الترويج والإعلان

بطّ راديسون !

خفة الدم أو الفكاهة كانت ومازالت من أهم الملحقات التى يستحسن أن تضيفها إلى رسالتك الدعائية، وربما تكون هى القالب الأساسي لرسالتك الدعائية.

إن الشركة التى تخبرك عن منتجها برسالة صماء لا روح فيها ولا حركة هى شركة سوف تعانى كثيراً فى الدعاية، حاول أن تضيف على الرسالة شئ من الروح والتشويق، و روح الفكاهة الآن أثبتت أنها الوسيلة الأقوى والأكثر تفضيلاً عند الناس عندما يشاهدون رسالة ترويجية للمنتج أو الخدمة أياً كانوا، ولذلك لا تستغرب أن تجد معظم الإعلانات الآن تركز على رسالة فكاهية خفيفة تقلل من حدة الرسالة الإعلانية الأصلية للمنتج.

فنادق راديسون – Radisson Hotels يكفي أن تسمع اسمها لتعرف أنها من صفوة الفنادق الفاخرة فى العالم، ولأن هؤلاء الناس يعرفون ماهو التسويق فقد لاحظوا ان المقيمين في الغرف وهم أغلبية من رجال الأعمال ، يفضلون البقاء فى الغرف عن الذهاب لوسائل الترفيه الأخرى المتاحة في الفندق.

radisson

بدأ رجال التسويق فى التفكير فى فكرة لها طابع فكاهي خفيف، فأمدوا الغرف ببطّ (جمع بطّة) بلاستيكى، قد يرفه عن المقيم مع حمامه الدافئ!، وهذه البطة مكتوب عليها ملاحظة مفادها أن العميل يستطيع أخذ البطة إذا أعجبته، وربما يعطيها لأولاده عندما يرجع، لكن مع اختيار آخر وهو أن يرسل البطة فى صندوق خشبى إلى أى مكان فى العالم!

بعد تجربة هذه الحركة التسويقية الفكاهية البسيطة، بدأت مئات الألوف من البطّ البلاستيكى ينتقل حول العالم بلا توقف، فهذا يرسل البطة لصديقه القديم، وهذا لأولاده، وهذا لأحفاده، وهذا لزوجته، .. و الكل يفعل هذا الأمر بدافع الفكاهة، .. أما عن تكلفة إرسال البطة، فهى بتكلفة تغطى تكلفة البطة وتزيد، ولكنها تظل لا تُقارن بتكلفة الإقامة التى تدفعها هذه الطبقة في الفنادق.

النتائج لهذه الحركة البسيطة كانت كبيرة، بخلاف ربح البطّ وإرساله وهى النقطة التى لم تفرق كثيراً مع المسوقين هناك، إلا أن حركة البطّ هذه غيرت صورة الفنادق الصماء الكئيبة إلى صورة أكثر مرحاً، وغيرت الشكل والانطباع السائد عن فنادق راديسون على إنها فنادق تتسم بالجمود والاحتراف الزائد، إلى صورة أقل رسمية، وبالطبع أدت لنتائج مباشرة مثل تفضيل طبقة أصحاب الأعمال قضاء عطلات نهاية الأسبوع مع عائلاتهم فى هذه الفنادق (الودودة).

rubberduck

الآن ماذا استفدت من بطّ راديسون؟؟

  • استخدم الرسالة الفكاهية الطريفة فهي تقلل من حدة المنتج، و تكوّن مزاج ذهنى إيجابى لدى الناس، وتغير أى صورة رسمية أو كئيبة عن المنتج.
  • أياك أن تبالغ فى الفكاهة، افعلها باحتراف لتخدم رسالتك الأصلية.
  • حاول ان تجعل أسلوب الفكاهة سهل و مادى، حتى يتناقله الناس (مثل بطّة راديسون).
  • تأكد من أن الفكاهة لا تؤذى أو تغيّر صورة المنتج ومكانته بأى شكل من الأشكال.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. تدوينة جميلة جدا أخي، حقيقة عالم التسويق أوسع من أن يحد بنظرية أو خيال، أنتظر منك المزيدد بعد زيارتي الأولى لمدونتك، سأواصل تصفح المواضيع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى