الاستراتيجية والتخطيط

التابع فى السوق – Market Follower

التابع فى السوق هى شركة معندهاش القدرة ولا الإمكانيات والموارد إنها تحارب القائد ، وتسيطر على السوق، وده غير المتحدى ، واللى هو عنده القوة والقدرة والموارد إنه ينافس بقوة على مركز القيادة ، واللى مش بعيد ينتزعه من القائد نفسه.

التابع فى السوق تابع لمقولة “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه”، لإنه لو معرفش قدر نفسه ، هيبقى عامل زى ريشة فى مهب الريح ، وده اللى حصل مع (Kmart) فى حكايتها الشهيرة مع (Walmart)، وتخيلوا الفرق بين الاسمين فى سوق تجارة التجزئة الأمريكى، وعلى الرغم من كده الشركة التابعة عملت راسها براس (وول مارت) فاللى حصل كان كارثي على حملتها اللى قامت على التخفيضات والعروض، واللى هى لعبة وول مارت أصلاً ، وميتعبهاش أبداً إنها تعمل أضعاف أضعاف العروض اللى عملتها (Kmart).

الشركات والمنظمات التابعة فى السوق ، بتطبق المنطق العاقل اللى بيطبقه من قبلها المتحدين أحياناً ، وهو إن الشركة ممكن تكسب كويس جداً ، وفى بعض الأحيان يكون ربحها أعلى من ربح القائد نفسه ، وده كله من غير ما يكون ليها النصيب الأكبر فى السوق.

فى مزايا مهمة بيتمتع بيها التابع فى السوق ، وهى انه مستنى القائد اللى ماشى فى المقدمة ، وبيشوف هينفجر اللغم فيه ولا لأ ، فلو انفجر اللغم يبقى استفاد من الدرس ، وميمشيش فى الأرض الخطر اللى وقع فيها القائد ، أما لو اللغم ما انفجرش فيبدأ يمشى ورا القائد.

بلغة السوق ، بنشوف إن القائد بينزل بمنتج جديد ، لسه الناس مش متعودة عليه ، وبيصرف لكده ملايين ، ده غير الوقت والمجهود ، وتفضل كل الشركات تبص على بعضها ، وعلى السوق ، ومستهلكينه في لحظة الحقيقة اللى هيبان فيها المنتج حقق النجاح المطلوب ولا لأ ، فلو المنتج حقق النجاح هنلاقى التابعين خرجوا بمنتج شبيه ممكن أحياناً يكون أقل شوية فى الجودة والسعر ، وغرضه مش إنه ينافس المنتج الأصلى ، لإنه مش هيعرف ، لكن هو بيكسب نصيب سوقي بسيط ، وربح معقول.

لحد دلوقتى الدنيا بسيطة و واضحة للشركات التابعة فى السوق ، لكن فى الحقيقة ده مش صح ، خصوصاً لما نعرف إن من استراتيجيات المتحدى فى السوق عشان ينافس القائد ، إنه ميحاربش القائد وياخد نصيب السوق منه بشكل مباشر ، لكنه بيحاول يقوّى نفسه أكثر وياخد نصيب سوق من التابعين اللى هما أقل منه في الموارد والإمكانيات ، فالتابعين هما السمك الصغير ، غذاء السمكة العملاقة اللى هى متحدى السوق .

الطريق عشان ينجو السمك الصغير، أو التابعين بمعنى أصح ، هو الإبداع ، .. لازم كل فترة يخرج التابع بحاجة مبدعة تشد الناس ليه ، أو عروض و مميزات وأشكال جديدة ، وممكن المغامرة تكمل لنهاية سعيدة ، ويبتكر التابع منتج جديد يخليه قائد السوق .

كل اللى مطلوب من التابع عشان يعيش حياة مربحة وسعيدة ، إنه يكون دائم الترقب والحذر و يكون عنده الإستعداد إنه يقدم منتجات أعلى جودة باستمرار ، وأقل فى الأسعار ، وعلى أهبة الاستعداد كمان إنه يتوسع فى مناطق جغرافية وديموغرافية جديدة ، وبكده يخلق لنفسه سوق برّه حماية لسوقه الداخلى ، وهو كده بيقف على مسافة كافية بيحقق عندها ربح معقول ، وفى نفس الوقت مبيقلقش عملاق السوق.

حسام حسان

صاحب موقع التسويق اليوم وشركة فيركسام للتسويق، وصاحب 7 كتب من ضمنهم الماركيتنج بالمصري، وماركتينج من الآخر، والبيع الصعب، مع خبرة عملية لأكتر من 10 سنين في التدريب والتسويق لشركات في مختلف المجالات داخل وخارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى