمية توافره في الأسواق التي تجعله واثق من إمكانية شراءه في أي وقت .. ف ينتظر محبين iPhone في الصفوف الأولى بصبر أيوب لأن عدده محدود جداً و يتوفر فقط لأسبقية المبادرين بالشراء .. كالمزاد تماماً.

104438073

كلنا نعلم أن أي فون منافذ بيعه محدودة جداً و نري علي مواقع التواصل كم الصفوف و التجمعات لشراءه في يوم الاصدار وكأنه احتفال أو عيد سنوي.

و لذلك تهدف iPhone إلي ارتفاع نسبة تردد الاستهلاك consumption frequency .. و هو (عدد مرات شراء المنتج من عميل واحد) .. و ليس هدفها الحجم السنوي و عدد العملاء الجدد .. هامش صغير من العملاء .. يأتي بمكاسب كبيرة.

و من الطريف ان أي فون اقتحم ثقافة الهدايا التي تعبر عن حب الناس لبعضها .. هذا ما لم يستطع أي براند منافس تنفيذه لتوافره في الأسواق.

إرشد عملاءك لتسيطر عليهم

يجب أن تتخذك الجماهير قدوة و مقياس للمقارنة (أي فون اصبح مقياس للمقارنة ك مقياس السرعة و الجودة بمجرد ذكر كلمة أبِل فقط) ..

أن تُظهِر حسن نواياك بأنك تريد الأصلح للكوكب و الأقرب لسلامتهم .. فمنتج Apple يساعد الناس على الإبداع و يخدم العميل بتقديم الجودة حرصاً على سلامته و خصوصيته أولاً .. و مستقبل التكنولوجيا و الحفاظ علي حقوق النشر ثانياً لتزدهر الصناعات .. حتي و إن كانت النوايا عكس ذلك ..

منتجك صعب شراؤه و غير متاح اونلاين للجميع ..

لا يمكنك مقابلة الرئيس بدون أخذ معاد مسبق .. بتقليل منافذ البيع و إجراءات فتح الموبايل المعقدة و إضافة سعر لمجرد فتحه وتعاقد الشركة مع الوكلاء الرسميين فقط .. أصبح آيفون مميز لمن يشتريه.

من غير المنطقي أن تبيع قطعة أثرية أو جوهرة نفيسة اونلاين !
هكذا هي الملابس و الاكسسوارات و السيارات النادرة .. يجب أن يتفحصها العميل بنفسه ليضمن جودتها و مصداقيتك.

حافظ على عميلك من العامة.

هل تعلم لماذا توجد بعض التطبيقات على Apple Store غير مجانية و هي علي باقي الأسواق مجانية او يمكن تنزيلها ؟

لتمنع Apple الشراء عن غير القادر مادياً على أسعار التطبيقات .. فتحافظ على الفئة الراقية .. و إذا تحمل التكلفة مقابل شراء البراند .. فسيكون سعيد للغاية بتضحيته و سينتمي للبراند إلي الأبد .

لهذا تجد معظمهم يقول لا أستطيع التعامل مع الاندرويد بعد أن اعتدت على آيفون
قوانين التواصل والإعلان

الدعاية ليست هدفها البيع .. هدفها الغموض

هل تعلم ان ميزانية الدعاية و الاعلان iPhone لا تُذكَر و عدم الاهتمام بها هو استراتيجية مقصودة ؟
فApple لا تريد استعراض Luxury لأنه شئ يجري وراءه الجميع و ليس العكس ..

فإذا أظهرت جزء صغير أو اشاعة عن المنتج الجديد .. سيزيد من التشويق واللهفة و الغموض .. إنما إذا أظهرته بالكامل وكشفت مميزاته في إعلان .. ستهدأ الحرب و النقاش الحاد بين المتعصبين لأنك أعطيتهم حل اللغز بسهولة ..

و لذلك لن تجد أكثر من اشاعات جماهير اليوتيوب حول تصميم آي فون القادم و مميزاته .. من يفعل إعلان لمن !

إعلانات أيفون تنقسم إلى إعلان طويل جداً .. يستعرض معلومات مبنية على ثقافة العملاء (لا تريد جذب العملاء الجدد) و اعلان يتواصل مع الجمهور بشكل بسيط و غير منطقي بل كوميدي احياناً !

احترس من المشاهير فى الدعاية

فرق كبير بين ظهور نجم مرتدي ملابس أنيقة من براند كبير (مجال الازياء و الموضة) ليقنع معجبينه بالمنتج و بين أن هذا النجم يستخدم بالفعل أي فون في حياته العملية وراء الشاشات .. و هنا هو لا يجذب معجبينه للبراند فقط .. بل يقنع العملاء الأوفياء بأهمية تمسكهم بالبراند .. و يقنع جميع المشاهير بشراءه أيضاً .. ليصبح البراند أسلوب حياة و ليس اختيار صحيح أو خطأ.

George Clooney Omega Campaign Shoot

كما نجد في براندات العطور .. يكون الإعلان قصير و لا يركز على النجم بزيادة .. بل يجعلك تقتنع ان النجم هو من اختار المنتج و ليس العكس.

تواصل مع الفئة الغير مستهدفة

في التسويق التقليدي إذا أنفقت جنيه على الدعاية .. يجب ان يرجع لك باستثمار Return on Investment و لكن منتجات ال Luxury يجب أن يعلم بها الجميع حتى أفقر فئة مادياً Brand Awareness .. حتى يظن الناس أن من عيوبهم الشخصية عدم حفظ اسامي البراندات و الاطلاع عليها أو تجربتها.

استخدم Jobs فكرة الـ story telling كأقل الطرق تكلفة .. بأن ينشر قصة نجاحه الشخصي و نجاح البراند بذاته مع بعض العوامل العاطفية المؤثرة فينشر قصة الإبداع و الإصرار و يُلهِم العالم.

jobs speech

قوانين التسعير

اجعل السعر المتوقع أعلي من السعر الحقيقي

إذا توقعت الفئة المستهدفة سعر المنتج و تفاجأت بعد الإعلان أن السعر الحقيقي أرخص مما توقعوا .. هذا هو ال Luxury .. ولكن Apple كسرت هذا القانون في الكثير من المناسبات.

عندما أعلنت Apple عن سعر iPhone 5C البلاستيك و استهدفت آسيا به .. كان الجميع يتوقع أنه أرخص ايفون سيتم إصداره بمتوسط 300 يورو ..

iPhone%2B5c%2B %2BMarketing%2Btoday

و لكن ما حدث أنها تمسكت باستراتيجيتها وأعلنت سعر 550 يورو بدون أي منطق ! أضافت فقط العديد من الألوان لاختلاف الأذواق ..

و الغريب ان هذا ما زاد من مبيعات المنتج .. الثبات على الاستراتيجية لكسب المصداقية.. و هذا دليل أن أي فون لا يصدق أنه Luxury .. إنما ينشر هذا..

ال Luxury هو الذي يقرر سعره

كلما أردت إثبات أن منتجك راقي كلما زاد سعره .. لأنك لا تخاف من قلة الطلب خدعة iPhone SE قامت Apple بفكرة غريبة عندما وجدت الكثير من عشاقها لا يفضلون مقاس iPhone 6 الجديد بل يريدون استرجاع نفس حجم 5S المناسب لليد ..

فأعلنت Apple عن فكرة استبدال 5S لمن يريد .. فقط ستذهب للفرع وتستبدله بـ iPhone 6S و تدفع الفرق .. لتستخدم Apple خامات 5S في إنتاج iPhone SE النسخة الأخيرة حتى الآن.

iphone%2B5s%2Bvs%2Biphone%2Bse

تكلفة الشركة كانت صفر في هذه اللعبة العبقرية .. أنتجت SE و باعته بنظامه الجديد و تعديل الكاميرا فقط ! و بالتأكيد نفس السعر المرتفع.

كلما مر الوقت زاد سعر منتجك

في بعض حالات ال Luxury كالساعات و السيارات الكلاسيكية يعلو سعرها و قيمتها مع مرور الوقت .. و بعضها كلما نزل إصدار جديد يعلو سعره نسبياً لأنه يستغل تمسك العملاء به.

أيفون يستغل دائماً الBrand price وينزل بأعلى سعر في السوق و الغريب ان بعض مميزاته التقنية أقل من منافسيه .. كالكاميرا الأمامية و جودة الشاشة و التسجيل الصوتي و لكنه يراهن على حب العملاء للمنتج ..

و هذه عبقرية في التسعير و التصميم .. فلا يزيد من تكلفته لأنه سيبيع دائماً .. و يوفر التقنية الحديثة للإصدار القادم .

لا تقلل متوسط السعر مهما زادت المنافسة

ألا تتعجب ان سعر الايفون يبقي دائماً أعلي مهما تأثر السوق بعوامل المنافسة ؟ فتجد سامسونج و سوني أنتجوا أكثر من 3 اصدارات جديدة .. بينما آيفون القديم لا يزال سعره عاليا ؟
ال Skimming price هو سعر أي منتج تكنولوجي جديد يريد ان يستفرد بمميزاته قبل نزول المنافسين بمميزات مشابهة .. ف يكون بأعلي سعر له .. أي فون هدفه ألا يقل عن هذا السعر كثيراً عندما يتزاحم المنافسين .. لأن مبدأه واضح من البداية ..

هو لا يقارن و لا ينتظر العميل المتساهل الكسول .. بل المتعطش للمنتج سريع القرار.

لا تبيع

ألم تلاحظ أن Apple هي الوحيدة التي تطرح خط إنتاج واضح (iPhone 4,5,6) و معه اصدارات لا تزيد عن 3 كل سنة أو أكثر ؟

فهي تجعل الاختيار بين منتجاتها أسهل من المنافسين .. بدون تعقيد .. هذا هو المنتج المناسب لك .. نحن نعلم أكثر منك ما سيريحك ..

و هذا يعكس مصداقيتها أن المنتج المثالي واحد ليس أكثر .. و بالطبع تستغل هذا في تأجيل إصدار أي جديد لأن السوق يعمل جيداً دون تدخلها .. فتمتلك Apple حرية القرار في التصميم والميزات الجديدة بدون استعجال أو محاولة لإرضاء العميل.

لا تحرك مصنعك

في التسويق التقليدي .. تقليل تكلفة المصانع أمر مهم .. حيث يمكنك نقل المصانع للبلاد صاحبة المواد الخام وتكلفة العمالة القليلة.

BMW%2BMarketing%2Btoday

إنما في ال Luxury .. البراند جزء من ثقافة المجتمع و البلد .. فإذا تحرك مصنع BMW من ألمانيا سيفقد ثقة العالم لأن الجميع يعلم ان المحركات الألمانية هي الأفضل.

مصنع iPhone في الصين!! .. دليل آخر على أن Apple لا تتبع قوانين ال Luxury بل تضيف بصمتها الخاصة عليها.

باختصار .. Apple حولت منتجها العادي إلي Luxury .. و حولت منتجاتها الذهبية و اكسسواراتها الثمينة من Luxury إلي فئة الـ Niche Market وهو سوق أثرى الأثرياء في نظرها .. أو قمة الهرم الاجتماعي بالمعنى التقليدي للتسويق.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

‫29 تعليقات

  1. شكرا لهذا التقرير القيم الذي يعكس الصورة الجديدة للتسويق من زاوية مختلفة غير تقليدية اى كل المعتاد..واستفادت ابل من السياسات التسويقية لسامسونج ونوكيا وعدلتفيها البسيط من خﻻل مﻻحظتها لسلوك العمﻻء وكيفية التعامل معهم..والتركيز علي الفجوة طبقة اﻻثرياء وتلبية طموحاتهم..مستفيدة من قوة البراند ﻻابل وسمعت البرامج التي ارتبطت باجهزة الكمبيوتر

  2. شكرا لهذا التقرير القيم الذي يعكس الصورة الجديدة للتسويق من زاوية مختلفة غير تقليدية اى كل المعتاد..واستفادت ابل من السياسات التسويقية لسامسونج ونوكيا وعدلتفيها البسيط من خﻻل مﻻحظتها لسلوك العمﻻء وكيفية التعامل معهم..والتركيز علي الفجوة طبقة اﻻثرياء وتلبية طموحاتهم..مستفيدة من قوة البراند ﻻابل وسمعت البرامج التي ارتبطت باجهزة الكمبيوتر

  3. تسمحلي أضيف مع كلام حضرتك الرائع .. ان سر أبل فعلا كان في شخصية ستيف المستقلة الكارهة للروتين و الإتباع .. هو مزاجنجي إذا لم يجد في التسويق ما يرضيه .. يصنعه بنفسه و يتحمل كل مخاطر اللوم و الخسارة .. و اليك مثال بفيديو يوضح طريقته في التفكير و العصف الذهني مع فريقه الذي هرب اليه بعد طرده من شركته
    https://www.youtube.com/watch?v=BNeXlJW70KQ

  4. مقال رائع
    هنا السر "ببساطة Apple باعت للعملاء خدمة (التباهي و الأناقة) و لم تبع لهم وسيلة تواصل تكنولوجي فقط."

  5. احترم استراتيجية آبل جدا ومعجبة بذكاءهم ، واعتقد ان مغامرتهم تعتمد بشكل كبير على الفهم في علم النفس وفهم طريقة تفكير العملاء .

    شكرا لجهودك مقال جميل .

  6. انت برنس علي فكره
    و مقالاتك كلها تدل مش بتكتب اي حاجه
    حتي لو ونقلهم مشكور جدا بردوا

  7. ما شاء الله تبارك الله. من افضل المقالات اللي قرأتها وأكثرها بساطة ومعلومات بنفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى