الترويج والإعلان

منوعات تسويقية – 2 : الصين (الجديدة) – الإعلان ب (المقارنة)

صُنع فى الصين

ترتبط الصين ومنتجاتها فى بلادنا بصورة ذهنية سيئة للغاية، دعونا على الأقل نقول انها صورة المنتج قليل الجودة، أو بمعنى أدق، هو ذلك المنتج الذى يقدم خدمة أو منتج بكفاءة أقل من المنافسين مع سعر أقل كثيراً منهم، وهذا ليس عيباً، إنها استراتيجية تسويقية بالفعل تلك التي تقدم فيها الشركة منافع أقل من المنافسين بسعر أقل كثيراً – Less Benefits for Much Less Price، ولكن الصين (الحقيقية) ليست كذلك.

الصين لم تكشّر عن أنيابها بعد، فأعتقد أنه مازال بإمكانها الكثير، وعلى الرغم مما أخبرك به الآن، فهى بالفعل عملاق عالمى يحسب له الجميع ألف حساب، ودعونا نتكلم تسويقياً.. الصين هى ملجأ الشركات الكبرى الآن وهى تغيّر بالفعل كثير من الاستراتيجيات وكثير من البرامج التسويقية.

أكبر ميزة فى الصين، والتى ربما تكون عيب فى كثير من البلاد، هى الكثافة السكانية الهائلة، وهي بالفعل كانت مشكلة تؤرق بلد تريد الإنفاق على شعب يتعدى المليار نسمة، لكنها بذكاء مدهش وتخطيط بارع حوّلت هذا العيب لميزة كبيرة.

الآن تتميز الصين بأنها من أكثر البلاد فى العالم التى توّفر لك عمالة قليلة التكاليف وماهرة فى نفس الوقت. إن العمل والإنتاج بالنسبة للصيني هو الحل الوحيد لكى يتغلب على مشكلة الكثافة السكانية الكبيرة، وبالتالى مع وجود عمالة كثيرة وماهرة ومنتجة بهذا الشكل، سوف يتم تقليل تكاليف الإنتاج، وبالتالي تقل أسعار الشركات.

الصين تنتج جميع أنواع المنتجات بجميع درجات الكفاءة والجودة، ولكن للأسف تركيز التجّار فى بلادنا على جلب (الأرخص) جعل مع الوقت هذه المنتجات الصينية ترتبط لدى الناس ب(الأسوأ).

الآن بلاد العالم، وعلى الخصوص الشركات فى أوروبا وأمريكا، تلجأ إلى الصين وتبنى بها المصانع، معظم المنتجات الرائعة فى العالم تصنيع صينى! لماذا تستغرب اني اقول لك مثلاً ان الآى فون – Iphone الأنيق، وهو منتج من منتجات شركة آبل – Apple التي لا تقبل بالفعل منتجات قليلة الجودة، آى فون يتم تصنيعه فى الصين، و تكتب عليه الشركة هذا بشكل بارز بفخر!

الصين غيّرت المعادلات، وحتى لو الشركات لم تقلل أسعارها لأنها اعتمدت على تكاليف أقل من الصين، فهذا يعنى شئ آخر، أن هذه المصانع فى الصين أنقذت الشركات العالمية من ورطة كبيرة كبيرة، ولولاها ربما لم تستطع تلك الشركات العالمية أن تحافظ على أسعارها في السوق (خصوصاً مع الأزمات الطاحنة التى تتعرض لها) وهى الأسعار العالية بطبعها.. فما بالك لو زادت مع زيادة تكاليف الإنتاج في أوروبا وأمريكا!

هذا الإعلان الذي تراه لتيلسكوبات اوريون المكبرة يريك مقدرته التكبيرية الهائلة لكل شئ حتى التى ربما يبدو محرج منها، مثل هذه العلامة على العلم الأمريكي على القمر والذي يخبرك بأنه صُنع فى الصين.

الإعلان طريف جداً ويستغل فكرته الإعلانية للسخرية من حقيقة المنتج الامريكى الذى يفخر به الناس، وهو مصنوع فى الصين. أعتقد الآن ومع تطور استراتيجيات الشركات لم يصبح الأمر بهذا التعقيد، إن الشركات الآن فخورة او على الأقل معتادة واعتاد الناس معها، على (صنع فى الصين).314285 522931067734184 1940319373 n

الإعلان ب (المقارنة)

لطالما تحدث فى هذه المدونة عن التسويق بالمقارنة، ذلك الفن الرائع والذى اعتبره سلاح الشركات الصغرى والمتوسطة بشكل خاص لكي تسوّق منتجاتها بشكل أسرع وأقوى.

التسويق بالمقارنة يُظهر للناس مزاياك بالمقارنة مع مزايا وعيوب الآخرين، وهذا كفيل فى حد ذاته بمساعدة المشترين، وهذا هو المطلوب.

المشتري لا يعشق المنتج بدون سبب، هو لا يحب سوى المنتج الذى يمتلك ولاء عالى له، وهذا يحدث على المدى البعيد، أما على المدى القريب، وإذا لم يصل بعد لهذه المرحلة فهو يشترى المنتج الأفضل، والمعلومات الصحيحة هى التي توفر له اتخاذ قرار صحيح، هذا ما يفعله التسويق بالمقارنة.

لقد اعتادت الشركات على وضع شركات منافسة فى الإعلان، لكي تُظهر ميزتها على الشركة المنافسة، فيها ما يتم بشكل علمى صحيح، وفيها ما هو غرضه الفكاهة فقط وإظهار التفوق، كما فعلت كثيراً شركات بيبسي – كوكا كولا، اديداس – نايكى، وأكثر هذه الإعلانات فى اعتقادى تكون بواسطة هواه محبين لتلك العلامات التجارية.

أتركك مع بعض هذه الإعلانات الطريفة بين المنافسين.%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9+%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%B3%D9%89

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى