ريادة الأعمال

تعلمت من أخطائى – 7 : كيف تموّل مشروعك الناشئ

  • تحديّات أى مشروع تجارى

أي مشروع ناشئ في العالم يجب عليه أن يجيب عن 4 أسئلة أساسية تتعلق بالإدارة، وهم: كيف سنجلّب موظفين مؤهلين (HR). كيف سنسوّق للمنتج أو الخدمة التي نقدمها (Marketing)، كيف سنموّل المشروع (Finance). كيف سيتم إدارة المشروع و إخراج المنتج أو الخدمة بشكل جيد (Operations).

أصعب سؤال في هؤلاء الأربعة هو التمويل، لأن التسويق مثلاً تستطيع التغلب عليه عندما تكون من الذكاء لتجد بعض الطرق المجانية للتسويق أو المبدعة للترويج، وتستطيع بعلاقاتك أن تجلب أفراد يعملون بأقصى طاقتهم، حتى بفرض أنهم ليسوا على أعلى درجة من الكفاءة والخبرة والمطلوبة، الإنتاج هي نقطة قوتك أساساً وإلا لما فكرت في هذا المشروع، لكن التمويل هو السؤال الصعب فعلاً، كيف تأتى بمال لا تمتلكه من أجل أن يسير مشروعك على مايرام، و مشاكل التمويل هي سبب رئيسي في فشل الكثير من المشاريع الناشئة.

  • نيتشرز دايركت

هناك مصاريف يجب أن تشبعها في مشروعك، ولن يتم المشروع بدونها، وهناك مصاريف أخرى ثانوية تستطيع تأجيلها لوقت متأخر.

في مشروعنا niche direct كنا في حاجة لمصاريف أساسية مثل عمل موقع إلكتروني قوي جداً من أجل وضع إعلانات الشركات عليه، ووضع صفحات بها تفاصيل عن المنتجات والخدمات التي يقدمونها، وكنا نحتاج كاميرا تصوير بجودة عالية لتصوير المنتجات التي تقدمها الشركات، أيضاً هناك مصاريف تتعلّق بموظفين يعملون معنا في أدوار لا يجيدها مؤسسو المشروع.

في هذه الحالة لجأنا إلى تمويل المشروع من جيبنا الخاص، لا أتذكر إن كنا اقترضنا أموال من أحد، لكن الجزء الأكبر من التمويل كان من أموالنا الخاصة.

هناك جزء يتعلق بصرف تلك الأموال بشكل خاطئ، راجعه في هذه التدوينة.

  • الخدمات أفضل

في حالة نيتشرز دايركت كان الأمر أكثر يسراً من ناحية التمويل لأننا نقدم خدمة، والخدمة أفضل كثيراً من ناحية التمويل إذا قارنتها بالمنتج، هناك حالات يُرثى لها لأشخاص مولّوا مشاريع ضخمة قائمة على منتجات ولم يجنوا منها شيء، المنتج تمويله أصعب، وخسائره أكبر كثيراً، على الرغم من أني أحتفظ بوجهة نظري بأن للخدمة عيوب تتعلق بصعوبة تسويقها، و سهولة دخولها يجعلها سهلة المنال وسهلة الدخول بالنسبة للمنافسين، كما أن إغلاق الصفقات فيها أصعب من المنتج، لكن تظل ميزتها الرئيسية التي لا جدال فيها أن أغلب الخدمات تستطيع أن تُقيمها بأقل تمويل ممكن.

لم نستطع على الرغم من ذلك إستكمال تمويل المشروع، لم يكن ضمن قدراتنا التمويلية لأننا أدرنا عملية التمويل بشكل خاطئ، الأمر الثانى أننا أدرنا المشروع أصلاً بشكل خاطئ، و الأمران متعلقان ببعضهما البعض.

  • القروض

مبدئياً دعنى أخبرك رأيى أن القروض مهلكة للمشاريع الناشئة، يكفى أنها تجعل ذهنك مشتت وغير قادر على التركيز على مشروعك والإنجاز والإبداع فيه لأنك تحت ضغط أموال يجب عليك دفعها لشخص أو جهة من الجهات.

هناك من يرى أن القروض هي الحل الوحيد، لكنى أعتقد أن هناك الكثير من الحلول الأكثر ذكاء من هذا الحل الذى يضيع تركيزك و ذهنك في الإتجاه الخاطئ.

  • المشاركة

من وجهة نظرى أن المشاركة هي أفضل طريق لتمويل أي مشروع، أن تجد أحد الشركاء الذى يدخل بماله في مقابل نسبة من المشروع.

الآن وبعد سنين من نيتشرز دايركت أؤمن تماماً بأننا كان يجب أن نموّل الجزء الخاص بالموقع الإلكترونى ولأنه جزء أصيل وهام من المشروع ككل عن طريق شريك يعمل في البرمجة، سوف يدخل المشروع بمجهوده ووقته في برمجة الموقع و دعمه المستمر له فنياً، وسيكون شريك له حصة من المشروع.

أيضاً جزء التصوير، أرى أنه كان يجب علينا أن نبحث عن شريك مؤمن بالفكرة ويفهمها جيداً ليدخل معنا بإمكانيات التصوير سواء من الناحية الفنية او الناحية المادية وتوفير كاميرا وأدوات لغرض تصوير الشركات والمنتجات وأيضاً يحصل على حصة.

فكرة المشاركة قد تبدو أنها تقلل هامش الربح، وقد تفعل فعلاً، وهذا موضوع يطول شرحه ومناقشته، لكن في النهاية إذا كان الجزء الذي تبحث فيه عن شريك هو جزء أصيل وسبب رئيس في نجاح المشروع فمن وجهة نظرى يستحق أن تُدخل معك شريك متخصص ليقوم بالأمر وتقوم أنت بجزءك الذي تبرع فيه.

قد لا تجد شركاء يستطيعون دعمك في المشروع فنيا، لكن حينها يمكنك إيجاد شريك يدعمك مادياً بشكل واضح و بأرقام ونسب متفق عليها قبل بداية اتفاقية الشراكة، وحينها سوف تتشاركون في الربح والخسارة، وأعود لأؤكد أن هذا الأمر يريحك نفسياً ويزيل عنك ضغط مالى كبير، وسوف تركز بشكل أكبر على مشروعك وجنى الارباح منه.

كيف تقنعهم بالتمويل

هنا تكمن المشكلة الأكبر، كيف سُتقنع أحدهم بتمويل مشروعك الناشئ؟ أعرف أن الأمر صعب، لكن صعوبته تقل بشكل كبير جداً عندما يبدأ مشروعك الناشئ في الظهور، عندما يكون له خطة واضحة المعالم، حققت منها حتى لو الشئ اليسير، حينها يبدأ اقتناع الناس بك وبما تفعله وتبدأ عجلة التمويل القائمة على فكرة المشاركة في الربح والخسارة تسير بشكل جيد.

تمويل مشروعك الناشئ

لن يقتنع الكثير من الناس بما تفعل إلا عندما تبدأ في وضع تصور شامل ومتكامل ودقيق عن مشروعك، أما البديل هو أن يكون مشروعك في الفعل وله شكل واضح وأصبح يأتي حتى بأقل الأرباح، حينها يبدأ الاقتناع، أما من يبحثون عن المشاركة وهم (صفر)، وهم حتى لا يمتلكون خطة دقيقة لمشروعهم، فهذا لا يُعقل.

أما بالنسبة لمن يستطيع تمويلك وأين تجدهم، فلو قمت بعمل بحث بسيط على الانترنت فستجد الكثير من المنظمات التي تموّل المشاريع الناشئة، انتقى إحدى الجهات التي تشارك في الربح أو الخسارة و تكلم معهم، ولكن رأيى أن هناك طرق أكثر إذا فكرت بشكل أكثر دقة وبساطة.

حولك الكثير من الأشخاص الذين يضعون أموالهم في بنوك وعقارات وذهب وغيرها من الأماكن التي تأتى لهم بعوائد بخيسة بعد وقت كبير، لكن المشاريع التجارية الناجحة تأتى بأرباح كبيرة أضعاف الطرق التقليدية الأخرى في استثمار الأموال، أي شخص يدخّر ماله فهو هدف لك، يجب عليك فقط أن تفعل الآتى لكى تقنعه:

  1. ابدأ مشروعك على أصغر
    نطاق – scale  ممكن. عندما أعود لنيتشرز دايركت ومع فهمى الدقيق للفكرة، سوف أنفذها على أصغر نطاق ممكن بدون اللجوء لموقع إلكترونى أو شراء كاميرا تصوير بجودة عالية، ربما كنت سأستخدم صفحة فيس بوك، او قناة يوتيوب، مع استعارة كاميرا من أحد المعارف بأقل التكاليف الممكنة، وعندما تظهر للفكرة ملامح حقيقية وعندما يبدأ المشروع في جنى الربح سوف أقوم بالبحث عن شريك للتمويل وإقناعه بشكل يسير.
  2. الشريك بالمال يحب الأرقام، يجب أن تكون الأمور واضحة، ما هي تكاليفك المحتملة، وأرباحك المتوقعه خلال سنة مثلاً، وكيف ستحصل عليها، كيف ستتم إدارة المشروع وكيف ستحل مشاكله، وماذا ستفعل إذا حدث مشاكل في الإدارة أو لم تحقق الأرباح المطلوبة، كلما كنت تتحدث بالأرقام وبدقة سوف تقنع الناس بالدخول معك كشركاء، كلما كنت تتكلم بحماس أجوف بدون وضح أرقام في حيز زمنى، فسيكون من الصعب جداً جلب شركاء يدعموك مالياً.

أخيراً أكرر لك نصيحتى مما تعلمته..

إذا أدرت مشروعك تمويلياً بشكل خاطئ فسوف تفقد تركيزك وتهدر مواردك في الاتجاه الخاطئ، وإذا أدرت مشروعك تمويلياً بخطوات محسوبة وبذكاء سوف تضع كل تركيزك فى الإتجاه الصحيح وسوف ينمو مشروعك أسهل وتحقق منه الأرباح التي تحلم بها.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى