الترويج والإعلان

مقارنة بين حملات فودافون واتصالات الإعلانية

انتهى موسم رمضان الإعلانى، وهو من ضمن المواسم الهامة جداً فى الحملات الإعلانية، وذلك بسبب لا يخفى على أحد وهو كثرة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تعد بزحام عالى جداً من المشاهدين – Traffic، وبالتالى فتكون فرصة الشركات لاستغلال الزحام و توصيل رسائلها الإعلانية والتسويقية.

بالطبع أكثر ما يجذب انتباهنا هى حملات شركات الاتصالات الكبرى، ننجذب لهم بشدة لسببين مهمين، الأول هو اهتمام اغلب الناس بخدمات الاتصالات و العروض التى تقدمها، وبالتالي نتابع الاعلانات والحملات الترويجية من أجل الوقوف على أفضل العروض واخر الاخبار، والسبب الثانى ان هذه الشركات، بميزانيتها الإعلانية الكبيرة، تقدم فى الغالب حملات إعلانية قوية و مبدعة نسبياً بالمقارنة بباقى الشركات والإعلانات.

سوف نجرى مقارنة سريعة بين الحملة الإعلانية لشركة اتصالات والحملة الاعلانية لشركة فودافون، والتى أرى فيهم الكثير من الدروس الاعلانية الهامة والمفيدة جائتنا على طبق من ذهب من هذه الشركات..

نقاط الاتفاق بين الحملتين كانت فى استخدام الأسلوب الفكاهي الإعلاني وهو ذلك الأسلوب الذي أصبح المفضل بين وكالات الإعلان حيث يمتلك ميزة ربط المنتج بذهنية نفسية ايجابية مميزة لدى المشترين عن المنتج أو الخدمة والشركة التى تقدمهما، وايضاً يتسبب فى الغالب فى انتشار فيروسى خصوصاً على الانترنت، وهذا ماتسعى وراءه الشركات، حتى تضاعف العائد من شراء المساحات الإعلانية على الوسائط – media.

ايضاً اتفقت الحملتين فى استخدام أداة عروض البيع فى الإعلان – sales promotion، وهى تلك الاداة الرائعة التى تذهب بأهداف الاعلان الى مرحلة جديدة، أى أن الإعلان فى هذه الحالة يحقق هدف الانتشار – brand awareness وهو الهدف الرئيسى منّه، بجانب تحقيقه لهدف الفعل – action اى تحفيز الناس لاتخاذ خطوة الشراء.

اتفقت الحملتين فى تنوع الإعلانات داخل نفس الحملة الإعلانية، وبما يخدم نفس الفكرة والرسالة الاعلانية، طريقة مكلفة أكثر بالطبع، لكنها تخلق نوع من تقسيم المخاطرة، وفى نفس الوقت تكسر الملل وتزيد من التشويق.

حملة اتصالات الإعلانية

يبدو ان الفائز محلياً هنا كانت الحملة الاعلانية لاتصالات، وسواء تابعت اعلاناتها فى الحملة أو لم تتابع، فهذه هى اسرار نجاحها:

%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA
  • بالطبع اول الاسباب واهمها تقديم الإعلانات فى قالب فكاهى رائع، أُعد بحرفية شديدة للغاية..
  • الإعلانات (الكرتونية)، او التى تعتمد على شخصيات كرتونية، تثبت قوتها خصوصاً فى موسم رمضان، نجحت مع شركة فودافون من قبل وتنجح الآن مع اتصالات..
  • عندما تدمج الفكاهة مع رسوم كرتونية يكون الأمر بالغ الصعوبة وقد يتسبب فى ملل او (ألش) الاعلان، لكن يبدو ان التحضير والتنفيذ كانا رائعين..
  • استخدام أسلوب التسويق بالمقارنة – comparative advertising بشكل اكثر من رائع، فقد قارنت الشركة نفسها مع المنافسين المباشرين من خلال اللونين البرتقالي والأحمر المميزين لموبينيل وفودافون.

من المرات القليلة التى ترى فيها معلن يستخدم أسلوب المقارنة بشكل ضمنى لا يتم كشفه بسهولة، يتسبب فى ربط المنتج المنافس فى ذهنك سلبياً بدون ان تشعر بذلك صراحة.%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9

  • انظر كيف ميزت الشركة نفسها؟! انه امر رائع ان ترى المعلن يقول لك “اترك المنافس الآن.. لانى انا الافضل فى كذا وكذا“، هذا ما نبحث عنه ونقوله دائماً فى التسويق.. (اذكر سبب للناس لكى يفضلوا منتجك او خدمتك عن المنافسين).
  • تم تقسيم الحملة لحلقات اعلانية جميعهم صبّوا فى نفس الفكرة الاعلانية، وقد نجح اكثر من اعلان فى هذه الحملة، بعكس منتج نستله (ماكس بون)الذي لم ينجح فيه الا الإعلان الأشهر فيهم والاول ، وفشل باقى إعلانات الحملة..، وهذا يدل على حجم الإبداع والمجهود المبذول في تطوير هذه الحملة لاتصالات..

*فى النهاية سأخبرك لماذا تنجح حملات اتصالات عن حملات موبينيل وفودافون بالرغم من أن اعلاناتهم تكون أكثر كلفة (و احيانا تكلف) ، وغالباً يتم الاستعانة بنجوم يزيدون من تكلفة الإعلان.. السر فى استراتيجية رائعة تتبعها اتصالات منذ دخولها السوق..

وهى انها تعرف سوقها جيداً، تخاطبه باللغة التى يفهمها .. وتقدم له احتياجاته بعيداً عن اللف والدوران.. تعرف أنها لن تكون قائدة السوق، ولكنها تحقق أهداف تسويقية اخرى منها مقارعة الكبار فى السوق، اما مكسبها الرئيسى فيكون من خدمات أخرى لفئات أخرى فى المجتمع، منها مثلاً باقات البزنس الشهيرة لرجال الاعمال، وهم يحققون هذه الاهداف التسويقية بهدوء واحترافية ملفتة!

حملة فودافون

الإعلان فشل فشلاً ذريعاً بالنسبة لتوقعات وكالة الإعلان القائمة على تطوير الإعلان، خصوصاً عندما تقارنه بالحملة المقابلة لاتصالات ..والأسباب كالآتى:%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86+%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%81%D9%88%D9%86

  • تحارب الآن الشركات بشكل غير عادى من أجل الحصول على فكرة عبقرية أو كما نسميها فى الإعلان – Big Idea، هذه الفكرة ثمينة جداً بشكل يجعل من كاتبى النصوص الإعلانية اليوم المبدعين عملات نادرة وغالية الثمن..
  • تظل وكالة الإعلان (المسئولة) عن تطوير وتنفيذ الفكرة تبحث وتبحث لكي تجد فكرة عبقرية تتطور في شكل إعلان فيروسى يتناقله الناس، وهذا هو مكسبها الحقيقى..

لأن معظم الأفكار استهلكت فتجد وكالة الاعلان اما تأخذ فكرة اجنبيه (كوبي وبيست)، أو أنها تفكر في فكرة اصيلة غير منسوخة، ولكنها جديدة تماماً، وهنا تبدأ مراحل الخطورة حيث يكون الإعلان غير معروف نتائجه، وبالتالى نسب نجاحه وفشله متساوية تقريباً.

  • أثبتت فى السابق الاعلانات التى تشمل اكثر من بطل ونجم مشهور فشلها، أو دعونا نقلل من حدة الكلمة ونقول (عدم نجاحها)،و على الرغم من ذلك تصر عليها الشركات!
  • صدفة غريبة ان تجد الاعلانات التى تدفع فيها الشركات ملايين لظهور نجوم فيها، تفشل! ظاهرة عجيبة ولكن ايضاً لها أسباب كما حللناها فى اعلان عادل امام من قبل.
  • يبدو أن وكالة الإعلان نست او تناست شئ هام جداً! وهو أن فكرة الإعلان اياً كانت، حتى لو كانت قائمة على الفكاهة، يجب ان تكون فى سياق الرسالة المطلوب إيصالها، كما فعلت اتصالات بعبقرية اعلانية يحسدوا عليها، لكن اعلانات فودافون فى حملتها لا تمت لهذا المنطق بصلة، ولا نجد اى صلة بين فكرة الإعلان (المفترض انها فكاهية)، وبين الرسالة المطلوب ايصالها.
  • رسالتى الى فودافون و وكالة الإعلان التى تعتمد عليها : البساطة هي الحل!

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عندي فكره غير مسبوقه لإعلان اتصالات او فودافون من يهتم يتواصل معي لتقديم الفكره في رمضام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى